طرابلس اليوم

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

سلامة: لسنا مسرورين من وضع الرئاسي، والأمم المتحدة لن تتمسك بأي اسم

,

انتقد رئيس بعثة الأمم المُتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، خلال مقابلة له مع قناة “218 نيوز” أمس الثلاثاء، أداء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وعمله، مؤكدا أن البعثة الأممية ليست مسرورة من وضع المجلس الرئاسي.

 

ولفت سلامة، إلى أنه قد ذكر ذلك في الإحاطة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، وأنه لن يتراجع عن أي كلمة قالها عن مجلس النواب في تلك الإحاطة، على حد قوله.

 

وأكد سلامة، أن الأمم المتحدة لا تتمسك بأي اسم لا في المجلس الرئاسي ولا حكومته، ولكنها ترفض الاعتراف بأي تغيير بالقوة وتقبل بأي تغيير سلمي، مبدينا عن قبوله بأي مطالب شرعية وطبيعية بتغيير بعض الأسماء في الرئاسي، حسب قوله.

 

وأشار سلامة، إلى أنه ذكر أيضاً في إحاطته أن المجلس الرئاسي مُعيّن، وأن عدداً كبيرا من أعضائه لا يقومون بعملهم، وأنّ الإنتاجية ضعيفة، وهناك عدد من الوزراء المفوضين لا يقومون بواجبهم، بالإضافة إلى اتهامات بشأن مسلكهم.

 

وذكر سلامة، أن القرارات الأخيرة الصادرة عن المجلس الرئاسي، طالبت بها البعثة الأممية منذ زمن ولم تحصل عليها من المجلس، موضحا أن أمورا كثيرة تم تحقيقها مثل فرز المساجين وفصل مطار معيتيقة عن سجن معيتيقة، وإنشاء لجنة جديدة للترتيبات الأمنية يكون فيها ضباط مهنيون يمثلون كل ليبيا.

 

وقال سلامة، “كل هذه الأمور كنا نطالب بها والآن نرى صدى لهذه الطلبات، ونحن نقوم بدورنا كقوة داعمة للحكومة الليبية للقيام بهذه الأمور التي كان يجب أن تقوم بها في اليوم الأول من قدومها لطرابلس”.

 

أحداث طرابلس

 

وحول الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس مؤخرا، أكد سلامة أنه لن يقبل أن يرى طرابلس تُدمّر، لذلك دعا الفرقاء المعنيين بإطلاق النار والتشكيلات التي أحاطت بطرابلس وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق، مضيفا أن هناك أيام يحترم فيها الاتفاق وأخرى تحدث خروقات كما حصل أمس الثلاثاء.

 

وأشار سلامة، إلى أن أول مهامه هذه الأيام منع تدمير طرابلس ومنع سقوط قتلى مدنيين، مشددا على أن البعثة لن تسكت إذا استخدمت الأسلحة الثقيلة وأدى ذلك إلى مقتل مدنيين أبرياء، وستطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على كل من يخرق وقف إطلاق النار.

 

وأوضح سلامة، أن البعثة الأممية لديها كل المعلومات، وأن فرض العقوبات قد يستغرق وقتا، مشيرا إلى أن البعثة ستطالب بمعاقبة من يقلق حياة المدنيين ومن يمنع الوسطاء من الوصول إلى الأهداف المعلنة، مبينا أن العقوبات ستفرض على أفراد بوصفهم مسؤولين عن تشكيلات.

 

وتابع المبعوث الأممي حديثه عن الأوضاع في طرابلس قائلا: “ما زلنا نراقب وقف إطلاق النار 24 ساعة، وأُنشئت غرفة خاصة لمراقبة وقف إطلاق النار، وسنحاول مساعدتها وحتى الساعة نراقب الخروقات ونعلم من يقوم بها وذاكرتنا طويلة”.

 

مطالب مشروعة

 

ونوه غسان سلامة، إلى أن هناك مطالب معلنة ومشروعة في طرابلس، مثل “تغوّل الميليشيات” في العاصمة، ولكن لا يوجد لديه حلول إلا في حال وقف إطلاق النار بصورة حازمة ليتمكن من التحرك بين الفرقاء ومعالجة أمور عالقة منذ سنين التي لا يمكن معالجتها في أيام.

