طرابلس اليوم

الأحد، 18 مارس 2018

كلام الليل مدهون بالزبدة

,

رمضان كرنفوده/ صحفي من فزان

أصبح المشهد السياسي الليبي غير واضح المعالم. ربما نصفه بالمثل الشعبي الذي يقول «كلام الليل مدهون بالزبدة» من خلال تقلب المشهد السياسي فى الليل والنهار وانطلاق ديربي الصراع على السلطة من خلال حماسة أطراف حوار الاتفاق السياسي ورغبتهم إلى العودة إلى أروقة فنادق تونس قالاصو ورامادا من أجل تعديل الاتفاق السياسي وأخد كل جهوية ومنطقة وإقليم وقبيلة الحصة من كعكة المجلس الرئاسي والحكومة المنتظرة.

خروج قادة الأحزاب السياسية من جديد على الساحة وكانوا دائما سابقين فى تقديم مبادرات إلى البعثة الأممية فى ليبيا وتبرير أخفاقهم فى الحل السياسي والأزمة الليبية خلال فترة المؤتمر الوطني العام، وذهب بعض المحللين إلى وصف المشهد بأنه أصبح بمثابة إعادة تدوير لنفس المراحل السابقة ولكن هذة المرة بأشكال مختلفة وهناك من يريد القفز من السفينة ويلوح للشعب بقارب نجاة له.

كثر الحديث عن الانتخابات والتي لم يعلن عنها بعد وما هى هذه الانتخابات مع ترحيب الرؤس الثلاثة النواب والدولة والرئاسي بالانتخابات مع جدال وتعطيل لمشروع الدستور الذي تم وضعه وإنجازه من هيئة الدستور حتى وصل إلى المحكمة العليا.

لكن يبدو أن الرياح السياسية تأتي بما لا تشتهي الأزمة الليبية خروج مطالبات بجولة جديدة للحوار  السياسي الذي تعثر ويتعثر من أطراف الحوار أنفسهم منذ الإعلان عنه فى الصخيرات والتعثر أعطى ملامح أنه لا توجد ثقة بين المتحاورين وبعضهم قبل تطبيق الاتفاق والذي يطالب بحصته فى كعكة لم تدخل الفرن ومازالت مكوناتها لم يتم عجنها بعد.

ونسج داعمي السراج قصيدة الغزل السياسي له وأصبحت له جمهور سياسي من النواب بسبب المصالح الخاصة والجهوية والمناطقية ربما نصفها إلى كتلة السراج مع دعم دولي يحظى به.

المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الدكتور غسان سلامة تشعبت عليه تركة ملفات الأزمة الليبية ولم يجد أرضية تركها له من كان قبله رغم المبادرة التي قدمها لحل الأزمة السياسية الليبية من عدة بنود على أن يبقى الاتفاق السياسي هو المرجعية الأساسية للخروج من الأزمة رغم العراقيل من الأطراف التي وقعت عليه.

شبح داعش الذي أصبح يخاف منه الليبيون ويقلق العالم رغم كل مرة يقال إنهم قضوا عليه وهزموه لكن يخرج كل مرة من جديد ويستعرض عضلاته أمام الملأ وبدعم من تقارير عالمية أن التنظيم لا يزال فى ليبيا.

خيام قرارة القطف أعطت مؤشر خطير جدا أن المصالحة الوطنية تتعثر فى طريقها، وهناك مطبات والتي كانت عودة أهل تاورغاء أمل ورمز المصالحة الوطنية ربما هى طريق حل كل مشاكل ليبيا الاجتماعية.

التقارير الأممية والتي أكدت وجود الفساد والتلاعب فى المال العام الليبي ربما طالت حتى المجمد فى الخارج بشهادة غسان سلامة الذي أكد أنه تجاوز مرحلة الفساد حتى وصل إلى النهب. إضافة إلى ملف انتهاك حقوق الإنسان الذي أصبح شبه يومي يتعرض فيها المواطن الليبي إلى الخطف أو القتل.

الذي أفزع الكثير من الليبين هى التقارير الأممية التي أكدت عدم وجود انفراج فى الأزمة الليبية قريبا وأن المشهد الليبي مربك ومعقد مع تأكيدات أطراف ليبية أن المجتمع الدولي هو من يطيل حل الأزمة الليبية وليست لديه نية صادقة بذلك من خلال دعمه لبعض الأطراف الليبية.

والسؤال يطرح نفسه، هل الأشهر الثامنية الباقية من 2018 كفيلة بحل الأزمة الليبية من مجلس رئاسي وحكومة وانتخابات وتحسم اللعبة الديمقراطية في المعلب الليبي وتكون النتيجة مرضية للجمهور الليبي.

التدوينة كلام الليل مدهون بالزبدة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “كلام الليل مدهون بالزبدة”

إرسال تعليق