انتشرت السبت الماضي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر قيام بعض العناصر العسكرية التابعين لعملية الكرامة التنكيل بجثث لقيادات في مجلس شورى ثوار بنغازي بعد اقتحامها عمارات الـ12 في منطقة قنفودة غرب المدينة.
وذكر شهود عيان لموقع ليبيا الخبر، أن آليات عسكرية تحمل هذه جثث يقال إنها للقياديين في مجلس شورى جلال مخزوم وسالم شتوان، وتتجول في شوارع بنغازي، مما لاقت هذه الأعمال تنديدا وإدانات واسعة من أطراف عدة.
الرئاسي والأعلى يستنكران
استنكر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ما قام به بعض ممن نسبوا أنفسهم إلى قوات الجيش ببنغازي أمس السبت، من عملية نبش للقبور وتمثيل بجثث الموتى بصورة وحشية تتم عن عدم إنسانية من قام بهذا العمل الإجرامي وانسلاخه من أخلاق الرجال فضلا عن أخلاق الإنسان.
وطالب المجلس الرئاسي في بيانه، كافة أعيان قبائل المنطقة الشرقية والشخصيات السياسية والنشطاء ووسائل الإعلام ومسؤولي المؤسسات العسكرية والأمنية إلى استنكار هذا الفعل، والعمل على تقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.
وأعرب المجلس الأعلى للدولة في بيانه الصادر اليوم، عن إدانته واستنكاره للجرائم اللاإنسانية التي ارتكبت في بنغازي أمس السبت، من قبل قوات عملية الكرامة، والتي لا تمت لديننا ولا أخلاقنا بصلة وتنبذها الإنسانية على اختلاف شرائعها وأديانها.
وأكد المجلس الأعلى، أنه بصدد مخاطبة المجلس الرئاسي والأمين العام للأمم المتحدة ومحكمة الجنيات الدولية ومجلس الأمن وغيرها من المؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية المختصة بحقوق الإنسان لإصدار إدانة صريحة، وفتح تحقيق في هذه الجرائم التي تمثل منعطفا خطيرا في ليبيا.
إدانات الأحزاب
أدان حزب العدالة والبناء، بشدة جريمة التمثيل بالجثث في مدينة بنغازي، التي اعتبرها أن تخالف كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية والمواثيق الدولية وتنافي قيم وثوابت شعبنا الليبي.
وناشد الحزب في بيانه اليوم الأحد، المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لتوثيق كل انتهاكات حقوق الإنسان، وبحث سبل الاستفادة العملية من الحركة الحقوقية الدولية الداعية إلى ملاحقة مجرمي الحرب.
ودعا الحزب، كافة الليبيين إلى ضرورة الابتعاد عن أفعال الانتقام والتشفي، ونبذ العنف وخطاب الحقد والكراهية، الذي يمس بقواعد التعايش السلمي، مؤكدا على ضرورة ترسيخ ثقافة السلام والتسامح، وقيم الوفاق الوطني والمجتمعي لحقن الدماء وإنهاء الانقسام والخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد.
وأدان تحالف القوى الوطنية ما قام به بعض منتسبي “القوات المسلحة” من تمثيل بـالجثث والتنكيـل بها، منوها إلى أن هذا السلوك البشع يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدينية والإنسانية، ولا يتماشى مع أدبيات الشرف العسكري وهي جريمة يدينها القانون الليبي والدولي.
وطالب التحالف في بيانه اليوم، قيادة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب باتخاذ الإجراءات القانونية والعسكرية اللازمة حيال هذه الجريمة، انحيازا للحق، وترسيخا للعدالة، إثباتاً لأبناء هذا الشعب بأن لا أحد فوق القانون وأن الجميع متساوٍ أمامه.
وشجب التحالف، في الوقت ذاته التضييق على الإعلام، واستهداف الإعلاميين وقمع حرية التعبير وحق التجمع والتظاهر الذي تكفله كل الدساتير والقوانين، بحسب ما ذكر البيان.
واستنكر حزب الجبهة الوطنية، في بيان له اليوم، بأشد عبارات ما حدث في بنغازي مؤخرا، معتبرا إياها أعمال مشينة وشنيعة تحرمه الشرائع وترفضه الفطرة الانسانية السليمة وتجرمه القوانين.
وحمل الحزب، مسؤولية هذه الأعمال “الإرهابية” إلى من يدعون بأنهم جيش منظم ويؤمن بمدنية الدولة وتقوم عناصره بحرق الجثث وتنكل بالموتى، محملا المسؤولية أيضا لمجلس النواب الذي يغض الطرف عن كل هذه الممارسات المشينة دون أن يحرك ساكناً، مطالبا بمثول كل المرتكبين أمام المحاكم العادلة للاقتصاص منهم.
وأدان حزب، صمت المجلس الرئاسي ومواقفه الأخيرة حيال ما يجري في البلاد، استجابة لأوامر وإملاءات من مخابرات أجنبية وانحيازاً لبعض أطراف النزاع بدلاً من القيام بمسؤولياته في تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاق السياسي، مستنكرا تجاهل وصمت المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حيال هذه الجرائم البشعة.
ودعا حزب الجبهة الوطنية، الشعب الليبي إلى الالتفاف حول القيم والمبادئ السامية التي قامت من أجلها ثورة فبراير، وأن يرصوا صفوفهم وينسوا خلافاتهم ويوحدوا جهودهم لمجابهة موجة الثورة المضادة التي تعصف بالبلاد.
مطالب بالقصاص
وأعربت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادثة التنكيل بجثة أحد قيادات مجلس شوري ثوار بنغازي ببنغازي، الذي قتل الأسبوع الماضي على أيدي قوات عملية الكرامة في منطقة العمارات 12.
واعتبرت اللجنة، هذه الجريمة البشعة جريمة ترقي لمصاف جرائم الحرب وانتهاكا صارخ لقواعد الحرب التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف الأربع بشأن أسرى الحروب والنزاعات المسلحة، بحسب بيانها.
وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في البيضاء، محكمة استئناف بنغازي ولجنة الدفاع بمجلس النواب والمحامي العام ببنغازي بسرعة فتح تحقيق شامل وعاجل في هذه الجريمة البشعة وتقديم المتورطين في هذه الجريمة للعدالة ومحاسبتهم.
وأعرب العديد من النشطاء والإعلاميين عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، عن إدانتهم واستنكارهم ما قامت به هؤلاء الأفراد التابعيين لعملية الكرامة، مطالبين الجهات المختصة بمحاكمة الفاعلين والقصاص منهم.
من جهة اخرى، أكدت رابطة أهالي بنغازي المهجرين أن قضية قنفودة سوف تلاحق كل قادة عملية الكرامة في كل المحاكم الدولية والمحلية، وأنه لن يهنأ لها بال حتى يكونوا جميعهم في محكمة الجنايات الدولية.
واستنكرت الرابطة في بيان لها، ما وصفته بالصمت والتواطؤ لمبعوث الأمم المتحدة والمجلس الرئاسي الذي استمر بالتخاذل عما يجري في قنفوده دون أن يحرك ساكنا، وأنه لعب دورا مشبوها و مستمرا في صالح معسكر الانقلابيين، وفق ما ذكر البيان.
يشار إلى أن آمر غرفة عمليات الكرامة عبد السلام الحاسي، قد أعلن أمس السبت انتهاء العمليات العسكرية بالمحور الغربي لمدينة بنغازي، بعد سيطرتهم على عمارات الـ12 ومنطقة قنفودة بالكامل.
التدوينة إدانات واسعة لأحداث قنفودة ببنغازي، ومطالب بالقصاص ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.