ينشر موقع ليبيا الخبر بنشر نص رسالة موسى الكوني، التي اعتذر فيها عن العودة مجددا إلى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
أولا .. التحية لكل اخوتي في ليبيا ، الذين اعيش بينهم ولم ابتعد عنهم ، أحمل معهم جميعا ثقل المعاناة ، وجهد العمل من اجل بناء ليبيا التي يحلم بها الجميع .
تعلمون بما يسود الآن من حديث عن إعادة تجميع المجلس الرئاسي ، وقد اتصل بي العديد من الأخوة يطلبون مني التراجع عن استقالتي التي مضى عامين منذ تقديمي لها لأسباب أوضحتها في حينها . وبكل صدق وصراحة أقول للجميع إنني أقدر عاليا ما عبروا عنه من إخوة وتقدير ومطالبتهم لي بالعودة إلى المجلس الرئاسي وخاصة إخوتي من أهل الجنوب العزيز ، وأضيف أن الدوافع التي دعتني للاستقالة ما زالت قائمة ولم تتغير . وأقول إن المهمة الوطنية الأولى هي بناء الدولة الليبية التي تهاوت، جمع الوطن الليبي الذي تشظى . رتق المجتمع الذي تمزق . والبداية ، توحيد المؤسسات في كل أنحاء الوطن الغالي . وإعادة الإدارة الوسطى بعيدا عن الإقصاء والعزل والجهوية والتهميش.
التصدي للإرهاب أصبح فرض عين . على الجميع أن يتكاتف لمواجهته لأنه يهدد بيضة الوطن ، وينذر بمستقبل لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .
لم يكن دافعي إلى الاستقالة من المجلس الرئاسي ، مجرد تسجيل موقف …لا . لا بل كان صرخة ضمير صادقة موجهة للجميع، أن يتحركوا سويا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . واليوم أكرر هذه الصرخة بصوت أعلى ، وأقول لكل الأخوة والزملاء أن ما وصلت إليه الأمور في بلادنا لا يحتمل الانتظار . لقد تعددت المبادرات من الداخل ومن الخارج .. اجتماعات تلو أخرى . لكن لا شيء على أرض الواقع يخفف من معاناة المواطن ويضمد جروح الوطن.
الإرهاب يضرب في الشرق والجنوب والغرب، لم يعد لحدود الوطن حام . طوابير النساء أمام المصارف. النازحون في الداخل والمهاجرون في الخارج يعانون ضنك الحياة وجرح الغربة.
إخوتي في وطني العزيز ليبيا .. لا شك أنكم تتابعون بألم ما يعانيه أشقاؤكم في جنوب الوطن من تهميش بل نسيان وتجاهل. لقد صارت حياتهم مهددة بالأمراض والإرهاب الذي يقتل الأبرياء، يخطف الأبرياء في الفقهاء وأم الارانب وغدوة وسبها وتازربو والكفرة وغيرها . غابت المواد الأساسية . عندما قبلت أن أكون عضوا بالمجلس الرئاسي كان يحدوني الأمل والحماس والصدق أن أساهم بما أستطيع من أجل انتشال بلادنا مما تعانيه ، لكن عند ما أدركت أن تلك المهمة مستحيلة قررت أن أستقيل ولكن لم أغب عن أي محفل رأيت فيه بقعة ضوء تساهم في إنارة الطريق إلى الحل.
أشكركم إخوتي الأعزاء وأقول لكل الليبيين، إننا نقبل كراسي المسؤولية عندما نستطيع أن نقدم من خلالها خدمة للوطن، نتركها عندما تتحول تلك الكراسي إلى مجرد مساحة لا غير ذلك .. لكننا لن نترك ليبيا الغالية ولن تغادرنا أبدا .
والسلام عليكم ورحمة الله
التدوينة موقع ليبيا الخبر ينشر نص اعتذار موسى الكوني عن العودة للمجلس الرئاسي الليبي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
