طرابلس اليوم

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

الفقر وراء جمع أغطية العلب في درنة شرق ليبيا

,

ظاهرة لم يألفها المواطنون في ليبيا، ويصفها البعض بالدخيلة، أو هي وسيلة للتسول، تتمثل في جمع أغطية القوارير وضمها بداخل عبوات مخصصة، لتباع في مصانع التكرير ولتجار الخردة بحسب ما يشاع في الأوساط المحلية، ورغم نفي هذا الأمر والتأكيد أن سعر العبوات رمزي إلا أن الإقبال على هذه الظاهرة في ازدياد.

مدينة درنة لم تكن استثناء، فقد اشيع بين الأهالي والأطفال أن عبوة واحدة مملؤة بأغطية القوارير يتجاوز ثمنها الخمسون دينارا، ولتدهور الأوضاع المعيشية شجعت هذه الشائعات الأطفال في درنة على العمل فرادى أو في مجموعات لجمعها.

ولا يخلو شارع أو حي بالمدينة من أطفال يبحثون عن الأغطية، ينتشرون فى الطرقات وفي الأزقة وبين مكبات القمامة، في سبيل الحصول على عدد من العبوات.

التقى موقع ليبيا الخبر مع الطفل منذر أكرم والذي قال بأن والده قد حذره من جمع أغطية القوارير، إلا أنه طلب من والده مساعدة أقرانه في ذلك دون الاتجار بها، فوافق أبوه على ذلك.

ويقول منذر بأن عملية العثور على الأغطية متعبة جداً، وباتوا يذهبون إلي الجبال المحاذية للحي الذي يقطنون فيه للتفتيش هناك بين مخلفات القمامة، ويصف العملية بالمرهقة.

جمع لشراء ملابس

أما سند أبعيص فقد قال لموقع ليبيا الخبر: إن عبوته الأولى تكاد تمتلئ بالأغطية خلال أيام، وهو لا يطمح للمتاجرة فيها والاستمرار في ذلك، بل كل ما يريده فى الوقت الحالى توفير ثمن الملابس لبداية العام الدراسي.

ورغم الإقبال الكبير على ظاهرة جمع الأغطية البلاستيكية، إلا أن السؤال القائم كيف يمكن الترويج لما قام الأطفال بجمعه، إذ يكتفي كل منهم بتخزين العبوات حتى الحصول على المشترى.

وفي جوابه على سؤال موقع ليبيا الخبر قال تاجر الخردة جمال الكفتة: إنه تلقى اتصالا منذ فترة من أحد أصدقائه طلب منه جمع أكبر عدد من الأغطية لإعادة بيعها لمصانع التكرير والخردوات فى مصراته.

وبحسب جمال فإنه قام بجمع أكثر من 35 عبوة مملؤة بالأغطية من المواطنين واشترى الواحدة بعشرة دينار وقام ببيعها مجددا بخمسة عشر دينار، إلا أنه توقف عن مواصلة الشراء لتوقف المصانع عن عملية الشراء فى مصراته.

ويؤكد تاجر الخردة أن الأهالى مستمرون في جمع الأغطية و لايقتصر الأمر على مدينة درنة وحسب بل هي ظاهرة بدأت فى الانتشار في عدد من المدن الليبية.

إشاعة

من جهته قال المواطن سيف سيف النصر: إن ظاهرة جمع الأغطية، دخيلة على المجتمع الليبي، ووصفها بعملية التسول.

وأكد سيف النصر أن السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة هي الإشاعة، منوها إلى أنه لا وجود لأي مشتري للعبوات فى الوقت الحالي.

وتعكس هذه الظاهرة تردي الأوضاع المعيشية في مدينة درنة مع استمرار حصار المدينة من قبل قوات عملية الكرامة للشهر السابع عشر على التوالى.

 

التدوينة الفقر وراء جمع أغطية العلب في درنة شرق ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الفقر وراء جمع أغطية العلب في درنة شرق ليبيا”

إرسال تعليق