طرابلس اليوم

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

 ليبيا والقراءة الفرنسية غير المتجانسة

,

المرصد الليبي للإعلام

أكد مراسل وكالة الأناضول التركية للأنباء من العاصمة طرابلس سيف الدين الطرابلسي أن الإدارة الفرنسية بدأت تنقسم على نفسها بشأن تدخل باريس العسكري في ليبيا، عقب إعلان الرئيس فرانسوا هولاند، (الأسبوع الماضي) مقتل جنود فرنسيين في ليبيا، إذ طفت على السطح خلافات وجهات النظر حول دعم القوات الموالية لخليفة حفتر، قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، من عدمه.

وبهذا الخصوص، أبرزت مصادر متطابقة تحدثت للأناضول، التباين بين آراء داخل وزارة الدفاع الفرنسية، تؤيد التدخل العسكري ودعم “حفتر”، وموقف وزارة الخارجية “المعارض للتدخل العسكري، والرافض لدعم طرف على حساب الآخر، مع ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي يعيد الاستقرار في ليبيا”.

ونقل عن أستاذ العلوم السياسية المختص بشؤون العالم العربي، فرانسوا بورغا، أن “هناك الكثير مما يوحي بأن القراءة الفرنسية للوضع الليبي ليست متجانسة بدقة، هناك سياسة وزارة الدفاع الأكثر تدخلية، والقائمة إلى حد الساعة على دعم ميداني لحفتر، ما لم يعد عليه إجماع”.

وأضاف “ولكن هناك رؤية أخرى، أكثر سياسيةً، وهي المعالجة الدبلوماسية التي تقدمها وزارة الخارجية، إلى جانب خيار دعم حفتر”، مبيناً ” تسعى وزارة الخارجية إلى تقديم وإبراز خيار ثان، وكان ذلك واضحاً من خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت إلى طرابلس (منتصف أبريل الماضي)، عندما ذهب للتعبير عن دعمه للمسار السياسي”.

واعتبر الأكاديمي بورغا، أن “وزير الخارجية حاول إرسال رسالة مغايرة ومخالفة (لوزارة الدفاع)، تدعم متطلبات المسار السياسي، الذي أفرز المجلس الرئاسي، ويعمل حفتر على تجاوزه”، بحسب تعبيره.

ويُعد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من بين مخرجات الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين، الموقع في مدينة “الصخيرات” المغربية، برعاية أممية في17 ديسمبر 2015.

من جانبه اعتبر رئيس المركز الفرنسي للبحث حول الاستخبارات، المسؤول السابق بوزارة الدفاع، إيريك دينيسي، سياسة بلاده في ليبيا “أمراً كارثيا، ومضحكا في نفس الوقت”.

وفسّر دينيسي، في حديثه لإذاعة فرنسا الإخبارية ذلك بالقول: “هناك حكومتان الآن في ليبيا تتنازعان على الشرعية، إحداهما معترف بها من قبل الأمم المتحدة، ورغم ذلك، اختارت فرنسا أن تدعم الثانية (في إشارة إلى حكومة شرقي البلاد) غير المعترف بها، من خلال دعمها لحفتر والقوات الموالية له”، معتبراً أن ذلك “يعطي فكرة عن درجة عدم الانسجام”.

وتعاني ليبيا منذ نحو عام ونصف العام من انقسام سياسي، أفرز برلمانين وحكومتين، تدير الأولى المدن الشرقية، وتسيطر الثانية على غربي البلاد، فضلاً عن حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق المصالحة نهاية العام الماضي في الصخيرات المغربية ، لكنها لم تتمكن من مزاولة مهامها بشكل كامل، بسب استمرار الخلافات بين الأطراف المتصارعة.

وحول دور القوات الفرنسية العاملة في ليبيا ومهامها وتعدادها، يقول المسؤول السابق بوزارة الدفاع :”أعتقد أن هناك عشرات الجنود يشاركون في العمليات بمدينة بنغازي (شمال)”، مشيراً إلى أن الإعلان عن هذه العمليات عادةً يكون “غامضاً ومقتضباً، دونما الكشف عن المهمة التي تقوم بها تلك القوات هناك”.

وأعرب دينيسي عن اعتقاده، أن “بالمجمل تشارك القوات الخاصة الفرنسية في عمليات قتالية مباشرة، أو دعم وإسناد للقوات الليبية الموالية لحفتر، للسيطرة على عدد من المواقع، يمكن كذلك أن يقوموا بتدريب القوات الليبية، لتكون أنجع في القتال، والقيام بعمليات استخباراتية وتوجيه عمليات القصف الجوي”.

وبين رغبة وزارة الدفاع الجامحة في التدخل العسكري ورفض الدبلوماسية القاطع، حسم الرئيس الفرنسي الأمر، باختيار التدخل السري غير المعلن إلى جانب القوات الموالية لحفتر في بنغازي، وفقاً لصحيفة “لوموند” الفرنسية.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع (لم تسمه)، أن “الخط الذي حدده هولاند يعتمد حتى الآن على عمليات عسكرية غير رسمية، تقوم بها القوات الخاصة”، مضيفةً “ليس هناك تدخل مفتوح وإنما تحرك حذر”.

وأكد المصدر أن “ثمة آراء داخل وزارة الدفاع كانت تدعم بقوة فكرة التدخل العسكري، وهو أمر رفضه الرئيس (هولاند)، نظرا لما يمثله التدخل من خطر على فرنسا”، معتبراً “أن ليبيا غابة من السلاح، وهي منطقة خطرة على القوات الفرنسية”.

وأشار المراسل إلى أن هولاند أعلن يوم 20 يوليو الماضي عن مقتل 3 جنود فرنسيين، كانوا يقومون بعمليات استخباراتية في تحطّم مروحيتهم في بنغازي شرقي ليبيا، فيما اعتبر إعلان الرئيس الفرنسي بوجود قوات فرنسية في ليبيا، أول تصريح رسمي لباريس، بوجود قوات لها هناك، الأمر الذي أكده في اليوم ذاته، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، بشأن وجود قوات خاصة لبلاده في ليبيا.

كما أشار إلى أنه سبق أن نشرت صحيفة “لوموند” في 24 فبراير الماضي، تقريرا يفيد بوجود قوات خاصة فرنسية في الشرق الليبي، تقوم بعمليات سرية، ما استدعى قيام وزارة الدفاع الفرنسية بفتح تحقيق على خلفية (شبهة إفشاء أسرار عسكرية).

التدوينة  ليبيا والقراءة الفرنسية غير المتجانسة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ ليبيا والقراءة الفرنسية غير المتجانسة”

إرسال تعليق