طرابلس اليوم

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

داود أوغلو: من يظلم الشعب السوري فسيجد نفسه بمواجهتنا

,

وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انتقادات شديدة للعمليات الروسية في سورية، وأيضا لقيام صلاح الدين دميرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) بزيارة إلى موسكو في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وموسكو توترا كبيرا، كما أعلن داود أوغلو عن مجموعة من الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لدعم المتضررين من المدنيين في الاشتباكات العنيفة التي ما زالت مستمرة بين العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية في عدد من بلدات جنوب شرق الأناضول ذات الغالبية الكردية.

وأكد داود أوغلو في كلمة باجتماع كتلته حزب العدالة والتنمية البرلمانية أن أنقرة لن تسمح بأن تصبح سورية جزءا من الخطط الإمبريالية الروسية، مدينا قصف الروس للمدنيين في سورية، قائلا: “لمَ تقصفون المدنيين من الأبرياء في كل من إدلب وحلب، نحن أيضا جزء من التحالف الدولي ضد داعش، ولكننا كنا وسنبقى ضد كل من يقصف الشعب السوري سواء كان روسيا أو أي دولة ظالمة أخرى، إن الشعب السوري أخ وصديق للشعب التركي، ومن الآن ولاحقا سيجد كل من يظلم الشعب السوري نفسه في مواجهتنا”.

مضيفا “أن الأراضي السورية ليست جزءا من الأعمال الامبريالية الروسية ولن تكون كذلك، حيث إننا رأينا هذا النوع من المجازر الجماعية في البوسنة أيضا، لأن القتلى والجرحى اليوم جميعهم من المدنيين، وليس منهم أي عنصر مسلح، وكذلك الذين قتلوا في دمشق والغوطة الشرقية بقسم كبير منهم هم من المدنيين”.

وشدد داود أوغلو على أن روسيا استهدفت بأكثر من91 بالمائة من غاراتها المعارضة المعتدلة وليس داعش كما تدعي، قائلا: “لقد دخلت روسيا إلى سورية تحت عباءة قتال داعش، ومنذ دخول روسيا إلى سورية في 30 سبتمبر/ أيلول ولغاية الآن لم تستهدف داعش بأكثر من 91 بالمائة من غاراتها، حيث قامت الطائرات الروسية حتى الآن بـ 4198 طلعة جوية منها فقط 391 طلعة استهدفت داعش والباقي تم توجيهه إلى المعارضة المعتدلة”.

ووجه داود أوغلو انتقادات شديدة للزيارة التي سيقوم بها دميرتاش إلى موسكو، يوم الأربعاء، قائلا: “إن تركيا دولة حرة، وبطبيعة الحال فإن الجميع من حقهم أن يذهبوا أينما شاؤوا، ولكن لمَ لم يقم بهذه الزيارة قبل شهرين أو قبل سنة؟ لمَ يذهب الآن إلى الدولة التي قامت بخرق مجالنا الجوي، وتعيش العلاقات بيننا الآن أزمة”؟! مضيفا:” إن هؤلاء وضعوا لأنفسهم أخلاقيات تدفعهم دوما للتعاون مع كل من لديه مشكلة مع تركيا وخارج أي حركة موحدة للأمة”.

وأشار داود أوغلو إلى أن الحكومة التركية اتخذت عددا من الإجراءات لدعم المتضررين من التجار والحرفيين الذين تأثرت أعمالهم بالاشتباكات بين قوات الأمن التركية وعناصر حزب العمال الكردستاني، ستشمل تأجيل تقديمهم بياناتهم الضريبية للدولة لغاية أغسطس/آب القادم، وأيضا إعفاءهم من دفع المستحقات المترتبة عليهم من ديون وضرائب لغاية مايو/أيار القادم.

كما أشار داود أوغلو إلى أن المباحثات مع الجانب الإسرائيلي تسير في اتجاه إيجابي حتى الآن، نحو تحقيق الشرطين التركيين المتبقيين وهما دفع التعويضات لضحايا الهجوم الإسرائيلي عل سفينة مافي مرمرة وأيضا تخفيف الحصار على قطاع غزة، قائلا: “بعد تحقيق الشرط الأول المتمثل بالاعتذار، تستمر لقاءاتنا لتحقيق الشرطين التركيين الآخرين، ورغم أنها تسير في مسار إيجابي لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق نهائي”، مضيفا:” سيستمر دعمنا لأخوتنا في غزة”.

وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن “القول بأن تركيا نسيت شعب غزة، وبدأت بالتقرب من إسرائيل، متجاهلة دعم فلسطين ادعاء باطل، فنحن لا ننسى غزة، وفلسطين، والقدس، والمسجد الأقصى حتى في أحلامنا، فكيف في المفاوضات”.

جاء ذلك في كلمة لداود أوغلو، اليوم الثلاثاء، أمام الكتلة النيابية لحزبه(العدالة والتنمية) في البرلمان، حيث أشار أن “المفاوضات بين أنقرة وتل أبيب تسير بشكل إيجابي، لكن دون صدور نتيجة نهائية لتلك المفاوضات”، مؤكدا “ضرورة عدم الاكتراث للشائعات في هذا الصدد”.

وشدد داود أوغلو أن “تركيا موقفها واضح ولم يتغير، وتصر على مطالبها في أن تقدم إسرائيل التعويضات لعائلات شهداء سفينة “مافي مرمرة”، وترفع الحصار عن قطاع غزة”.

يذكر أن قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، هاجمت بالرصاص الحي والغاز سفينة “مافي مرمرة” أكبر سفن أسطول الحرية، الذي توجّه إلى قطاع غزة، بهدف كسر الحصار عنها منتصف عام 2010، وكان على متنها أكثر من 500 متضامن (معظمهم من الأتراك)، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عرض البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين.

وأفاد رئيس الوزراء التركي، أن “سبب قطيعة العلاقات بين أنقرة و تل أببيب متعلق بحادثة مافي مرمرة، واستشهاد مواطنيين أتراك على متنها على أيدي الجيش الإسرائيلي”، مضيفًا أن “إسرائيل وفت بشرط واحد من أصل ثلاثة لإعادة العلاقات بين البلدين، وذلك عندما اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الحادثة، وأنه بقي شرطان لتركيا لم يتحققا بعد”.

ولفت داود أغلو، أن “الفلسطينيين هم أكثر الشعوب التي تعرضت للظلم في القرنين العشرين والحادي والعشرين والعالم يعلم جيدًا المواقف التركية تجاه فلسطين وإسرائيل”، مؤكداً “سنستمر بدعم الفلسطينيين اللامحدود، حتى إقامة دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس، لذا لا يحق لأحد مساءلتنا حيال القضية الفلسطينية، والروابط الأخوية التي تربطنا بشعبها”.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات على “داود أوغلو: من يظلم الشعب السوري فسيجد نفسه بمواجهتنا”

إرسال تعليق