المرصد الليبي للإعلام
بين الكاتب ريكي أوشوا كاوب، في تحليل على موقع “مفتاح” أن حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، قد تمكنت من تحرير جزء كبير من مدينة سرت الليبية -التي كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة”-، ولكن رغم هذا الانجاز التاريخي، هناك مشاكل أخرى في ليبيا، يمكن أن تشكل عقبات أكبر للسلام في البلاد، وتهدد بانزلاق البلاد نحو المزيد من الفوضى.
فحكومة الوفاق الوطني لا تبدو قادرة على توحيد البلاد، وعلى ما يبدو أن المصالحة مع منافسيها هي الخطوة التالية التي ستقوم بها، من المحتمل أن يكون لها عواقب وخيمة.
انقسام
وفي الجزء الغربي من البلاد، كانت الحكومة قادرة على حل المؤتمر الوطني العام، حيث انضم العديد من نوابه إلى مجلس الدولة، وهي مؤسسة استشارية وجزء من حكومة الوفاق الوطني.
في الجزء الشرقي للبلاد، كانت هذه الأخيرة غائبة، ولم تكن قادرة على التوحد بفعالية مع مجلس النواب.
وبموجب الاتفاق السياسي، سيكون مجلس النواب الهيئة التشريعية، مع ذلك، لم يلتزم المجلس ببنود الاتفاق التي تنص على المصادقة على تشكيلة حكومة الوفاق الوطني المقترحة من رئيسها فايز السراج.
وبين الكاتب أن أحد الأسباب التي جعلت مجلس النواب غير متعاون، علاقته الوثيقة بقائد الجيش الوطني الليبي “المشير” خليفة حفتر، الرافض لحكومة الوفاق الوطني.
وهو يعترض على المادة الثامنة من الاتفاق السياسي، التي تنص على أن المجلس الرئاسي سيسيطر على القوات المسلحة في البلاد، ما يهدد مباشرة سلطته ونفوذه.
وقد تصاعد التوتر بين حفتر وحكومة الوفاق الوطني في شهر سبتمبر، عندما سيطرت قوات حفتر على أربعة موانئ نفطية إستراتيجية، وهي خطوة قد تضعف قوة حكومة الوفاق الوطني، إذا لم تتحصل على العائدات النفطية المهمة جدا للحفاظ على تماسك الحكومة اقتصاديا، ولهذا السبب كان لحفتر اليد العليا في التفاوض مع حكومة الوفاق الوطني، لأنه يسيطر على المنافذ النفطية.
وقد صرح رئيس الحكومة مؤخرا أنه مستعد للمفاوضات، ولكن العمل مع شخصية مثيرة للجدل مثل حفتر، قد تكون سببا في تقويض حكومة الوفاق الوطني، التي تعتمد على كتائب مسلحة مختلفة.
تعقيدات
ومنذ ثورة 2011، -التي أطاحت بالقذافي-، كانت هناك كتائب لا تعد ولا تحصى في البلاد، وقد انضمت العديد منها في سنة 2014 إلى تحالف “فجر ليبيا” ، الذي شكل من أجل مكافحة عملية حفتر لمواجهة الإسلاميين، وعلى الرغم من حل هذا التحالف، فقد انضم بعض من أعضائه إلى قوات حكومة الوفاق الوطني، ومن المرجح أن تستاء هذه الكتائب إذا اتفقت الحكومة مع حفتر.
وعلى سبيل المثال، من المرجح أن ترفض كتائب مصراتة، وهي عنصر حاسم في قوات الحكومة وفي مكافحة تنظيم “الدولة” في سرت، أية مصالحة مع حفتر.
وكما ذكرت مجلة “ذي أيكونوميست”، شجعت النجاحات قادة مصراتة، حيث شددوا موقفهم أكثر ضد حفتر ولعبه أي دور في مستقبل ليبيا، لذلك ستكون هزيمته الأولوية بالنسبة لهم، وأشارت المجلة إلى أن كتائب مصراتة تدعم “سرايا الدفاع عن بنغازي”، وهي مجموعة تقاتل حاليا قوات حفتر في بنغازي.
وفي مدينة طرابلس، قد تغير العديد من الكتائب -التي تعمل مع حكومة الوفاق الوطني- لهجتها، إذا تم الاتفاق مع حفتر.
وكتبت الباحثة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماري فيتزجيرالد مؤخرا ما مفاده أن غالبية الكتائب في طرابلس تبدو داعمة لحكومة الوفاق الوطني، ولكن البقية تنتظر للتأكد من الحفاظ على مصالحها، وفقا للوضع الجديد.
وخلال الأسبوع الماضي، تعاونت الكتائب في طرابلس مع ما تبقى من المؤتمر الوطني العام من أجل حماية مباني حكومة الوفاق الوطني، بعد محاولة الانقلاب، ولكن إذا هددت المصالحة قوتهم، ولم تقدم برامج شاملة، قد تقرر هذه الكتائب أن مصلحتها لا تقتضي التعاون مع حكومة الوفاق الوطني.
وإضافة إلى قائمة التعقيدات المحتملة، ليس من المرجح أن يوافق حفتر على المصالحة مع الحكومة، إلا إذا وافقت هذه الأخيرة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الكتائب التي تشكل عمودها الفقري.
وهو الذي صرح في مايو الماضي لوكالة “رويترز” أن السراج يعتمد على كتائب يرفضها، وأن أي جيش لا يمكنه أن يتحالف مع كتائب، لذلك يجب تفكيكها، مبينا أنه غير مستعد للعمل معها.
واعتبر الكاتب أن تنظيم “الدولة” ليس المشكل الوحيد الذي تعاني منه ليبيا، وحتى إذا ما تم إعلان النصر عليه في الأسابيع المقبلة، من المرجح أن تستمر الفوضى في ليبيا، كما تواجه حكومة الوفاق الوطني تحديات خطيرة من الشرق، ولا سيما من جهة حفتر.
التدوينة تنظيم الدولة ليس العقبة الوحيدة في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.