استدعت الحكومة الفرنسية سفيرة إيطاليا لدى باريس، تيريزا كاستالدو، وذلك احتجاجاً على تصريحات لنائب رئيس الوزراء الايطالي لويجي دي مايو وصف فيها الفرنك الغرب-إفريقي بـ”العملة الاستعمارية”، في إشارة للعملة المشتركة لدول بغرب القارة السمراء كانت مستعمرات فرنسية سابقة.
وقد قال دي مايو، في تصريحات إذاعية صباح أمس الإثنين إن “فرنسا تطبع في أكثر من 10 دول إفريقية عملة مزدوجة تُدفع بها تلك الدول نسبة من ثروتها الوطنية وتمول جزءًا صغيرًا من عجز الموازنة الفرنسي”.
وتشهد العلاقات بين روما وباريس توترا متصاعدا بعد تولي الائتلاف الثنائي (حركة خمس نجوم – حزب الرابطة) مقاليد الحكم في إيطاليا أوائل شهر حزيران/يونيو الماضي.
وكانت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لويسو قد دعت في وقت سابق قادة الائتلاف الإيطالي الحاكم إلى “إحترام” السيادة الفرنسية وذلك في أعقاب تصريحات أعرب فيها دي مايو عن دعمه لاحتجاجات السترات الصفراء الفرنسية واستعداد حركة خمس نجوم على مساعدتهم في إطلاق منظومة للديمقراطية المباشرة على شبكة الإنترنت.
ولكن دي مايو عزا تصريحاته النارية ضد السلطات في باريس إلى وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحكومة الايطالية الحالية، المحسوبة على الشعبويين، بـ”الجذام”، الذي “عاد ينتشر في أوروبا وفي بلدان كنا نظن أنه من المستحيل رؤيته مرة أخرى”.
وقال دي مايو حينها “إن ماكرون، متحدثا عن حكومتنا، شبهنا بالجذام”. وأضاف “من الواضح أن شيئا يجب أن يتغير. على سبيل المثال، حان الوقت للتوقف عن إفقار أفريقيا بالسياسات الاستعمارية، التي تتسبب في موجات الهجرة إلى أوروبا وإضطرت إيطاليا مواجهتها بشكل متكرر”
من جانبه اتهم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني فرنسا بأنها “تسلب خيرات أفريقيا”، وأن “لا مصلحة لديها باستقرار ليبيا”.
وأضاف سالفيني في تصريحات متلفزة الثلاثاء، أن “أسباب الهجرة مختلفة، ففي إفريقيا هناك أناس يسلبون هذه الشعوب خيراتها، ومن الواضح أن فرنسا من بين هؤلاء”، مبينا أن “لا مصلحة لفرنسا في ترسيخ الوضع في ليبيا، لأن لديها مصالح نفطية تتناقض مع المصالح الإيطالية”.
وتابع نائب رئيس الوزراء، “أنا أفخر بحكم شعب سخي، متعاضد ورحب”، لذلك “فدروس الخير والكرم لا نتقبلها من أي شخص، ناهيك عن السيد ماكرون”.
وكرر زعيم حزب الرابطة، قوله “نحن لا نأخذ دروساً من فرنسا التي رفضت في السنوات الأخيرة عشرات آلاف المهاجرين على حدود فينتميليا، ومن بينهم النساء والأطفال”، بل “أحضرت بعضهم إلى غابات بييمونتي وتركتهم هناك، كما لو كانوا وحوشًا”.
وخلص وزير الداخلية إلى القول “لذلك، لا أقبل أية دروس من (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون”.
وكالة آكي الإيطالية
التدوينة فرنسا تستدعي سفيرة إيطاليا احتجاجاً على تصريحات دي مايو ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.