شهدت صفحات التواصل الاجتماعي الليبية موجة من التغريدات والتدوينات الغاضبة من مقطع صوتي مسرب لمكالمة هاتفية تعطي فيها سيدة أردنية تدعى هنادي عماري تعليمات لشاب ليبي يدعى محمد قشوط حول حكومة الوفاق وترشيحات لبعض المناصب في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتطلب منه الاتصال ببعض الشخصيات لغرض ترشيحها لمنصب بالبعثة الأممية.
السيدة التي تقدم نفسها في التسجيل على أنها الذراع الأيمن لنائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الوطني فتحي المجبري تطرقت إلى ذكر عدة شخصيات لترشيحها لمنصب ببعثة الأمم المتحدة لتكون قريبة من طبخة حكومة الوفاق وفق قولها، رجل أعمال ليبي يدعى حسني بي وناشط سياسي يدعى ربيع شرير إضافة إلى ناشط يدعى هشام الوندي وعضو مجلس النواب عن طرابلس مصعب العابد.
أهداف هنادي
وفي المكالمة طالب قشوط من هنادي، تنسيق لقاء بين رجل الأعمال الليبي المعروف حسني بي، وفتحي المجبري، الذي تولى لاحقا منصب نائب رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني، بعد اتفاق الصخيرات السياسي.
من جانبها سعت هنادي العماري إلى أن يتوسط لها رجل الأعمال الليبي حسني بي، وشخصيات أخرى، مثل الناشطين السياسيين؛ ربيع شرير وهشام الوندي، وعضو مجلس النواب الليبي في طبرق مصعب العابد، لدى السفيرين؛ الفرنسي والإنجليزي، في توليها وظيفة بهيئة الأمم المتحدة، كونها تجعلها قريبة من جميع الأطراف المتحاورة بشأن الاتفاق السياسي الليبي.
شرير: لم أساعد هنادي
بعد انتشار الفيديو قام الناشط السياسي ربيع شرير بكتابة تدوينة على صفحته الشخصية على فيسبوك تعليقا على ورود اسمه في التسجيل مؤكدا أنه تعرف على هنادي أثناء عملها كمساعدة في مركز بنغازي للبحوث والدراسات الذي كان يرأسه حينها فتحي المجبري قبل ترشحه للمجلس الرئاسي.
و قال شرير إن هنادي التقت به عام 2015 و قالت له إن هذه الوظيفة تحتاج إلى تزكية من بعض المنظمات والبعثات الدبلوماسية، وطلبت المساعدة إذا كانت لديه بعض العلاقات، ليتكلم بدوره مع بعض الأصدقاء لمساعدتها إلا أنه وجد تحفظاً على اسمها من قبل موظفين في البعثة، الأمر الذي جعله يتراجع عن الموضوع.
و أضاف شرير أن التحفظات زادت بعد عملها مع المجبري في مهمته كنائب رئيس للمجلس، أما محمد قشوط فقال أنه لا يعرفه شخصياً مؤكداً أن الناشط هشام الوندي و عضو مجلس النواب مصعب العابد الذين ذكرت أسمائهم فى التسجيل لاتربطهما أي علاقة بهنادي نهائيا.
بي: لم أوصي بتوظيفها
من جانبه نفى رجل الأعمال الليبي حسني بي لقاءه بعضو المجلس الرئاسي فتحي المجبري قائلا إنه لم يوصي بتوظيف السيدة هنادي لدى أي جهة رغم الطلب و الإلحاح من أكثر من جهة، وفق ماذكره على صفحته الشخصية على فيسبوك.
وتروي مصادر متطابقة لموقع ليبيا الخبر أن السيدة الأردنية قدمت إلى ليبيا منذ مارس 2011 إبان ثورة فبراير وأقامت مع الصحفيين الأجانب في فندق أوزو بمدينة بنغازي ودخلت في عام 2012 كشريك مشغل لقناة ليبيا الحرة التي انطلقت كأول قناة من مدينة بنغازي عقب اندلاع الثورة كمديرة للشركة العربية للانتاج ولكن سرعان ماتركت القناة بعد عدة أشهر.
وحقق وسم حكومة هنادي أعلى التداولات على صفحات التواصل الاجتماعي بين مستهجن وساخر ومعلق إلا أن الغموض مايزال يلف شخصية السيدة الأردنية وعلاقتها بعضو المجلس الرئاسي فتحي المجبري الذي لم يصدر منه أي تعليق حول ما ورد في التسجيل.
واتهمت الأطراف الليبية المتصارعة الأردنية هنادي العماري بالعمالة لكل أجهزة المخابرات الدولية، فأنصار عملية الكرامة استغلوا التسريب لإضعاف حكومة الوفاق، واتهموا المخابرات التركية والقطرية بزراعة هنادي في ليبيا.
بينما نسب الرافضون لاتفاق الصخيرات السياسي وحكومة الوفاق من معسكر غرب ليبيا، هنادي إلى العمل مع أجهزة المخابرات الأردني والمصري والإماراتي، واستخدام هنادي لنائب رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فتحي المجبري لصالح هذه الأجهزة المخابراتية.
بينما قال نشطاء آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي: إن التسريب جاء لتغطية جريمة حرق جنود تابعين لعملية الكرامة، جثة أحد مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، في محاولة للفت الرأي العام المحلي عن واقعة الحرق.
التدوينة ملأت الدنيا وشغلت الناس.. “هنادي” أردنية تصنع القرار في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.