هناك مثل شعبي يقول” طول الخيط ايودر لبرة” !!
عندما تجلس لتتناول أبرز سواء منطلقات ودوافع ومحركات أو انجازات وتوافقيات ثورة السبعطاش، وعندما تجلس لتقرأ ما كتبه كل من تعرض لمسألة ” مبادئ ثورة السبعطاش” ستجد نفسك أمام ظاهرة معقدة غاية في التعقيد والسبب في ذلك التعقيد هو الثورة نفسها من حيث:
1- طبيعتها المعقدة أو المركبة:
فهي وإن انطلقت سلمية” بصدور عارية !!” إلا أنها ما لبث أن اخرجت مخالب وكشرت عن ناب ورفعت في وجه النظام الظالم الدكتاتوري الشمولي الحراب وخلعته واجتثت شأفته بالقوة الخشنة، ولم يعد هناك أي حديث عن سلمية سلمية !! وحسنا فعلت !!، لأن النظام صم أذنه عن كل الدعوات والتحذيرات والنصائح العقلانية التي قدمناها له خلال الفترة من 2003م حتى لحظة 17 فبراير 2011م لحظة تفجر وانطلاق ثورة السبعطاش، فالنظام كان يعتمد فقط على الحل الأمني غرورا وغباءا وغطرسة واسرافا في الثقة في اجهزة الأمنية الفاشلة.
2- العفوية والارتجال:
حيث لم يكن للثورة فكر سياسي تنطلق منه بل كانت مجرد ردة فعل عن فساد النظام وطغيانة وشموليته واحاديته، وكذلك تأثرا بما جرى عن شمال في تونس في 14 جانفي 2011م ، وعن يمين في مصر 25 يناير 2011م، وهو أمر منطقي ومفهوم، فانطلاق الثورة بشكل عفوي افسح المجال أمام كل يريد أن يقول شيئا غير عقلانيا ولا منطقيا أن يقوله بل حتى لمن يريد أن يفترى الكذب ويرمى به البراءا منه أن يفعل دون أي نوع من الحصانة الاخلاقية !! بل حتى المرضى النفسانين تصدرو المجالس واشرأب رؤوسهم وسط هذه الفوضى العارمة للمناصب السيادية في الدولة !!!
3- غياب القيادة السياسية:
فهي ثورة بلا رأس!! بل صار الظرفاء يحلو لهم وصف الحالة بأنها” مثل اشوال البصل” كله رؤوس ولا ناظم لها ولا جامع لها من قيادة حكيمة تخطط وترسم وتوزع الأدوار، وتختار المسارات وتحدد الأهداف والمحطات، وبعض الفوضويين اغراقا في الفوضوية لا يتورعون عن الخروج على الشاشات ليقولوا ” والحمد لله أن هذه الثورة لا قيادة لها” وهذا ما لم يحصل في تجربة أجتماعية واحدة ناجحة في تاريخ البشرية، بل هي رمز الفوضى والغليان الذي ينتهى إلى كارثة في العادة إذا لم يتم الاستدراك عليه وتلافيه.
مبادئ غير مكتوبة:
لذلك لم يسبق الثورة أي تنظير ممنهج يتناول مسألة المبادئ بشكل صحيح، بل صار الحديث عن مبادئ ثورة السبعطاش، ومنجزات ثورة السبعطاش، وقيم ثورة السبعطاش !! دون أن تكون لهذه الإطلاقات أي مرجعية تمثل الأرضية المشتركة الواضحة للجميع !!
بل رأيت بعض السياسيين الأذكياء يستغلون سطحية الجمهور وعدم درايته بالتاريخ السياسي الحديث لليبيا يستغلون جهل الجمهور لتصفية منافسيهم السياسيين خلال العقود الأرببعة الأخيرة الماضية وجعلوا اختياراتهم السياسية الفاشلة على مدار تلك العقود سوقوها على أنها هي مبادئ ثورة السبعطاش وأن ما خالفها مما كان يتبناه منافسيهم السياسيين مناقض له وخيانة غظمي وجريمة يجب أن يعتذروا عنها للشعب الليبي وأن يختفوا من المسهد السياسي وأن يترك لهم وحدهم دون سواهم لأنهم هم الثورة والثورة هم !!!
قراءة في واقع الخطاب المرتبك لثورة السبعطاش:
ليس هنا أي مجال للخطاب الديموغوجي المفرغ من المعنى، والمعتمد على جهل الجهور وبساطته وسطحيته كلا !! بل خطاب يضع الاصبع على الجرح كي لا يتحول إلى نزف قاتل بقضى على حلم التحرر في نفوسنا، ولإن ازعج البعض هذا الوضع فإنه سيكون عامل صحة وعافية بإذن الله سيحتاجها الركب بعد هنيهة من المسير!!
من خلال كل ما كتب وقيل وخطب به في مناسبات ووسائل شتى، ومما غرد به المغردون، ودونه المدونون، بخصوص مبادئ ثورة السبعطاش، ومن خلال محاولة لوضع عناوين كليه لتفاصيل وتشعبات وامزجه تلك الجمهرة من الكتاب والمدونين والمغردين والخطباء يمكن وضع عناوين خمسة كلية لتغطي غالب إن لم يكن كل ما كتبوه وقالوه عن تلك المبادئ والقيم:
1- القطع مع نظام معمر القذافي على مستوى الأفكار والتوجهات وعلى مستوى المؤسسات وعلى مستوى الرموز والمكونات السياسية والاجتماعية والإيديولوجية
2- التصدي الخشن لأي محاولة لعودلة العسكر والانقلابيين للسلطة أو مجرد اقترابهم من السياسة
3- رفض الغلو والإرهاب والإلتزام بدولة القانون والمؤسسات التي يتم التوافق عليها واختيارها بكامل الإرادة الحرة للمجتمع الليبي المسلم والتصدي لأي محاولة لهدمها وفرض أي شيء على الشعب بالقوة مهما كانت المبررات
4- التعددية والتداول السلمي على السلطة، وخطورة اقحام مكوناتنا الاجتماعية في السياسة
5- التصدي الخشن لأي تدخل أو اطماع اقليمة في ثروات ليبيا
فهي في مجموعة لا اخالها ستغرد بعيدا عن هذه الخماسية التي قد توفر الأمان الفكري والأمني والسياسي لثورة السبعطاش بدل طول الخيط الذي قد “يودرها” !!
التدوينة الثورة وطول الخيط !! ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.