تبدأ روسيا الأسبوع المقبل بناء مفاعلين نوويين في إيران، في ظل سعي طهران إلى تنويع مصادر الطاقة لديها إذ تخطط لبناء 20 منشأة نووية خلال السنوات المقبلة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي الثلاثاء.
ويأتي هذا الاعلان بعد خمسة اشهر من توقيع اتفاق بين ايران والقوى العظمى ينص على الحد من البرنامج النووي الايراني خاصة الجزء المتعلق بتخصيب اليورانيوم لفترة تمتد من عشر سنوات الى 15 عاما، ويفترض ان يدخل حيز التنفيذ مع بداية كانون الثاني/يناير.
كما يأتي أيضا بعد عام من اتفاق بين موسكو وطهران على بناء مفاعلين اضافيين في محطة بوشهر (جنوب) النووية التي بنتها روسيا بقدرة الف ميغاواط. كما وقعت موسكو وطهران بروتوكول اتفاق لرفع عدد المفاعلات في البلاد إلى تسعة.
وقال كمالوندي إن أعمال بناء هذين المفاعلين “ستبدأ الاسبوع المقبل”، من دون تحديد موقعهما.
وتريد ايران التي تمتلك احتياطات كبيرة من النفط والغاز، بناء 20 محطة نووية بقدرة الف ميغاواط بغية تنويع مصادر الطاقة لتكون اقل تبعية للطاقات الاحفورية في استهلاكها الداخلي.
والاتفاق النووي لا يشمل تطوير الطاقة النووية المدنية في ايران.
وقال رئيس شركة “روساتوم” النووية سيرغي كيريينكو العام الماضي إن إيران ستمول هذين المفاعلين.
وروسيا وإيران حليفتان رئيسيتان للرئيس السوري بشار الأسد، وتقدمان الدعم له في مواجهة فصائل المعارضة والجماعات الجهادية، خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية.
وتخطط موسكو وطهران إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، اذ وقعتا وثائق حول التنمية المشتركة الشهر الماضي، خلال زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران وهي الأولى منذ ثماني سنوات.
-علاقات اقتصادية-
والاعلان عن بدء بناء المفاعلين يأتي في وقت ينظم معرض في طهران تشارك فيه موسكو حيث تعرض خصوصا قدراتها في مجال الصناعات الجوية، في مؤشر الى رغبتها في الاستثمار بكثافة في ايران في السنوات المقبلة.
وافتتح وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني محمد رضا نعمت زاده ونظيره الروسي دينيس مانتوروف الاثنين هذا المعرض الصناعي في طهران.
ويستمر هذا المعرض لثلاثة أيام، تشارك فيه مؤسسة “روستيك ستايت كورب”، إلى جانب المئات من كبار رجال الأعمال، بهدف إدخال الصناعات الروسية إلى إيران، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني.
وتملك “روستيك” 700 شركة، مقسمة على 14 اسما، تسعة منها تعمل في المجال العسكري.
وقال مسؤول في “روستيك” الثلاثاء إن روسيا “ليست خائفة” من الوفود الاقتصادية الغربية التي تسعى للهيمنة على السوق الإيرانية بعد رفع العقوبات.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس قسم التعاون الدولي في “روستيك” فيكتور كلادوف لوكالة فرانس برس إن “الجميع ينتظر رفع العقوبات والكل يريد أن يكون الأول” في الدخول إلى إيران.
وأضاف “نحن لا نخاف شيئا، نحن واثقون من نوعية منتجاتنا”، معتبرا أن “بين روسيا وإيران تاريخ طويل، ونحن شريكان نثق ببعضنا البعض”.
وتشمل مجالات التعاون بين البلدين النقل وصناعة السيارات، والطيران والتعدين والبتروكيميائيات والنفط وبناء السفن.
وقال كلادوف إن المهندسين الإيرانيين يقومون بتجربة طائرة “سوخوي سوبرجت 100″ التي استقلها الروس للسفر إلى إيران.
وأضاف “فيما نتحدث هنا، فإن الاخصائيين التقنيين الإيرانيين يقومون بفحصها في المطار ويحلقون بها فوق طهران” لاختبارها.
وأشار إلى أنه “اذا تمكنا من إرضاء إيران تقنيا”، فيمكن أن نبيع “نحو 100 طائرة” إلى طهران.
كما أن شركة “روستيك هيليكوبترز” كانت تخوض محادثات مع إيران لبيعها مروحيات طبية روسية جديدة. كما ستقوم المؤسسة بتصليح وتحديث أسطول من 50 مروحية روسية تستخدم في إيران حاليا.
ولفت كلادوف إلى أن إيران ستصبح أكبر مركز صيانة في المنطقة، لتقديم خدمات للطائرات روسية الصنع من الدول المجاورة مثل العراق وأفغانستان وتركمانستان.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم