طرابلس اليوم

الثلاثاء، 1 مايو 2018

كل شيء بيد هذا الفتى.. المرتزقة والأمن وتويتر

,

ما تزال وسائل التواصل الاجتماعي تموج بالتعليقات والانتقادات إزاء السياسات الجديدة في المملكة العربية السعودية، التي أفضت إلى تركيز القرار في يد شخص واحد، بعد أن كان دولة بين زمرة من الأمراء.

وخلال الساعات الأخيرة، انشغل رواد تويتر بتغريدات لحساب “مجتهد” الذي عادة ما يتناول الوضع السياسي في المملكة العربية السعودية.

هذه التغريدات التي كتبت تحت عنوان “التغيرات الأمنية”، سلطت الضوء على تفرد ولي العهد محمد بن سلمان بكل القرارات؛ صغيرها وكبيرها، بينما تحوّل باقي الأمراء إلى “وضع الصامت”.

وحسب “مجتهد”؛ فإن وزير الداخلية في العهد الماضي كان يدير بشكل فعلي أجهزة الأمن السياسي، ولا يُتخذ قرار بالتعذيب أو الإحالة للقضاء دون الرجوع إليه.

لكن الوضع تغير تماما، فقد استحوذ ابن سلمان على كل هذه الصلاحيات، “ولم يكن قرار إنشاء أمن الدولة وإلحاق المباحث والطوارئ وغيرها به إلا تحصيل حاصل، وتحويل الأمر الواقعي العملي إلى وضع رسمي”.

ويروي المدون السعودي أن ولي العهد المخلوع محمد بن نايف كان أسرّ لبعض خاصته قبل عزله بأن “معظم قرارات المباحث والاعتقالات ومصير المعتقلين صارت بيد ابن سلمان”.

ويضيف أنه في العهد الحالي “تركزت السلطة شكليا في يد الهويريني، لكنها حقيقة بيد مجموعة من المستشارين المصريين، وتحول الهويريني إلى سكرتير تنفيذي يصدر الأوامر طبقا لما يصله من توجيهات المستشارين، ولا يعرض قرار الاعتقال السياسي ولا ما بعد الاعتقال على أي أمير إلا إذا رغب ابن سلمان في أن يتدخل”.

ونفس الكلام يسري على المعارضين في الخارج فقد كان العهد السابق يبالغ بمداراة ذوي المعارضين وذلك من أجل إحراجهم والظهور بمظهر رب الأسرة الرحيم (زعما). في العهد الحالي صار أقاربهم عرضة للابتزاز والمضايقة ومنع السفر حتى لو كانوا من المعارضين “المعتدلين” (نموذج سعيد بن ناصر)

كانت السياسة السابقة تقبل بمبدأ الاستعانة بقوات من خارج المملكة بشرطين، الأول أن تكون عربية/مسلمة (الأردن والمغرب وباكستان)، والثاني أن تكون مهمتها داعمة واحتياطية ولا يلجأ إليها إلا للضرورة القصوى، وفي الحقيقة لم يجري استخدامها في التعامل المباشر مع الناس في السابق

التركيبة الدينية والقبلية

وبينما كانت وزارة الداخلية في حقبة الأمير نايف وابنه محمد تدير التوازنات الحساسة المرتبطة بالتركيبة الدينية والقبلية، لم تعد هناك أي قيمة لهذه الاعتبارات في العهد الحالي، “حيث لا يكترث ابن سلمان إلا بشيء واحد: هل السفارة الأميركية مهتمة بالمعتقل؟”

ووفق “مجتهد”؛ فإن التعاطي مع المعارضين في الخارج شهد تغيرا سلبيا هو الآخر، فـ”صار أقاربهم عرضة للابتزاز والمضايقة ومنع من السفر حتى لو كانوا من المعارضين “المعتدلين”، مثل “سعيد بن ناصر”.

وحسب هذه القراءة الأمنية، فإن السعودية كانت حساسة جدا تجاه جلب أي قوات أجنبية للبلاد، وفي حالة الضرورة القصوى تستقدم جنودا من دول مسلمة مثل المغرب والأردن وباكستان.

