طرابلس اليوم

السبت، 23 يونيو 2018

حفتر: الجيش يتبع لسلطة منتخبة فقط، وترشحي للرئاسة سابق لأوانه، ولا غنى عن مصر

,

أكد قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أن قيادة الجيش لن تتبع إلا السلطة المدنية المنتخبة فقط، مجددا رفضه لأي شروط أو إملاءات من الخارج، متمسكا باستمرار محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيماته.

 

وقال حفتر، في مقابلة أجرته معه جريدة الأهرام العربي المصرية إنهم أول من طالب بإجراء انتخابات، وأنه قد أعلن في جميع تصريحاتهم ولقاءاتهم المحلية والدولية عن تمسكهم بالمسار الديمقراطي لبناء الدولة المدنية، مؤكدا أن الجيش لن يخضع إلا لرئيس منتخب من الشعب عبر صناديق الاقتراع.

 

ورأى حفتر خلال المقابلة الصحفية، إمكانية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا في شهر ديسمبر المقبل، بشرط التزام كل الأطراف بما تعهدت به في مؤتمر باريس، كل حسب دوره، بما في ذلك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاستحقاقات والتحديات التي سيوجهنها كبيرة، مؤكدا على ضرورة الاستعداد لها.

 

وأجاب حفتر الصحفي عن سؤال بشأن نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في ليبيا، قائلا: “هذا سؤال سابق لأوانه، وعندما تتوفر الشروط الدستورية ويصدر قانون الانتخابات ويفتح باب الترشح عندئذ ستسمع الإجابة”.

 

وفي رد على سؤال حول إمكانية تأجيل ترتيبات تقدم الجيش اتجاه طرابلس بعد المضي قدما في طريق الاحتكام للانتخابات، أجاب حفتر قائلا: “الجيش الليبي كمؤسسة عسكرية نظامية غير معنى بالعملية الانتخابية إلا من جانب واحد، وهو أن يتولى رئيس الدولة المنتخب منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أما مسألة انتشاره الأفقي في البلاد فلا علاقة لها بالانتخابات”.

 

وتطرق حفتر اجتماع باريس بشأن ليبيا، مؤكدا أن كل من شارك في هذا المؤتمر أعلن أمام الكاميرات قبوله بمخرجاته، ولا يوجد صوتا واحدا معارضا، بما في ذلك الدول التي شاركت فيه، مشيرا إلى أن التوقيع من عدمه مسألة شكلية بحتة، ولم تكن ضمن بروتوكول المؤتمر من الأساس، بحسب ما نشرت الجريدة المصرية.

 

وحول قبولهم بمشاركة الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان في العملية الانتخابية المقبلة، قال قائد عملية الكرامة: “إن الذى ينظم العملية الانتخابية هو قانون الانتخابات، وهو الذى يضع شروط الترشح، وهذا أمر يختص به مجلس النواب دون سواه، وإذا حدث تحت أي ظرف أن أجاز القانون لهذه التنظيمات أن تترشح فإن قرار فوزها من عدمه يبقى في يد الليبيين أصحاب السيادة، والليبيون بحكم التجربة المريرة التى مروا بها لن يلدغوا من جحر واحد مرتين”.

 

وبشأن الهجوم الأخير على الموانئ النفطية، قال اللواء المتقاعد خليفة حفتر: “هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الموانئ في منطقة الهلال النفطي للهجوم من قبل هذه العصابات الإجرامية الإرهابية، ولقد سبقته ست هجمات منذ أن تم تحريرها في سبتمبر 2016، وأن الليبيين يتذكرون جيدا كيف كانت ردة فعل الجيش الوطني في كل مرة، وكيف كانت عاقبة المعتدين”.

 

وأوضح حفتر قائلا: “هذه عصابة من المجرمين وجدت من يتحالف معها محليا ومن وراء الحدود، ومن يدعمها بالسلاح والمال لشراء المرتزقة الأفارقة، وهى أداة رخيصة تحركها أياد خبيثة تعمل على زعزعة الوضع المتأزم أساسا، ولا تبالى بمصلحة الوطن، ولا تكترث لمعاناة الليبيين، وتشكل خطرا على أمن واقتصاد واستقرار البلاد، ومعادلة النفط في الملف الليبي لها أبعاد واسعة، وما سنقوم به هذه المرة سيكون مختلفا عما سبق، وسترى صدق ما نقول قريبا”، وفق تعبيره.

 

وتحدث حفتر عن أخبار تدهور حالته الصحية موضحا أن الهدف من وراء هذه “الأكاذيب” هو شق الصف، وإحداث بلبلة في الأوساط العسكرية، قائلا: “ولكن هذا لم يتحقق، وقد خاب رجاؤهم، لأن جيشنا أقوى من أن تهزه دعاية إعلامية ماكرة تقف وراءها زمرة من الكذابين الحاقدين المرتزقة، هو جيش نظامي محترف ومتماسك وغير قابل للاختراق أبدا، وإنني عرضة للمرض كأي بشر، والموت حق على الجميع”.

 

وأكد حفتر، أن “الجيش سيواصل مسيرته النضالية حتى يستعيد ليبيا كاملة مهما كلفهم من ثمن، وسيحافظون على وحدة البلاد وسيادة الدولة، وسيعملون بأقصى ما يستطيعون حتى يتحقق الاستقرار والأمن، ليتمكن الليبيين من بناء دولتهم بالصورة التي يريدونها وبإرادتهم الحرة”، موضحا أن “الجيش الذى حقق المعجزات في هزيمة الإرهاب هو أمل الليبيين، ودائرة انتشاره في البلاد تتسع دون توقف، وستشمل التراب الليبي كاملا عاجلا وليس آجلا لأنه مطلب كل الليبيين”.

