المرصد الليبي للإعلام
ذكر المحلل بمركز الدراسات الدولية غابرييل إيكفينو في حوار أجرته معه الصحفية إيلفيرا راغوستا بالموقع الإيطالي راديو فاتيكانا أن الخطر الجهادي في ليبيا لا يأتي فقط من “تنظيم الدولة” في سرت، وإنما أيضا من جماعات أخرى جهادية، تتمركز بالخصوص في جنوب ليبيا، مستفيدة من غياب سلطة الدولة، حيث تقوم بأنشطة لتعزيز تمويلاتها.
وأفاد أن هزيمة التنظيم في سرت لا يعني انتهاء المشاكل التي تمر بها ليبيا، فالبلد ما يزال يعاني من انقسامات داخلية، فضلا عن تدخل بعض الأطراف الإقليمية لدعم فصيل على حساب، من أجل خدمة مصالحها الخاصة.
خطر
وبشأن الإنجازات التي حققتها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في العمليات العسكرية ضد “داعش” بسرت، وقربها من تحرير المدينة بالكامل، أفاد المحلل الإيطالي أن هذا يعد تغييرا مهما في المشهد الليبي، ولكنه تغيير يتعلق فقط بالمناطق المتواجدة في سرت، حيث كان ” تنظيم الدولة” قد تنامى بشكل كبير هناك.
ومع ذلك، المشكلة أن الخطر الجهادي وخطر التطرف في ليبيا لا يأتي فقط من “داعش،” موضحا أنه حتى وإن تم هزم التنظيم في ليبيا، سيبقى الخطر الجهادي مستمرا.
وأوضح أن الخطر يأتي أساسا من المناطق الجنوبية بفزان، حيث تنعدم سيطرة الدولة هناك تقريبا، وحيث جميع الحركات الجهادية القادمة من منطقة الساحل، وخاصة من مالي، أو من منطقة شمال أفريقيا مثل الجزائر وحتى تونس، تجد أرضية خصبة للقيام بأنشطتها غير المشروعة من أجل تمويلها، مشيرا إلى أن بمجرد هزيمة “داعش” قد تسعى تلك الحركات إلى توسيع أنشطتها سواء في طرابلس أو حتى في بنغازي.
مستقبل
وعن أهمية تحرير سرت بالكامل، بالنسبة للمستقبل السياسي للبلاد، أفاد إيكفينو أن هذا يمكن أن يكون فوزا مهما، سواء من وجهة النظر العسكرية أو السياسية لفايز السراج، لأنه سيكون أول ثمرة لحكومة تعاني منذ تسلمها السلطة العديد من الصعوبات، وأشار إلى أن تحرير المدينة جاء بالخصوص، بفضل دعم قوات مصراتة، وهذا بدوره سيكون له نتائج سياسية، تتمثل خاصة في أنه سيكون لهذه “الميليشيات” ثقلا كبيرا على المستوى السياسي والعسكري مستقبلا في ليبيا.
وبخصوص تحرك قوات خليفة حفتر نحو الهلال النفطي، أفاد الباحث الإيطالي أن الهلال النفطي، المنطقة الغنية بالنفط في برقة، كانت دائما هدفا لحفتر، لأن هذا المجال هام سواء من الناحية السياسية أو الإستراتيجية.
والحقيقة، حتى الآن، تقع جميع المنشآت النفطية تحت حماية ” ميليشيا” تمولها في الوقت الحالي وزارة الدفاع بطرابلس، وأضاف أن السيطرة على هذا الجزء سيكون مهما جدا بالنسبة لحفتر، لأنها ستكون كورقة تفاوض حول الدور الذي يمكن أن يضطلع به مستقبلا في ليبيا.
وعن آمال تحقيق الاستقرار في ليبيا، قال إيكفينو ” للأسف، الهزيمة المحتملة لتنظيم “داعش” من قبل “الميليشيات” الموالية للحكومة في طرابلس، ليست سوى خطوة نحو مستقبل ليبيا، مضيفا أن مشاكل البلاد ما تزال كثيرة، فالانقسام بين طرابلس وبرقة ما يزال مستمرا، كما لا يبدو أن حكومة السراج لديها القدرة والسلطة لإعادة توحيد البلاد تحت سلطتها، فضلا عن التدخلات بعض القوى الإقليمية لتستمر الأزمة.
فعلى سبيل المثال تستمر مصر في عدم الاعتراف بحكومة السراج، في نفس الوقت تدعم حفتر في عملياته العسكرية شرق البلاد، ما يعني أن الإشكاليات كثيرة، والآمال التي جاءت مع تشكيل حكومة السراج، تبدو أنها، وللأسف، متجهة لأن تبقى عالقة في المشاكل التي تعاني منها ليبيا”.
التدوينة خطر الجماعات الجهادية في الجنوب الليبي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.