أكد شهود عيان في مدينة بنغازي أن مسلحين يعتقد بأنهم تابعون لكتيبة الصاعقة قاموا بإغلاق مفترق المساكن في طريق المطار جنوب بنغازي وجزيرة دوران الطائرة شرق المدينة وأحرقوا الإطارات في عدد من شوارع المدينة المغلقة مساء الإثنين، وتضاربت الأنباء حول أسباب الاحتجاج.
وعقب الحادثة انقطعت الاتصالات في مدينة بنغازي، ويرجح السكان أن انقطاع الاتصالات مرتبط بحدوث الاحتجاجات، لا سيما وأن السلطات الأمنية التي تسيطر على المدينة تقوم بقطع الاتصالات دائما عند حدوث احتجاجات مماثلة أو عقب حدوث تفجير أو حدث أمني آخر.
ولم تصدر القوات الخاصة الصاعقة أو الغرفة الأمنية أو قيادة عملية الكرامة وغيرها من السلطات التي تسيطر على شرق ليبيا أي توضيح أو بيان عن الحادثة أو أسباب انقطاع الاتصالات، في وقت ترددت فيه بعض الأنباء في وسائل التواصل الاجتماعي عن حدوث حملة اعتقالات في المدينة.
وتعد هذه المرة الثالثة في غضون شهر والتي يقوم فيها مسلحون موالون لعملية الكرامة بإغلاق الشوارع في مدينة بنغازي، وفي الحادثة الأولى أغلقت عدة شوارع في المدينة في السابع من فبراير شباط الماضي للمطالبة بإطلاق سراح القيادي في عملية الكرامة محمود الورفلي الذي سلم نفسه إلى قيادة العملية للتحقيق في الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب جرائم حرب.
وفي التاسع عشر من فبراير قامت مجموعات مسلحة في مدينة بنغازي بإغلاق بعض الشوارع الرئيسية جنوب وشرق المدينة، وبحسب روايات شهود عيان رفع المحتجون وهم من المدنيين والعسكريين التابعين للقوات الخاصة الصاعقة التابعة لعملية الكرامة شعارات مناهضة لقائد العملية خليفة حفتر وأغلقوا عدة شوارع بالإطارات المحترقة، وذلك احتجاجا على قرار إعفاء ونيس بوخمادة من منصبه كآمر لغرفة العمليات العسكرية في بنغازي.
وقامت السلطات في مدينة بنغازي بقطع الاتصالات عن المدينة لأكثر من ساعتين خلال الاحتجاجات وبعدها، وذلك كإجراء أمني بدأ يتخذ في الفترة الأخيرة.
وكان قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد أصدر قرارا في منتصف فبراير بإعفاء ونيس بوخمادة من منصبه وتعيين رئيس أركانه عبدالرازق الناظوري آمرا للغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي، وقال الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة ميلود الزوي عقب القرار إن القرار جاء نظرا لتكليف ونيس بوخمادة بمحور درنة وإصدار تعليمات بنقل عدد من الكتائب التابعة للصاعقة إلى درنة للمساهمة في اقتحام المدينة.
وأجرى اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عملية الكرامة اجتماعا عقب الحادثة الثانية في مقر قيادته في الرجمة شرق بنغازي مع ضباط القوات الخاصة في محاولة لاحتواء التوتر.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة ميلود الزوي، إن حفتر تعهد بدعم “مكتب الشهداء والجرحى” بالقوات الخاصة بسيارة إسعاف وسيارة خدمة.
وأضاف ميلود الزوي – عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك – أنه لا وجود لأي مؤامرة تحاك من قيادة عملية الكرامة بخصوص القوات الخاصة الصاعقة، مبينا أن حفتر وافق على إنشاء مركز للتدريب تابع للقوات الخاصة.
وأشار الزوي إلى أن قيادة عملية الكرامة وافقت على صرف 3 ملايين دينار للأفراد الاحتياط العاملين في الأعمال الحرة كمنحة، ووافقت على صرف مبلغ مالي لإصلاح السيارات المستهلكة الخاصة بالصاعقة.
وحضر الاجتماع خمسة وثلاثون من الضباط والجنود وعلى رأسهم آمر القوات الخاصة ونيس بوخمادة.
وطالب اللواء المتقاعد خليفة حفتر بضرورة ظهور الضباط و ضباط الصف من القوات الخاصة الصاعقة وألا يختزل اسم القوات الخاصة فى شخص ونيس بوخمادة.
الجدير بالذكر أن عملية الكرامة التي يقودها خليفة حفتر منذ صيف عام 2014 تمكنت من السيطرة على مدينة بنغازي – شرق ليبيا – في نهاية شهر ديسمبر كانون الأول من عام 2017، بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من المواجهات مع مجلس شورى ثوار بنغازي والتي أدت إلى دمار كبير في المدينة ومقتل الآلاف من العسكريين والمدنيين.
وتتألف قوات حفتر من عدد من بعض العسكريين وعدد أكبر من المدنيين المتطوعين وكتيبة أولياء الدم وعدد من المسلحين التابعين للتيار السلفي المدخلي المتطرف، وتفتقر قوات حفتر للانضباط والاحترافية التي تميز الجيوش النظامية.
التدوينة للمرة الثالثة خلال شهر… مسلحون يغلقون الشوارع في بنغازي والسلطات تقوم بقطع شبكة الاتصالات ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.