طرابلس اليوم

الجمعة، 20 أبريل 2018

التوازنات الداخلية التحديات والفرص .. سلسلة نحو فكر اجتماعي جديد

,

صلاح الشلوي/ كاتب ومحلل سياسي ليبي

في كل مرة تمرة بها مجموعة بشرية بأزمة حادة من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو السياسية أو الأمنية، تخلف وراءها ركام وأنقاض وتطلق موجات من الإرتدادات تظل تتلجلج وسطها محدثة تخلخل في توازناتها القديمة، وتجعلها في حالة توتر واضطراب، كنتيجة طبيعة لما ينتشر في نفوس أعضائها من مخاوف وقلق تمس هرم ماسلو للاحتياجات (Maslow’s hierarchy of needs )، وهذا يحدث على مستوى الفرد وعلى مستوى المجموعات الاجتماعية الفرعية، والتي تجد نفسها أمام اختلال موازين القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية التي كانت مستقرة قبل أن تجتاحها تلك الأحداث وقبل أن تحرك أركانها ما ينتج عن تلك الأحداث من موجات ارتدادية تتدرج في عنفها حتى تكاد تهدد قواعد التعامل، ومواقع كل المفاعيل السابقة وتهز كل المراكز الاجتماعية والقانونية التى ظلت ساكنة طوال الفترة الممتدة قبل أن تحدث فيها تلك الأحداث، وترتبت عليها ميزات تفوقية متعددة ومختلفة للمجموعات الاجتماعية الفرعية، الأمر الذى يشكل مصدرا للقلق الحقيقي لديها، ويجعلها طوال فترة التحول والانتقال متربصة قلقة واجفة تجاه كل فكرة تطرح، وما إذا كانت ستفقدها بعض ميزاتها التفوقية السابقة، ومن هنا تنشأ الأزمات وتعصف بالهيئة الإجتماعية ككل، ويستغرق ذلك وقتا يطول ويقصر بحسب قوة وديمومة المؤثرات من البيئة الداخلية والبيئة الخارجية على حد سواء.

؛؛؛

هرم ماسلو للاحتياجات (Maslow’s hierarchy of needs )

فكرة الهرم تقوم على محاولة معالجة احتياجات الإنسان المادية والمعنوية بالتحليل النوعي لا الكمي، وايجاد طريقة منهجية لتلمس أهميتها ووزنها النوعي بالنسبة للنشاط الإنساني سواء على مستوى الفرد أو المجموعات البشرية، وهو لا يمثل سوى محاول أولية وأداة واحدة من الأدوات التي ينبغي استخدامها في تحليل سلوك الافراد والمجموعات البشرية، وهو ما تركز عليه فرع معرفي غاية في الأهمية يعرف باسم ( دينمائية الجماعات Group Dynamics)، حيث يتعامل مع طبيعة نشأة المجموعات البشرية، واغراض ودوافع النشأة، ومراحل تطور تلك المجموعات، وطبيعة وأثر تحديات البيئة الداخلية والخارجية على بقائها واستمرارها وتلاشيها وتغيرها واندماجها.

 

فمن خلال هذا التسلسل الهرمي المنطقي لاحتياجات الفرد والجماعات الفرعية يمكن التنبؤ بما سيحدث كلما حدثت مشكلة أو برز تحدى عند أي مستوى من مستويات الهرم، وكذلك يمكن معرفة ردود الأفعال بحسب طبيعة المستوى، ومدى حيوية الحاجة التي تشغله، وكيف تؤثر على بقاء الفرد أو المجموعة واستمرارها ونمائها وتطورها ورفاهيتها، وما يتهدد أمنها واستقرارها.

الحلقة القادمة: تأثير الأحداث الأمنية والسياسية والاقتصادية والإجتماعية والتقنية على هرم الاحتياجات، وما هي ردود الأفعال المتوقعة.

التدوينة التوازنات الداخلية التحديات والفرص .. سلسلة نحو فكر اجتماعي جديد ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “التوازنات الداخلية التحديات والفرص .. سلسلة نحو فكر اجتماعي جديد”

إرسال تعليق