طرابلس اليوم

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

تهديد الحصار النفطي يعود مرة أخرى في ليبيا

,

المرصد الليبي للإعلام

بين الكاتب جايسون باك، على موقع “المونيتور” – ، أن حالة الاختلال التي تعيشها ليبيا حاليا، تعد من أغرب الحالات، فحكومة الوفاق الوطني لا تمثل جغرافيا كل البلاد، وهي مدعومة خصوصا من قبل قادة مصراتة وإقليم طرابلس، كما يعد الاندماج المفترض للمؤسستين الوطنيتين للنفط، في 2 يوليو الماضي، عملية إبداع لغوي، حسب الكاتب، لأن كلا الطرفين في الشرق والغرب ما يزالان يتبعان سياسات نفطية مختلفة، ويحافظان على حالة الانقسام بين المؤسستين.

ويبدو أن إعلان الاندماج لم يهدئ بعد ثلاثة أسابيع المطالب الغربية لتحقيق تقدم في المجال النفطي، ففي  الأسبوع الماضي، يبدو أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة قد فضلتا إستراتيجية “النفط أولا”، وبدلا من السعي لتأمين تنازلات سياسية حقيقية، أو تحفيز القتال المنسق ضد تنظيم “الدولة”، يبدو أن الأمم المتحدة أعطت الأولوية “رشوة” الكتائب المسلحة الرئيسية من أجل السماح بتدفق النفط عبر المنشآت التي تسيطر عليها، حسب الكاتب، مضيفا أنها لن تكون المرة الأولى التي تقوم بها، وليس من المستغرب أن  يأتي بنتائج عكسية.

أضرار

وأبرز الكاتب أنه كان من المعروف أن تنظيم “الدولة” لا يسيطر على الساحل، ولكنه يخضع للتنافس بين الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر (المعين من قبل مجلس النواب) والكتائب الإسلامية من مصراتة، ما يمنع انتعاش الإنتاج النفطي في ليبيا، وقد سيطر الفدراليون لفترة طويلة على المحطات الرئيسية، راس لانوف والسدرة في منطقة الهلال النفطي الممتدة من بلدة بني جواد، شرق سرت، إلى مرسى البريقة، جنوب غرب بنغازي،

وقد أغلقوها سنتي 2013 و2014 عندما كانت الأسعار ما تزال مرتفعة، وباعترافهم، كلف ذلك ليبيا خسائر بحوالي 100 مليار دولار من الإيرادات، واعتذر قائد حرس المنشآت النفطية، إبراهيم الجضران عن الأضرار السابقة، فيما ما يزال يؤكد على أن عدم إشراكه في أي اتفاق لتقاسم السلطة في المستقبل، سيؤدي إلى إغلاق محطات النفط ثانية، وهذا يعني أن حرس المنشآت النفطية -الذي يقوده- كان الجماعة المسلحة التي أدرجت في المفاوضات حول حكومة الوفاق الوطني، ورغم أنه أصبح شرعيا كلاعب سياسي، لم يتدفق النفط مجددا، لأن الجضران غير قادر ببساطة على زيادة الإنتاج، فقد تضاءلت سلطته الفعلية على الهلال النفطي خلال الشهرين الماضيين، علاوة على ذلك، تعرضت المحطات الرئيسية لأعطاب بسبب الإهمال والهجمات المتكررة لتنظيم “الدولة”.

وفي هذا الصدد، قال ريكاردو فابياني من مجموعة “يوروآسيا” إن مقدار الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية في راس لانوف والسدرة ما يزال غير واضح، ولكل منهما طاقة استيعاب بحوالي 600 ألف برميل في اليوم، ما يعني أنه حتى لو عملا بـ30 بالمائة من طاقتهما، لن يصلا إلى 200 ألف برميل في اليوم.

وبين الكاتب أن ما قاله فابياني هو وجهة نظر تقنية أكثر منها قراءة سياسية لصعوبات القطاع النفطي في ليبيا، ويواصل الجضران وعوده، بأنه سيعيد فتح المحطات، إذا تم دفع الرواتب، وفي الواقع، لن يكون قادرا سوى على تصدير النفط المخزن في الصهاريج، خاصة في الزويتينة.

ابتزاز

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، قد زار الجضران في 21 يوليو الجاري، في محاولة لإعادة موانئ الهلال النفطي، ما أتى بنتائج عكسية على الفور عبر التدافع من أجل السيطرة على الموانئ بين كتائب الدفاع عن بنغازي والجيش الوطني الليبي الذي تدعمه القوات الخاصة الفرنسية، وبعد أن تم صد الكتائب في 23 يوليو الجاري، قام رئيس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، بنشر رسالة إلكترونية لاذعة، قال فيها إن كوبلر منح “اعترافا” بالجضران، «ما يشكل سابقة خطيرة، ستشجع أيا كان على إغلاق خطوط الأنابيب أو حقول النفط والقيام بالابتزاز”.

وأبرز الكاتب أن ذلك كان الحال على مدى السنوات الماضية، ففي سنة 2013، أغلقت الجماعات البربرية خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى إيطاليا من أجل الاعتراف بلغتهم في الدستور الليبي، وقبل بضعة أشهر، قامت مجموعات مختلفة بإغلاق المنشآت النفطية والموانئ، وتطالب بالحصول على الرواتب.

وأضاف الكاتب قد تكون الأمم المتحدة مستعدة لشراء الجضران من أجل السماح بتدفق النفط، ولكن القيام بذلك، يعني أن تكون الجهات الفاعلة الأخرى خارج اللعبة، مثل حفتر وقبائل التبو في الجنوب، ما قد يجعلهم يعرقلون الأمور، وفيما يسيطر الجضران على موانئ النفط في الزويتينة والسدرة وراس لانوف، يسيطر الجيش الوطني الليبي والقبائل المتحالفة معه على حقول النفط في حوض سرت وسرير، ما يعني أن صادرات النفط الثابتة لا تستأنف على المدى القصير.

وفي 26 يوليو الجاري، حذر رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، عبد الرزاق الناظوري، من أن أي اقتراب لناقلات نفط أجنبية من الساحل الليبي، ستكون مستهدفة من قبل سلاح الجو، وقال إن  ناقلات النفط التي توافق عليها المؤسسة الوطنية للنفط في الشرق فقط، ستكون قادرة على دخول المياه الليبية، يأتي هذا التحذير بعد أن أدانت المؤسستان الوطنيتان للنفط بشكل منفصل لقاء كوبلر مع الجضران، ما يعني أن تهديد الحصار النفطي عاد مرة أخرى، وفقا للتطورات السياسية.

التدوينة تهديد الحصار النفطي يعود مرة أخرى في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “تهديد الحصار النفطي يعود مرة أخرى في ليبيا”

إرسال تعليق