أما في الحقبة الجديدة فقد “جلب ابن سلمان المرتزقة من بلاك ووتر من جنسيات متعددة بعد أن رتب له ابن زايد كل شيء، وشاركوا حقيقة في عمليات حراسته وحراسة بعض الشخصيات العزيزة عليه، ونفذوا عمليات أمنية، خاصة ما جرى في اعتقال الأمراء أو مواجهتهم (حادثة قصر الحكم بالرياض)”.

كانت السياسة السابقة تقبل بمبدأ الاستعانة بقوات من خارج المملكة بشرطين، الأول أن تكون عربية/مسلمة (الأردن والمغرب وباكستان)، والثاني أن تكون مهمتها داعمة واحتياطية ولا يلجأ إليها إلا للضرورة القصوى، وفي الحقيقة لم يجري استخدامها في التعامل المباشر مع الناس في السابق

في العهد الحالي جلب ابن سلمان المرتزقة من بلاك ووتر من جنسيات متعددة بعد أن رتب له ابن زايد كل شيء، وشاركوا حقيقة في عمليات حراسته وحراسة بعض الشخصيات العزيزة عليه ونفذوا عمليات أمنية وخاصة ما جرى في اعتقال الأمراء أو مواجهتهم (حادثة قصر الحكم بالرياض)

عيون مصرية وإماراتية

وفي العهد الحالي يحق لمسؤولين في دول مثل الإمارات ومصر الحصول على التفاصيل الأمنية التي يرغبون فيها “ويتدخلون بعض الأحيان في توجيه السياسة الأمنية”.

ويقول “مجتهد” إن “الجهاز الأمني بات يستخدم المعلومات لتشويه صورة خصومه، ليس بشكل رسمي ببيانات من السلطة أو في وسائل الإعلام، بل من خلال الذباب الإلكتروني في وسائل التواصل، الذي يكاد يكون حديثه باسم النظام موثقا وتمثيله للنظام تمثيلا شبه رسمي”.

وتعرض “مجتهد” لحملة سب وشتم واسعة من حسابات سعودية تناصر الأمير محمد بن سلمان، وتحتفي بسياساته الجديدة، خاصة حرصه على الترفيه وافتتاح دور السينما في المملكة واستضافة المصارعة العالمية.

واعتبر كثيرون أن هذه التغريدات مجرد افتراءات وسخافات يروج لها الحاقدون الناقمون على عهد الانفتاح والتطوير الذي يبشر به الأمير الشاب.

لكن آخرين أبدوا ثقتهم في ما نقله “مجتهد” الذي يدون عن شؤون العائلة الحاكمة في السعودية منذ 2011، ويحظى بمتابعة أكثر من مليوني شخص على تويتر.

في العهد السابق كان لكل واحد من كبار الأمراء (أبناء وأحفاد عبدالعزيز) حماية شخصية من قوات الأمن الخاصة سواء في قصره أو مرافقة له في تحركاته. وكان لهم حصانة كاملة ولا يمكن اعتقالهم ولا وضعهم تحت الإقامة الجبرية ولم تحصل ولا حالة اعتقال واحدة للكبار منذ عزل الملك سعود

في العهد الحالي ألغيت الحراسة ووضع بدلا منها قوات للحصار والمراقبة، وصحيح أن اعتقالات الريتز لم تشمل أبناء عبدالعزيز لكن حركاتهم مقيدة وحالتهم أقرب للإقامة الجبرية. وأعجب تطور في هذا الأمر أن دليم تولى ملف العائلة ما عدا ابن نايف وعبدالعزيز بن فهد الذين أوكل ملفهما لتركي آل الشيخ

وإلى جانب الوضع الأمني، تناول المغرد “مجتهد” ما قال إنها تغييرات جديدة في شؤون الحكم أفضت إلى الحط من قيمة الأمراء، بمن فيهم أبناء المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود.

ونقل عن مصادره القول إن محمد بن سلمان أوكل شؤون العائلة الحاكمة إلى “دليم”، في إشارة إلى المستشار الإعلامي بالديوان الملكي سعود القحطاني.

ولكن هناك استثناء يتعلق بولي العهد المخلوع محمد بن نايف، حيث “وضع في عهدة تركي آل الشيخ”، وهو مستشار آخر بالديوان مكلف بالرياضة وشؤون الترفيه.

المصدر : الجزيرة نت

التدوينة كل شيء بيد هذا الفتى.. المرتزقة والأمن وتويتر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “كل شيء بيد هذا الفتى.. المرتزقة والأمن وتويتر”

إرسال تعليق