عبد القادر فسوك
بدأ تنظيم الدولة هجومه الأول على بوابة أبو قرين يوم الخامس من مايو الماضي، وبنهاية النصف الآخر من الشهر بات التنظيم يدافع عن مدينة سرت.
بدأ وكأن قادة التنظيم أخطئوا باتخاذهم قرارا التمدد نحو مصراته التي فاجأت الجميع بسرعة التحرك ورد الفعل.
خسر التنظيم حتى الآن أكثر من “150” مقاتلا وعددا كبيرا من الجرحى، إضافة إلى أنه صار محاصرا أو شبه محاصر داخل مدينة سرت فمن الناحية الغربية الاشتباكات تدور في محيط المحطة البخارية، ومن الناحية الجنوبية باتت قوات البنيان المرصوص على مشارف وادي جارف وتسعى لفتح جبهة رئيسية من تلك الناحية تستهدف من خلالها السيطرة على قاعدة القرضابية التي تبعد حوالى “10” كيلو مترات فقط عن جزيرة أبو هادي المدخل الغربي لمدينة سرت.
من الناحية الشرقية خسر التنظيم معقلا رئيسيا وهو منطقة “النوفلية” خلال يومين من المعارك مع قوات القاطع الحدودي أجدابيا وحرس المنشآت النفطية.
ومن خلال مواكبة سير المعارك غرب مدينة سرت سعى التنظيم لاستخدام أسلوب الحرب الخاطفة لبسط سيطرته على المناطق الواقعة بين منطقة أبو قرين والسدادة ليفتح الطريق جنوبا نحو مدينة “بني وليد” غير المحصنة بشكل جيد أمامه وبذلك يبسط التنظيم سيطرته على تلك المناطق ويعزل منطقة الجنوب أيضا.
لكن فشل معركة السدادة الليلة كانت نقطة فارقة شكلت انتكاسة للتنظيم الذي لم يستطع الصمود كثيرا أمام كثافة النيران رغم استخدامه أسلوبه المفضل في القتال وهو السيارات المفخخة والألغام والعمليات النوعية التي سعى من خلالها التنظيم لتجنب الاشتباكات المباشرة مع قوات البنيان المرصوص.
كل هذه المحاولات من مقاتلي التنظيم لفرض أسلوبهم القتالي على أجواء المعارك لم ينجح وبالتالي كانت النتائج عكسية عليه.
فبالإضافة إلى خسائره البشرية والميدانية، شكل كل ذلك ضربة لمعنويات مقاتلي التنظيم الذين تعتمدون على الحماسة والاندفاع والانغماس، وقد انعكس ذلك على أدائهم في المعارك الأخيرة حيث قلت درجة صمودهم ميدانيا إضافة إلى تفضيلهم الانسحاب وعدم المواجهة.
التدوينة هل أخطأ تنظيم الدولة في قراره التقدم نحو مصراته .؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.