تحدث الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة أحمد المسماري خلال مؤتمر صحفي ببنغازي الأحد عن الأوضاع في مدينة سبها وقال إن عملية الكرامة تهدف إلى تحقيق الأمن وتطبيق القانون في منطقة فزان، جنوب غرب ليبيا مشيرا إلى أنه وبعد انتهاء المهلة الممنوحة للعصابات المسلحة في سبها ستبدأ عملية الكرامة في تطبيق القانون على كل المخالفين، داعيا أهالي المدينة إلى التعاون مع عملية الكرامة التي تنوي إعادة الأمن للمدينة.
وقال أحمد المسماري إن حالة التهميش والإهمال التي تعرض لها الجنوب جعلته مكانا جيدا للعصابات المسلحة التي تمتهن التهريب والسطو المسلح، إضافة إلى المرتزقة الذين قدموا من خارج ليبيا حسب تعبيره.
وتحدث المسماري عن وجود مطار ترابي أقيم حديثا في منطقة جنوب غرب ليبيا، لم تعرف الجهة التي استخدمته والأغراض التي تم استخدامه فيها خلال الفترة الماضية.
وأوضح المسماري أن بعض فصائل المعارضة التشادية دخلت إلى المنطقة في 2012 بعد مطاردتها من الجيش التشادي إضافة إلى مجموعات أخرى تابعة لعصابات تهريب البضائع والمهاجرين والأسلحة، كما أن بعض المجموعات تقول إن هذه الأراضي تابعة لتركيبة معينة بحسب وصف المسماري.
المسماري أكد أن عملية الكرامة تدخلت بعد وصول الصراع إلى داخل مدينة سبها، حسب وصفه، وهو ما دفع العملية إلى التدخل لتخفيف حدة الاشتباكات وإنشاء طوق غير مرئي للمواطن على جوانب مدينة سبها باستخدام طائرات الاستطلاع، ما أدى إلى إنهاء تدفق الأسلحة والعربات إلى مدينة سبها.
وقال المسماري إن عملية الكرامة أمهلت المقاتلين عشرة أيام تنتهي يوم 17 مارس للخروج من مدينة سبها.
وطالب المسماري دول الجوار في السودان ومالي والتشاد ونيجر بسحب رعاياها من ليبيا، مؤكدا أن ليبيا لن تكون إلا لليبيين بتركيباتها المعروفة من التبو والطوارق والقبائل العربية الأخرى المعروفة في منطقة سبها.
وأضاف المسماري أن بعض الأطراف تحاول توظيف أزمة سبها لأغراض سياسية وبسط نفوذها ، مؤكدا أن ذلك لا يندرج ضمن مهام قوات عملية الكرامة.
وجدد المسماري خلال المؤتمر الصحفي أن عملية الكرامة لن تتهاون مع من يخالف القانون بعد انتهاء المهلة في السابع عشر من مارس، مؤكدا أن المضبوطين سيواجهون العقوبات وفقا للقانون حسب تعبيره.
وأشار المسماري إلى أن العملية العسكرية التي أطلقها قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة سبها تهدف إلى ضبط الأمن مبينا أن قوات عملية الكرامة لا تدعم أيا من الأطراف المتنازعة على حساب الآخر.
وقال أحمد المسماري إن قوات عملية الكرامة تعاملت بقوة وحزم مع من وصفها بالعصابات التشادية والسودانية التي قال إنها تمارس الحرابة والتهريب في الجنوب، مؤكدا أن عملية الكرامة ستواجه العصابات التي تمارس الجريمة المنظمة العابرة للحدود في سبها.
وخلفت المواجهات المسلحة في مدينة سبها منذ اندلاعها في نهاية الشهر الماضي أكثر من 15 قتيلا بينهم مدنيون.
وبحسب شهود عيان من سكان مدينة سبها تندلع مواجهات عنيفة متقطعة في أكثر من منطقة في مدينة سبها بين فترة وأخرى.
وقال مصدر محلي مطلع لموقع ليبيا الخبر إن الاشتباكات الأخيرة اندلعت بين مسلحي قبيلتي التبو وأولاد سليمان بسبب خلافات بين القبيلتين حول اللواء السادس مشاة، الذي يعتبره مسلحو أولاد سليمان أحد الأذرع العسكرية للدولة، بينما يقول مسلحو التبو إن اللواء السادس مجموعة مسلحة قبلية تأتمر بأمر قبيلة أولاد سليمان، وذلك عقب اتهام بعض الأفراد المنضمين للواء السادس بالمسؤولية عن مقتل عدد من أفراد قبيلة التبو خلال الشهرين الماضيين.
وأوضح المصدر أن قوات اللواء السادس متمركزة في قلعة سبها التي تقع على منطقة مرتفعة، مشيرا إلى أن مسلحي التبو موجودون في المنطقة المجاورة للقلعة، وهو ما يمنح مقاتلي اللواء السادس قدرة على حماية موقعهم الأساسي، ويمنعهم من الخروج من تمركزاتهم بسبب انتشار مسلحي التبو في المنطقة المحيطة بالقلعة.
واعتبر المصدر أن طرفي النزاع لن يستطيعا حسم المعركة لصالح أي منهما، مبينا أن بعض قيادات القبيلتين ستلجأ للمصالحة بعد حين حسب توقعاته.
وتجددت الاشتباكات الأسبوع الماضي عقب يومين فقط من وصول آمر غرفة العمليات الجوية التابع لعملية الكرامة محمد المنفور إلى قاعدة براك الشاطئ برفقة تجهيزات عسكرية لمساندة القوات التابعة لعملية الكرامة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعربت في الأول من الشهر الجاري عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في سبها عقب المواجهات الأخيرة وطالبت البعثة بوقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق السكنية، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 6 مدنيين وإصابة 9 آخرين بجراح، بحسب البعثة.
وطالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بوقف إطلاق النار في سبها، ودعا أهالي المنطقة إلى مساندة وحدات الجيش الليبي.
التدوينة المسماري: الكرامة ستطبق القانون في سبها جنوب غرب ليبيا بعد انتهاء مهلة منحناها للعصابات ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