 

وبشأن الترتيبات الأمنية في طرابلس وكيفية التعامل مع المجموعات المسلحة، وشدد سلامة على أنه لن يسمح لأي تشكيل مسلح لأن يحل مكان آخر في طرابلس، ولن يحل تشكيل مسلح في مكان تشكيل مسلح آخر، قائلا: “نحن هنا لسنا لاستبدال التشكيلات بل لبناء الدولة”.

 

وبيّن سلامة، أن ما سيحصل هو خروج عدد من التشكيلات المسلحة من مؤسسات سيادية سيطرت عليها أو ابتزتها سابقا، لتحل مكانها قوة نظامية تمثل مختلف أنحاء ليبيا، موضحا أنه بحاجة إلى استمرار وقف إطلاق النار ليتأكد من أن القوة النظامية المشتركة التي ستحل مكان التشكيلات المسلحة تمثل كل ليبيا.

 

الإصلاحات الاقتصادية

 

وأشاد سلامة، بالإصلاحات الاقتصادية التي جرى اعتمادها مؤخرا، قائلا: “إنّ جزء كبيرا منها جيد وكان يجب أن تتم منذ زمن طويل، ولي رأي أقل إيجابية في بنود أخرى ولكن القيام بشيء أفضل من عدم القيام بأي شيء.. إصلاحات أكثر من نصفها موافق عليه أفضل من العدم”.

 

وأوضح المُمثل الخاص للأمين العام للأمم المُتحدة، أنه حتى لو كانت لديه ملاحظات على بعض بنود الإصلاحات الاقتصادية فالأفضل أن يتم تنفيذها بدلا من الأوضاع الاقتصادية الحالية.

 

لقائه بالكبير والحبري

 

وعلق غسان سلامة عن اجتماعه مع محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ومحافظ المصرف الموازي بالبيضاء علي الحبري، أشار سلامة إلى أن اللقاء جاء بعد توجيه فائز السراج رسالة إلى مجلس الأمن طالب فيها بدراسة الإنفاق والإيرادات في كلا المصرفين.

 

وأوضح سلامة، أن مجلس الأمن طلب منه تزويده بالمعلومات اللازمة للرد على رسالة السراج، مؤكدا اتفاقهم خلال اللقاء على القيام بمراجعة وأرسلها إلى مجلس الأمن لكي يقرر بشأنها، معربا عن أمله في أن يتم الاتفاق مع المحافظين على شركة تدقيق دولية كبرى لتقوم بالعمل كي يفهم الليبي أين ذهبت أمواله منذ العام 2014.

 

ولفت سلامة، إلى الشركة التي سيقع عليها الاختيار لمراجعة مصادر الإيرادات والإنفاق والذي يدور حوله جدل، وإرسال فريقين إلى المصرفين في طرابلس والبيضاء وإعطاء تصور بعد أربعة أشهر عن الأوضاع بالمصرفين.

 

خطة العمل الأممية

 

وتحدث غسان سلامة في سياق مقابلته مع قناة “218 نيوز” عن خطة عمل الأمم المتحدة التي أعلنها العام الماضي، مؤكدا أنه لم يتم تنفيذ كل ما يطمح إليه في خطة العمل، مضيفا أنه سيطلب من مجلس الأمن تعديلها خلال الإحاطة المقبلة، على حد قوله.

 

ونوه سلامة، إلى أن الأمم المتحدة لا يمكن لها أن تمنع المبادرات بشأن ليبيا من أي دولة، ولكنها لا تفرح كثيرا بذلك لأنها تشوش رأي الليبيين، ولكنه أكد لليبيين أن “هناك خطة واحدة نتبعها وهي التي وافق عليها مجلس الأمن”، وفق قوله.

 

وأضاف سلامة، أنه ليس “مغرما” باتفاق الصخيرات، لكنه لا يريد أن تدخل ليبيا في فراغ الذي اعتبره أسوأ من الاتفاق غير المكتمل، لافتة إلى أن الاتفاق موجود وقبلت به أطراف ليبية وأوجد مؤسسات لم تكن قائمة، معربا عن أمله في أن تنتقل ليبيا إلى الدستور الدائم والاستقرار السياسي.

التدوينة سلامة: لسنا مسرورين من وضع الرئاسي، والأمم المتحدة لن تتمسك بأي اسم ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “سلامة: لسنا مسرورين من وضع الرئاسي، والأمم المتحدة لن تتمسك بأي اسم”

إرسال تعليق