أعلن تنظيم الدولة الإسلامية بسط سيطرته على عدة مناطق وبلدات بريف حلب الشمالي بعد معارك مع فصائل المعارضة السورية التي أعلنت بدورها بدء معركة استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها.
وأفادت شبكة أعماق التابعة للتنظيم بأن مقاتليه سيطروا على قرية صوران شمال مدينة مارع بريف حلب، حيث نصبوا حواجز ونقاط تفتيش, وذلك بعد سيطرة التنظيم على بلدات الحصيّة والبُل وغرناطة في محيط مدينة مارع.
وبسيطرته على هذه المناطق، أصبحت قوات تنظيم الدولة قادرة على التحرك على طول الطريق الرابط بين مدينة حلب ومعبر باب السلام على الحدود السورية التركية والذي يربط بين محافظة حلب ومدينة كيليس التركية.
ونقلت وكالة رويترز عن مقاتلين في قوات المعارضة السورية قولهم إن سيطرة تنظيم الدولة على هذا الطريق ستؤثر سلبا على إمدادات المعارضة من الأسلحة في كامل الريف الشمالي وخاصة الشرقي منه لمحافظة حلب.
المعارضة تحشد
وأمام هذه التطورات أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء معركة لاستعادة السيطرة على البلدات التي خسرتها جراء هجوم تنظيم الدولة على ريف حلب الشمالي في شمال البلاد.
وأصدرت غرفة عمليات تحرير حلب بيانا اتهمت فيه تنظيم الدولة بأنه شريك للنظام السوري, وأشارت في البيان إلى أن التنظيم طعن المجاهدين في ظهورهم، على حد وصفها.
وأوضح البيان أن العملية العسكرية بدأت لصد التنظيم واستعادة البلدات في ريف حلب الشمالي، وأن هذه العملية “لن تثنيَها عن معركة فتح مدينة حلب”.
وتتقاسم السيطرة على محافظة حلب قوى عدة، هي قوات المعارضة وقوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية والقوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
داعش متهم
في غضون ذلك اتهم “المجلس الإسلامي السوري”، امس الاثنين، تنظيم الدولة بالعمالة لنظام بشار الأسد والتحالف الدولي لإجهاض الثورة السورية، وأفتى بوجوب قتاله.
وقال المجلس في بيان له: “إن تنظيم الدولة فضلا عن جنوحه الفكري، وغلوه المنهجي، جمع إلى ذلك العمالة للنظام وللقوى التي لا تريد للثورة السورية نجاحا، ولم يعد خافيا أن هذه القوى الثلاث هي: النظام وتنظيم الدولة والتحالف الدولي”، مضيفا أن بينها “تنسيق في كثير من المواقف والمواقع”.
وأوضح المجلس أن هجوم التنظيم على ريف حلب الشمالي جاء لإفشال خطة “جيش الفتح” في تحرير مدينة حلب من نظام الأسد، من خلال مهاجمة الثوار من الخلف، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة صُنِعَ لإجهاض ثورات الربيع العربي.
وأفتى المجلس بوجوب قتال تنظيم الدولة، الذي وصفه بـ”الفئة المجرمة المعتدية العميلة”، وحمّل جميع الفصائل المقاتلة مسؤولية ذلك، ودعا جميع القوى الداعمة للثورة إلى دعم هذه الجبهات وإمدادها بكل ما تحتاج إليه.
من جهة أخرى فاجأ “أبو الوليد المقدسي” شرعي تنظيم الدولة في منطقة القلمون السورية الجميع بتسجيله كلمة صوتية هاجم فيها التنظيم وكال له العديد من الاتهامات.
“المقدسي” الذي لم يمض على انشقاقه عن “جبهة النصرة” أكثر من ستة شهور، تبرأ من أفعال تنظيم الدولة، واعتبر أن “الدولة أصبحت مجمعا للفاسدين، والمحدثين، وقطاع الطرق”.
وعن تنظيم الدولة في القلمون، قال “المقدسي”: “من ينتسب للدولة هنا هم تكتلات وأحزاب وعصابات لم يكونوا على حال قويم، فحاولت منذ قدومي إصلاح ما استطعت، لكن وجدت العجب العجاب”. وكشف “أبو الوليد المقدسي” أن تنظيم الدولة في القلمون مخترق بشكل واضح، بسب عدم وضع شروط حازمة أمام المنضمين الجدد إليه.
الى ذلك دعا منظرا التيار الجهادي “أبو قتادة الفلسطيني”، و عبد الله المحيسني الفصائل السورية إلى “دحر” تنظيم الدولة، والقضاء عليه في ريف حلب الشمالي. واعتبر “أبو قتادة”، و المحيسني أن التورع في قتال تنظيم الدولة سيجلب الويلات للسوريين، وسيكون فيصلا في القضاء على “المجاهدين”، وفق قولهم.
وعبر حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، غرد “أبو قتادة الفلسطيني”: والله ما ضيع الإسلام في هذا الزمان إلا الورع الكاذب ضد من أوغل في دماء المسلمين من كل الطوائف”.
بدوره اعتبر الشيخ السعودي عبد الله المحيسني في إشارة الى الهجوم الذي نفذه داعش ضد المعارضة السورية أن ما يجرى في ريف حلب هو “الغدر بعينه”، وفق قوله.
وأضاف المحيسني الذي يترأس مركز دعاة الجهاد في سوريا: “بدأ المجاهدون يعدون لضربة قاصمة للنظام بعد تحرير إدلب وبالفعل تم الإعداد لغزوتين كبار على قلعتين من قلاع النظام! ووالله لقد شهدت مجلسا لغرفة عمليات المجاهدين فقال أحدهم: نحن الآن قد أفرغنا جنودنا كلهم فأخشى أن تباغتنا داعش! وتستغل انشغالنا بالنظام فقال البعض: لا هذا مستبعد فهي والله فضيحةٌ لهم وبرهان شديد على عمالتهم، ولا يمكن أن يجازفوا بمثل ذلك.. فإذا بنا الآن نفاجأ بهجوم شرس على المجاهدين ليوقف عجلة الانتصارات ويمد طوق النجاة لبشار!”.
وخاطب المحيسني الشعب السوري، مغردا: ” قلنا إنهم (أي داعش) شقوا الصف في اليمن وفي أفغانستان فلم يصدق البعض، قلنا اعتدوا فتعامى البعض!، فماذا يقول أنصارهم اليوم”؟ وعن التوصيف الشرعي لتنظيم الدولة، قال المحيسني: “لتعدهم ما شئت خوارج؛ أو بغاة أو طائفة ممتنعة، إلا أن العلماء متفقون على وجوب دفع العدو الصائل، أيا كان لونه ورسمه”.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم