حذر السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت من أن ليبيا تواجه خطر الافلاس، لافتاً إلى أن هنالك سيناريو يقترب وفيه قد لن تتمكن الدولة الليبية من شراء كل البضائع المستوردة من غذاء ووقود.
وقال ميليت فى مقال جديد وزعته السفارة البريطانية لدى ليبيا ونشرته عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتوتير بعنوان “من يهتم لأمر الاقتصاد؟”، أنه رغم أن عوائد ليبيا كانت أكثر من مصروفاتها، وتتمتع بثاني أكبر فائض مالي في الشرق الأوسط، إلا أن الوضع الأن انقلب، فيما تنفق الحكومة الليبية أكثر بكثير من عوائدها ولديها عجز أكتر من 40%، وهو الأكبر في العالم.
وأشار السفير البريطانى الذى يمارس عمله حالياً من تونس بعدما أغلقت بريطانيا سفارتها بالعاصمة الليبية طرابلس، إلى أن البنك الدولي يتوقع في الحالة الحالية ارتفاع نسبة العجز إلى 70% من قيمة اجمالي الإنتاج المحلي في عام 2015.
وكشف النقاب عن أن ليبيا بدأت في استخدام احتياطيها النقدي, الذى بلغ مطلع العام الماضى 121 مليار دولار في البنك المركزي، إلا أن تقديرات البنك الدولى تشير الى أنه في نهاية العام الجارى لن يتبقى في هذا الاحتياطي سوى 55 مليار دولار فقط.
واعتبر أن معظم هذه المشاكل تنبع من قرارات تم اتخاذها في ليبيا، لافتاً إلى انخفاض انتاج النفط بسبب غياب الأمن في المنشآت النفطية، بالاضافة الى الزيادة الهائلة في المصروفات الحكومية على مرتبات القطاع العام، وغياب الاستثمارات بسبب استمرار حالة غياب الأمن في معظم أرجاء البلد.
وأضاف “في حال استمرار هذه الاضطرابات، فأن الوضع الاقتصادي سيزداد سوءاً بكل تأكيد، في حال نجاح الحوار السياسي، هنالك فرصة لتحسن الوضع الاقتصادي، هذا التحسن لن يحدث في ليلة وضحاها، بل سيأخذ بعض الوقت”.
وشدد السفير البريطانى فى مقاله الذى نشره أيضاً الموقع الرسمى لوزارة الخارجية البريطانية على شبكة الانترنيت، على أن ليبيا بحاجة ماسة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس لكي تبدأ في عملية علاج الاقتصاد الليبي المصاب.
ودعا السفير جميع الليبيين الى العمل معاً لدعم جهود الحوار السياسي والوصول إلى اتفاق، كما عملوا معاً سابقاً في إزالة نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وأعلن أن الجهات الدولية المانحة تنتظر لتقديم الدعم إلى الحكومة الجديدة فى ليبيا، مشيراً إلى أن المساعدات الخارجية ستكون ضرورية من أجل إعادة بناء الخدمات الحكومية واصلاح العديد من أوجه الحياة العامة التي تضررت.
كما أوضح أن العديد من دول العالم ، بالإضافة إلى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي جاهزة لتلبية أي دعوة من الحكومة المستقبلية في ليبيا لأجل المساعدة، على حد تعبيره.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم