طرابلس اليوم

الخميس، 25 يناير 2018

أي المصيبتين أشد وأمر ؟

,

صلاح الشلوي/ كاتب ومحلل سياسي ليبي

هل هي مصيبة تيار الفوضى وأعمال التفجيرات والاحتراب؟ أم تيار التربونة الذى لا يستحي بالاستهتار بعظيم البلاء ويريد بخبثه توظيف المصيبة في توليد مصايب؟

؛؛؛

أي المصيبتين أشد وأمر ؟ في مصابنا في السلماني وعربنا في السلماني، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ونحتسب، ونعض على الآلام ونعتصر غصراتها مرارة في الحلوق، ولا نعطي تيار الفوضى وأذرعته، ومحطاته الداخلية والإقليمية الفرصة ليتحرك وسط ركان جزعنا وهلعنا وارتباكنا.

؛؛؛

هذه العمل الآثم ارتكبه من لا يريد لليبيا الاستقرار، لأن قدوم الدولة يقطع على أطماعه في الزعامة والفخامة والجبروت الطريق، ولا يخدم غروره ولا يشبع نزواته ولا يجاري نزقه، هي محاولة واضحة لاستمرار خيار الفوضى في بنغازي، لأن استقرار بنغازي يجعل الأسئلة الجديدة محرجة بل مزعجة للغاية وقد تكون طاردة لمن راهنوا على الحرب والاحتراب تحت شعارات براقة.

؛؛؛

الرسالة التي يراد لها أن تصل إلى البناغزة هي إياكم والتفريط في الأمن، وإياكم والسماح لأحد بالكلام في السلم، بل نحن تحت النار فلا حلول غير لعلعة السلاح والمزيد من الفوضى، فماذا جنينا من وراء الاتفاق السياسي؟ وماذا يسجلب لنا الدستور؟ وماذا ستفعل لنا الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية ؟ كل ذلك سراب لا شيء وراءه قبل أن تنتهي المعركة الأزلية ضد الإرهاب الأسود، والإرهاب الأسود هو الحرب بدوافع دينية ذات قداسة مزعومة مصدره بفتاوى الكراهية والحقد المقدس من هذا الطرف أو ذاك أو هذه المؤسسة أو تلك.

؛؛؛

ما نراه من عبث الصبيان واليافعين من توظيف لما لجرحنا في السلماني لتكريس الانقسام المجتمعي، هي محاولات لصب الزيت على النار، لمزيد من التأزيم، حيث يسعى تيار التأزيم على المستوى المجتمعي أن لا يرأب الصدع، وعلى المستوى السياسي أن لا نصل إلى التوازن الذي يضمن الاستقرار، وعلى المستوى الأمني أن لا تتكون دعائم الاستمرار وتحمي ضد عبث الأجهزة الإقليمية وأذرعها المحلية، لأن ليبيا الدولة والاستقرار والنمو تعني محطة جنوب متوسطية بديلة عن محطات أخرى هنا وهناك، يسعى مشايخها وملوكها لمنع ليبيا أن تستقر، وذلك عبر العمل الممنهج لإطالة أمد الأزمة لعشر سنوات أخرى حتى عام 2028، حينها لن تكون الموارد الليبية المتبقية كافية لتأسيس تجربة مكافئة لتجاربهم من عدة جوانب بعضها سياسي وبعضها الأخر اقتصادي، ويتدخل أيضا الجانب التقني وتعقيد بدائل المستقبل وارتفاع كلفتها الباهظة.

؛؛؛

أما كيف يواجه هذا التحدي، فليس من بديل عن الصبر والمصابرة والتحمل، والذهاب نحو مقومات الاستقرار ودعم خيار الدولة، استفتاء على دستور مهما كان غير مرضي يعدل في المستقبل، ثم الذهاب بعد ذلك إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحليات، فبذلك ننهي مرحلة الاستثناء، ونلج مرحلة الدولة المستقرة، ونؤسس لتنافسية سياسية بين أبناء البلد بعيدا عن الضلوع المخزي في الحروب الهجينة .

التدوينة أي المصيبتين أشد وأمر ؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “أي المصيبتين أشد وأمر ؟”

إرسال تعليق