طرابلس اليوم

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

هل ستخفف القاهرة من دعمها لحفتر مقابل مشارع إعادة إعمار في ليبيا؟

,

كشفت مصادر ليبية مقربة من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، عن حصول الحكومة على وعود مصرية بلجم تحركات اللواء خليفة حفتر العسكرية عشية الانتخابات.

وقالت المصادر إن “رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، تلقى وعوداً مصرية بسعيهم لإقناع حفتر بعدم الإقدام على أي عمل عسكري بعد 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مقابل تفاهمات جديدة بينه وبين الجانب المصري”، مشيرة إلى أن الجانب المصري حصل على وعود من السراج بمنحهم حصة ضمن عملية إعادة إعمار ليبيا.

وذكرت المصادر أن “السراج بدا في لقاءاته مع المصريين أكثر قوة وهو مقبل من واشنطن. فقد تمحورت اللقاءات حول تبادل ضمانات بين الجانبين للسير في اتجاه لملمة الأزمة الليبية بما يحفظ مصالح الجانبين”، مشيرة إلى أن السراج قدم تأكيدات للمسؤولين المصريين على تبعية الضباط والشخصيات العسكرية المشاركين في جلسات القاهرة له وخضوعهم لأوامره، وأنه يسعى لتبديد المخاوف والمشاكل بين ضباط المنطقة الغربية وبين حفتر.

وتابعت المصادر، إنه نقل الى الجانب المصري تأكيده على تقوية البنية العسكرية وهياكل الجيش غرب البلاد، لا سيما في طرابلس بشكل رسمي وتقليص سيطرة المجموعات المسلحة، لكنه رفض انفراد حفتر بمؤسسة الجيش مع إمكانية وجوده على رأسها بمشاركة ضباط من معارضيه.

وأكدت المصادر أن “اللقاءات التي تشهدها القاهرة بين ضباط تابعين لحكومة الوفاق وآخرين تابعين لحفتر اتجهت لترجيح كفة حفتر في اللقاء الأخير، الأسبوع الماضي، في القاهرة، وأن زيارة السراج الأخيرة جاءت للحد من النزوع لحفتر سيما وأن ضباطاً من مصراتة كانوا مشاركين في اللقاءات انسحبوا منها أخيراً.

وقالت المصادر نفسها إن “إيطاليا دخلت على خط هذه المفاوضات بقوة، ووجهت دعوة لحفتر الذي يزورها حالياً كما أنها أعلنت، الأسبوع الماضي، عن إرسال تعزيزات عسكرية جديدة لمواقعها في مصراتة”، لافتة إلى أن الضغوط الدولية الحالية تتجه إلى حلفاء حفتر لا سيما المصرية منها لإقناعه بالقبول بالمسار السياسي، وللحد من تنامي نفوذه في غرب البلاد من خلال ربطه علاقات وصلات مع مجموعات مسلحة فيها.

ويعلق أستاذ العلوم السياسية في جامعة طرابلس، صالح العوامي، على هذه التسريبات بالقول، إن “تهديد حفتر بالسيطرة العسكرية أمر بعيد المنال، ولا يعدو كونه تهديداً وضغطاً لفرض نفسه، توازيها إشاعات عن لقائه برؤساء مليشيات في طرابلس وغرب البلاد”، ويؤكد أن “قطاعاً كبيراً من ضباط مصراتة وتحديداً البنيان المرصوص تشير تصريحاتهم إلى رفض التقارب مع حفتر، فما بالك بترك الساحة له حتى يسيطر عسكرياً”.

وأوضح العوامي في حديث لــ”العربي الجديد” أن “حفتر أكد فشله بكل تأكيد، لكنه فرض نفسه على الساحة وبالنظر إلى فشل جهود التسويات السياسية، فلا مناص بنظر المجتمع الدولي من الاحتكام للانتخابات كحل للانقسام السياسي والأمني وفرض نتائجها على كل الأطراف. وحتى بلوغ تلك المرحلة لا مناص أيضاً من الابقاء على الاتفاق السياسي لأنه يمثل شرعية الفرقاء الموجودين على الساحة السياسية حالياً”.

كما أكد أن “الأمر بدا جلياً، فالقاهرة لم تَعد ترى في حفتر حليفاً يمكنه تحقيق مصالحها، فاتجهت للتقارب مع الجانب الآخر عسكرياً من خلال احتضانها لقاءات الضباط وسياسياً للتقارب مع السراج. كما أن إيطاليا لن تقبل بالتفريط في حلفائها في طرابلس وبالتالي قبل دعوتها الحالية التي يبدو أنها سياسية محضة، خصوصاً أن الدعوة موجهة من وزارة الخارجية الإيطالية”.

وقال العوامي إن “المسار السياسي سيتم تجميده الى حين الوصول إلى انتخابات، وإن العمل المقبل سيكون في المسار الأمني من خلال احتواء حفتر ضمن مؤسسة الجيش بالإضافة لإصلاحات اقتصادية واسعة، يبدو أن السراج نجح في إقناع القاهرة التي تعاني أزمات اقتصادية خانقة في إدراجها ضمن المستفدين منها”. وختم بالقول إن “السراج وحكومته محور الأشهر المقبلة؛ فمن الواضح أن تحييد شرور حفتر عن طريق وعد دولي مقابل إثبات السراج لقدرته على قيادة الأمور”، مشيراً إلى أن السراج أثر رجوعه من جولته الأخيرة أعلن عن ترقيات عسكرية واسعة لضباط في الجيش في المنطقة الغربية، كما أعلن عن متابعته الشخصية لملف الهجرة غير النظامية بالإضافة إلى بدء حلحلة مسائل تعاني منها البلاد، كمشكلة الكهرباء التي أعلن عن تعاقد الحكومة مع شركة “سيمنس” الألمانية بـ 700 مليون يورو لوضع حلول جذرية لها.

العربي الجديد

التدوينة هل ستخفف القاهرة من دعمها لحفتر مقابل مشارع إعادة إعمار في ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “هل ستخفف القاهرة من دعمها لحفتر مقابل مشارع إعادة إعمار في ليبيا؟”

إرسال تعليق