 

وعلّق حفتر على معاركهم في بنغازي ودرنة، قائلا: “لقد واجهنا بقوات لا يتجاوز عددها 300 مقاتل، أكثر من 15 ألف إرهابي في بنغازي، المدينة الآهلة بالسكان والمترامية الأطراف، وكانوا يسيطرون على جميع أحيائها ومرافقها، ويتلقون دعماً لا محدود من الداخل والخارج، وانتصرنا عليهم، فلن نعجز عن القضاء على مئات من الإرهابيين يتحصنون في درنة بعد أن أطبقنا عليهم حصاراً لمدة ثلاث سنوات، وتحريرها أمر حتمي، وهو قاب قوسين أو أدنى”.

 

وأضاف حفتر، أنه كان يأمل أن تنتهى قضية درنة سلميا دون اللجوء إلى استخدام القوة، منوها إلى تواصل العديد من المشايخ والأعيان من درنة وغيرها معه للوصول إلى حل سلمى يجنب المدينة العمليات الحربية، وأن هذا التواصل استمر أكثر من ثلاث سنوات دون جدوى، مشددا على “أنه لا مجال لتحرير درنة إلا بالقوة بسبب عناد القوى الإرهابية التي كانت تسيطر على المدينة وتمارس أبشع أنواع الظلم والقهر ضد أهلها، وتعزل المدينة عن باقي البلاد”.

 

وتابع قائلا: إنه “عندما فشلت كل المساعي السلمية لم يبق أمامنا إلا المواجهة المسلحة وإعلان ساعة الصفر لتحريرها بالقوة”، مضيفا أن “درنة مدينة غالية على كل الليبيين أرضا وسكانا ولا يمكن أن يسمحوا بفصلها عن ليبيا وبقائها في قبضة الإرهابيين”، لافتا إلى أن “درنة هي آخر معقل للإرهابيين في الشرق الليبي، وأن إعلان التحرير يعنى عودة المدينة التي يتحصن فيها الإرهابيين ويفرضون على سكانها قوانينهم الخاصة إلى حضن الوطن، وفك أسرها وانتهاء سيطرتهم عليها”، على حد قوله.

 

وأردف قائد عملية الكارمة قائلا: “الحرب ضد الإرهاب شاقة وطويلة، وثمنها باهظ التكاليف، وما أن ينتهى الجيش من دوره في دك معاقل الإرهاب والقضاء على قياداته كما حدث في بنغازي ودرنة حتى يبدأ دور الأجهزة الأمنية، وهى مهمة شاقة أيضا، وما لم تتوفر الأدوات اللازمة لتلك الأجهزة لأداء مهامها فإن ظهوره من جديد يظل أمرا محتملا”.

 

وتطرق خليفة حفتر خلال حديثه إلى ما أسماهم بالخلايا النائمة، مبينا أنها تحتاج إلى تكتيك أمنى خاص لتقويضها ومحاصرتها والقضاء عليها، وهناك من يدعم الإرهاب داخليا وخارجيا، وهذا يحتاج إلى وقفة دولية حازمة لردع أي حكومة أو تنظيم يدعم الإرهاب، مجددا استمرارهم في أداء واجبهم حتى تطهير كامل التراب الليبي من “الإرهاب” وأعوانه ومنع عودته من جديد، وفق ما نقلت جريدة بوابة الأهرام المصرية.

 

وأشار إلى أن الإرهابيين يتوافدون إلى ليبيا من كل حدب وصوب، وأكثرهم من دول الجوار وبعض الدول الإفريقية وأوروبا، وأضاف قائلا: “لكن بنادقنا ومدافعنا وطائراتنا الحربية لا تولى أدنى اهتمام لجنسياتهم، وهم دائما يبشروننا في مقاطع تليفزيونية بأنهم جاءوا إلينا بالذبح وقطع الرؤوس والمفخخات، ولكن ما إن يشعروا بأنهم استقروا في ليبيا حتى ننقض عليهم من حيث لا يشعرون، فيتحول بعضهم إلى أشلاء وجيف، وبعضهم إلى أسرى يستجدون الرحمة والعفو، والباقي منهم يفر إلى الصحراء الشاسعة تاركاً وراءه سلاحه وحذاءه، ليموت عطشاً وجوعاً، ويصبح طعاماً للذئاب والضباع”.

 

وجدد حفتر تأكيده خلال مقابلته مع جريدة الأهرام العربي، على أن العلاقات الليبية – المصرية هي علاقات مصير مشترك، أنهم شركاء في كل شيء، والتشاور فيما بينهما في جميع القضايا التي تمس الشعبين لا ينقطع، وأبواب التعاون المشترك بينهما في جميع المجالات مفتوحة بشكل دائم، على حد تعبيره.

 

وأشار اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلى أن القيادة المصرية تدعم بشكل فاعل أي خطوة في اتجاه بلوغ الاستقرار وتحقيق السلام في ليبيا، وتضع الملف الليبي في مقدمة اهتماماتها وتتابع مجريات الأحداث وتعمل ما بوسعها لحل الأزمة الليبية، وأنه لا يمكن أبدا الاستغناء عن الدور المصري، حسب قوله.

التدوينة حفتر: الجيش يتبع لسلطة منتخبة فقط، وترشحي للرئاسة سابق لأوانه، ولا غنى عن مصر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حفتر: الجيش يتبع لسلطة منتخبة فقط، وترشحي للرئاسة سابق لأوانه، ولا غنى عن مصر”

إرسال تعليق