فسر صفوت الزيات، الخبير في الشأن العسكري والإستراتيجي، في تصريح للأناضول ، انحيازه لتدخل عسكري غربي في ليبيا، قائلًا: ” الغرب يرى أن داعش تقترب من ميناء السدرة ورأس لانوف، والبريقة ، وقلق من تفكير داعش من جعل حقول النفط الليبية مصدر دخل بديلًا عن الحقول التي فقدتها في سوريا”.
وتساءل الزيات: “هل سيترك الغرب داعش حتى تتمكن من الآبار النفطية والموانئ، وبعد هذا عند القصف يضطر أن يدمر؟”، مجيبًا ” المنشآت الليبية النفطية ليست كسوريا، فالانتاج النفطي الليبي أضعاف دمشق والمنشأت النفطية في سوريا في مناطق صحراوية مفتوحة، ولكن في ليبيا في أماكن حضرية والإنتظار يعقد الأمور عليه (أي الغرب) كثيرًا”.
وتابع ” ما يعزز هذا التوجه الأيام الماضية، تصريحات أوباما حول التصدي لداعش، ووصول عسكريين أمريكيين لليبيا، لإجراء محادثات، وتصريحات وزير الدفاع الإيطالية عن عدم الانتظار كثيرا بخصوص الأزمة الليبية”.
والخميس الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيهات لمستشاريه في مجال الأمن القومي، للتصدي لمحاولات تنظيم “داعش” التوسع في ليبيا ودول أخرى وقبلها بيوم، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك إن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل عددا قليلاً من العسكريين إلى ليبيا لاجراء محادثات مع قوات محلية للحصول على صورة أوضح لما يحدث هناك على وجه التحديد، وتبحث خيارات عسكرية.
و قالت وزيرة الدفاع الايطالية روبيرتا بينوتّي في تصريحات صحفية “لا يمكننا تخيل قضاء فصل الربيع المقبل في ظل أوضاع ليبية لا تزال متعثرة”، مضيفة “عملنا في الشهر الماضي بشكل وثيق مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين”.
وحول مدى ارتباط توجيه الضربة العسكرية بتشكيل الحكومة الليبية المتعثرة من عدمه، أضاف الزيات :” تشكيل الحكومة الليبية لم يعد شرطًا مانعًا، بل شرطًا مرجحًا، فربما ينتظر الغرب، لكن الأفضل أن يحصل على شرعية من الحكومة”.
ومتطرقًا إلى تصوره لشكل التدخل العسكري المتوقع في ليبيا، مضى الزيات قائلًا: ” نحن بصدد عمليات عسكرية تكتيكية محدودة الهدف منها إضعاف داعش، كما يحدث في سوريا، وعنده (أي الغرب) فرصة لأن أغلب التنظيم موجود في سرت الآن”.
وتابع: “من المؤكد أن هناك خطة عمليات يتم وضعها وهناك عمليات مشتركة ستتم بقيادة أوروبية وبقيادة من الخلف من الجانب الأمريكي كما هو معتاد لدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث سيقدم اسنادات خاصة بالاستخبارات وعمليات لوجيستية خاصة بالتزود بالوقود جوًا، وقد يقوم بطلعات جوية لطائرات بدون طيار، وقد يكون من المرجح أن تبدأ الولايات المتحدة بعمليات قتالية كثيفة في الأيام الأولى، تتركها بعد ذلك وتنسحب تدريجيا وتتركها للأوروبيين كما رأينا في ليبيا عام 2011، قبل الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي”، في إشارة إلى تحرك قوات حلف الشمال الأطلسي، وقتها.
وقال :”متوقع أن يتم نشر سفن لاقتحام برمائي على السواحل الليبية، عبر غارات لفرق قتالية خاصة، تقوم بمحاولة الحصار والعزل للموقع الرئيسي للتنظيم(داعش) في سرت، دون اعتماد على تدخل بري”.
وحول إمكانية مشاركة عربية أو الداخل العسكري الليبي، أوضح الزيات، أن الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية سيكونون أحرص على الاستقلالية، ولن يراهنوا لا علي خليفة حفتر(عسكري ليبي)، ولا قوات عربية محايدة أو منحازة لأطراف ليبية”، مشيرة إلى أن اجتماع روما القادم للتحالف الدولي ضد داعش “سيناقش بالتأكيد” التدخل العسكري في ليبيا.
وعن المدة الزمانية المتوقعة لتلك الحملة العسكرية، قال الزيات، : “إذا بدأت لن تتوقف حتى يكون هناك تغيير في موقف داعش بالنسبة لسوريا العراق، وخلال هذه الفترة سنرى معدلات الطلعات الجوية والضربات الصاروخية متباطئة، بجانب عمليات خاصة، تستهدف استنزاف تنظيم داعش”.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم