محمد تنتوش/ كاتب ليبي
قبل عام من الآن تصدرت صور المدينة القديمة في “غدامس” الليبية صفحات التواصل الاجتماعي من خلال ترشحها لمسابقة مدينة التراث العربي ، غدامس في الحقيقة أكثر من مجرد تراث لأنها الإلهام بعينه.
بصحرائها الجميلة ومدينتها القديمة البديعة و بحيراتها الرائعة كانت غدامس منطقة حية و محطة لانطلاق و توقف القوافل القادمة من أفريقيا نحو أوروبا.
قبل سنوات عديدة كان الفتى “إبراهيم الأمام” يتجول بالمدينة القديمة بغدامس، يتأمل مبانيها ويتنفس هوائها و يتخيل شكل الحياة فيها قبل سنوات طويلة، كانت كل زيارة بالنسبة اليه زيارة مثيرة وكأنها أول زيارة.
كبر الفتى وأشغلته الحياة ، لكن لم يكن لأحد أن ينزع القصص التي كان ينسجها في رأسه حول غدامس وطبيعة الحياة بغدامس القديمة ، وبعد سنوات من التخيل ، اعتصرت غيمة الأفكار قطرات كثيرة تمثلت في مجموعة قصصية هي “الشاغة” ، “سلطان يوم الماء” و “تحرير غسوف” .
الحلم والشغف بالنسبة للقاص “إبراهيم الإمام” لم يكن هينا ، لأنه تجاوز كل العراقيل والمعوقات ولم يأبه بأي من الأعذار العديدة التي تبدأ من غياب دعم الجهات الثقافية المختصة ولا تنتهي عند غلاء أسعار الطباعة.
بالمجهودات الشخصية و دعم بعض الأصدقاء صدرت تلك القصص الأدبية “الليبية الغدامسية” إن صحّ التعبير ، و بذات الطريقة تحولت تلك القطرات الى “قطرات من ذهب ” وهي مجموعة قصصية ترجمة الى اللغة التركية ونشرت بالمكتبات التركية ، لتخبر أحفاد العثمانيين عن أدب جميل هناك في دولة فرطت فيها الدولة العثمانية بسهولة ، ولتعيد الجميل الى تركيا التي تغرق التلفاز العربي بمسلسلاتها التي تصدرها لمجتمعاتنا وتُخبرهم أن هناك في “غدامس” قصص أجمل كان للعثمانيين وحامياتهم فيها نصيب.
في الحقيقة فإن نشر “قطرات من ذهب” باللغة التركية كان يجب أن لا يمر بسهولة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ، فسوق المكتبات التركية سوق نشط للغاية في دولة تجد فيها للكتاب حضورا في كل مكان وجزء فيها من ساعات الصباح الأولى في متروا الأنفاق وحتى آخر نهاية رحلة فيه ستجد الجميع يقرأون ، وسيكون المظهر بالنسبة لك بديعا وعندما تجد الكتاب قد خط بأيد ليبية ستشعر بالجمال أكثر، ومنا هنا كان ينبغي لنا جميعا ان نحتفي ب”قطرات من ذهب”.
التدوينة قطرات من ذهب …قصص ليبية تثري المكتبة التركية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.