محمد تنتوش/ كاتب ليبي
كانت الفكرة أن نعيد الحراك الطلابي الذي قمعه القذافي بإعداماته الوحشية فترة السبعينات لجيل الشويهدي وكعبار وغيرهم ، وقتها كانت الغرض من الاعدامات وقمع الحراك الطلابي أن يقول للمجتمع الطلابي ابقوا ثقافتكم ومطالبكم لأنفسكم ، لينتج بعدها روابطا طلابية تهتف باسمه و تتحدث بما يلقيه في خطاباته ولتعمل من أجل بقائه أطول مدة ممكنة ، ظلام على ظلام ودكتاتورية على دكتاتورية لكن لكل قصة نهاية ، انتهت قصة القذافي بخيرها وشرها وانتهت معه الروابط الطلابية أو هكذا ظن الحراك الطلابي
اختفى الاسم وبقيت حقيقة الروابط الطلابية حاضرة بذات المبادئ ولكن بشعارات وكلمات مختلفة ، كانت هذه الحالة العامة للاتحادات الطلابية في ليبيا “إلا من رحم ربي ” ، كان ينبغي أن يأخذ الناس في نهاية حكم دام 42 عاما عبرة في عمله وفي المسار الذي انتهى إليه ، لم يفعل ذلك السياسيون ومن كانوا في هرم الدولة فلم يعتبروا بما حدث ولربما نعذرهم فأغلبهم تجاوز الستين وفي هذا العمر يضعف البصر ولربما لم يبصروا ما حدث .
لكن كان ينبغي أن يكون الجيل الجديد من الشباب معتبرا بما حدث مدركا له فاهما لإبعاده و “كان” هذه لها من إعرابها نصيب فهي فعل ماض ناقص ، وكذلك كانت الاتحادات الطلابية تنقص من يفهم وظيفتها ويدرك دورها حتى لم نعد ندرك ما اذا كانت مؤسسات إعلامية لتلميع أشخاص أو نقابة طلابية أم انها شركة علاقات عامة يخرج منها البعض بوظيفة أو امتياز ما دون أن يكون مستحقا له .
وبعيدا عن الابهام وحتى لا نطيل في التعبير فلك أن تتساءل عمّا فعله هؤلاء ليستحقوا كل هذا النقد ولك أن تكتفي بأن تفتح التلفاز لتشاهد عهر السياسة على مستوى البلد ثم تتخيله على مستوى مؤسسات طلابية لتصلك الرسالة ، أو لك ان تكمل معي المقال لتعلم مالذي يحدث .
وقبل أن نخوض في النقد فلعلنا ننصف قليلا بالاعتراف ببعض المناشط التي قامت بها الاتحادات الطلابية والتي كانت فيها فائدة للكثيرين حتى لا يقال أن صاحب المقال متحامل ، لكن عندما يتعلق الأمر بتكوين “المؤسسة ” و بالتعامل مع السياسة على أساس من المبادئ والقيم واحترام للقانون فالأمر لا علاقة به بالاتحادات الطلابية لا من قريب ولا من بعيد .
عادت ما تخرِّج الاتحادات الطلابية قيادات البلد السياسية مستقبلا لكني لست مستبشرا بقيادات الصف الأول في الاتحادات الحالية ، اتهامات متبادلة بالإرهاب ، حرص على السلطة ،مال سياسي مدفوع من أحزاب ،نفاق ، دسائس ومكائد من أجل احتكار السلطة والبقاء فيها أطول زمن ممكن ولو اضطر الأمر شراء ذمم أو تزوير القانون واساءة استخدام السلطة أو شراء ذمة لجان انتخابية للحرص على أن يفوز من يطيعهم ولا يرد لهم قولا وفي بعض الجامعات فللسلاح و المليشيات صوت أيضا .
لكم أن تتابعوا انتخابات الاتحادات الطلابية في كليات جامعة طرابلس فهي ستكون أفضل مثال ولكم أن تروا نتائجها و أحداثها المرافقة فلا مشاركة طلابية تشرف ولا تنظيم جيد ولا احترام لنتائج الصندوق ولعل ما حدث مؤخرا في كلية الطب البشري مثال بسيط على ذلك ، نفرح بمشاركة كبيرة من الطلاب في الانتخابات لتكون بذلك الكلية الوحيدة التي تقارب نسبة المشاركين بها ال50% ثم نتفاجأ بمكائد لتغيير نتيجة الانتخابات رغم فقط لأن الرابح لم يكن ليقدم عهود الولاء والطاعة لقادة اتحاد الجامعة الذين اعتدوا بذلك على كل قانون ولائحة وقيم ومبادئ رغم انهم من صاغ ذات اللوائح والقوانين ، فبربكم أهكذا يكون الشباب ؟
التدوينة الاتحادات الطلابية الليبية …هل هكذا يكون الشباب ؟ اتحاد جامعة طرابلس نموذجا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.