طرابلس اليوم

الخميس، 27 أكتوبر 2016

القوات الليبية ومتاهة معركة سرت

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر الكاتب ميسي رايان، في تحليل على موقع “ذي واشنطن بوست” أن الحملة الجوية الأمريكية ضد تنظيم “الدولة” (داعش ) في ليبيا، كان يفترض أن تبرز فعالية الدعم الأمريكي للقوات المحلية، لكنها تحولت إلى عملية طويلة المدى، في ظل عدم وجود نهاية واضحة في الأفق.

ويعتقد أن هناك حوالي 100 مسلح في مدينة سرت الساحلية، التي أصبحت في 2015 أهم معقل لـتنظيم “الدولة” خارج العراق وسوريا، وهو يتحصن الآن في منطقة سكنية صغيرة، يذكر أن لعدة أشهر، قاتل أفراد الكتائب المسلحة الليبية مقاتلي التنظيم والقناصة، وخلال الأسبوع الماضي، قتل 14 منهم في يوم واحد.

عراقيل

واعتبر الكاتب أن طول العملية العسكرية في سرت، يؤكد التحديات التي ما تزال تواجهها الولايات المتحدة لهزيمة المتطرفين من شمال أفريقيا إلى أفغانستان، على خلفية محدودية قدرات القوات المحلية والآثار المدمرة للنزاعات السياسية المحلية، وهي نفس التحديات التي ستختبر أيضا الدعم الأمريكي لاستعادة مدينة الموصل في العراق، أين تجري حاليا عملية واسعة النطاق ضد تنظيم “الدولة”.

وقال الباحث السياسي البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، إن من المهم بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية أن العملية التي كان يعتقد في البداية، أنها ستستغرق أسابيع قد تستمر لأشهر، وليس من الواضح ما سيحدث بعد أن يختفي “داعش” من سرت، حيث كان يفترض أن تكون عملية سهلة التنفيذ، وفيما تبين وحشية فرع التنظيم مثل قيادته المركزية، كان عدد عناصره أصغر بكثير، كما افتقر إلى الدعم المحلي، “ما وجده في كل من العراق وسوريا”، ويعمل بمصادر تمويل أقل.

هذا وقد تعرضت الكتائب المسلحة من مصراتة لعراقيل، بعد أن أطلقت عمليتها لاستعادة سرت في شهر مايو الماضي، وعندما بدأت الضربات الأمريكية بناء على طلب حكومة الوفاق الوطني في 1 أغسطس الماضي، أمل المسؤولون العسكريون في أن تنتهي العملية في غضون أسابيع، ومنذ ذلك الحين، نفذت الطائرات الأمريكية حوالي 330 غارة على أهداف للمتشددين في سرت، وتم تمديد العملية مرتين.

وفيما يقول القادة العسكريون المحليون إن العملية ستنتهي قريبا، يجب عليهم مواجهة الدفاعات المشددة للعناصر المسلحة للتنظيم، بما في ذلك الأنفاق والشراك، وكما هو مرجح أن تفعل في الموصل، اعتمد مقاتلو التنظيم في سرت على القناصة لإعاقة تقدم الكتائب المسلحة، وفي الوقت الذي لجأت فيه هذه الكتائب إلى الراحة في بعض الأحيان لإعادة تنظيم صفوفها، يقول مسؤولون أمريكيون إن التقدم بطيء، وفي بعض الوقت، قد يكون أقل من عشرة كيلومتر في اليوم.

إرهاق

وقال المتحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا، العقيد مارك تشيدل، إن الولايات المتحدة قد تواصل توفير الدعم الجوي للحد من الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي لا لزوم لها، وأضاف : “نحن على ثقة من أن التنظيم سيفقد سرت، كما سيفقد أراضيه في ليبيا والعراق وسوريا”، ويبدو أن مقاتلي التنظيم قد تأقلموا مع الضربات الأمريكية، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن بعض النساء والأطفال، على الأرجح من أسر المقاتلين، ما يزالون هناك، ما يجعلهم مترددين في استهداف المباني السكنية، ويعتقدون أيضا أن المقاتلين المحاصرون بين الكتائب المسلحة والبحر المتوسط، قد قرروا القتال حتى الموت.

وأبرز الكاتب أن كتائب مصراتة تشعر بالإرهاق، خاصة بعد أن تعرضت لخسائر فادحة، وهي تكافح من أجل توفير الرواتب والإمدادات، كما تفتقر المستشفيات في مصراتة للأسرة الكافية والرعاية الطبية، ما يجعل القادة يحجمون عن دفع القوات إلى قتال متلاحم.

كما تسببت الأزمة السياسية المستمرة في عرقلة تقدم القوات، هذا ولم تتم بعد عام من التوصل إلى اتفاق سياسي، المصادقة بعد على حكومة الوفاق الوطني، وهي تواجه الآن تحديات من قبل الفصائل المتناحرة، وانتقادات متزايدة من قبل الليبيين، الذي يتذمرون من تردي الخدمات والوضع الأمني.

وما يزال من غير الواضح من سيحكم سرت، ما يعقد المرحلة النهائية للمعركة، وفي علامة على تزايد الإحباط بين الليبيين، تساءل قادة من القوات الموالية للحكومة من فعالية الضربات الأمريكية، ومنذ رحيل حاملة الطائرات “يو.أس.أس واسب”، نفذت الطائرات دون طيار معظم الهجمات الجوية في سرت.

التدوينة القوات الليبية ومتاهة معركة سرت ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “القوات الليبية ومتاهة معركة سرت”

إرسال تعليق