طرابلس اليوم

الخميس، 23 يونيو 2016

ويبقى حفتر العقبة الأكبر أمام استقرار ليبيا

,

المرصد الليبي للإعلام

بين الكاتب ألكساندر ديسينا،  على موقع “ديفانس وان” أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تمكنت على مدى الأسابيع الماضية من التقدم نحو معقل تنظيم “الدولة” في سرت، ومن المتوقع أن تتمكن من تحرير المدينة، ما سيمثل انتصارا سريعا وفوزا مهما للحكومة الجديدة.

ولكن العديد من العقبات الكبرى ما تزال على الطريق، لعل أهمها قائد الجيش الليبي (المعين من قبل مجلس النواب)، خليفة حفتر، القائد القوي في الشرق، والذي أوضح مرارا وتكرارا أنه لن يقبل حكومة وحدة وطنية، بدلا من ذلك، رهن مستقبله السياسي بالاستقطاب السياسي الكبير بين القوى العلمانية والإسلامية التي باتت تسيطر على منطقة شمال أفريقيا، حسب الكاتب.

وأضاف أن المجتمع الدولي تجاهل عموما حفتر، على أمل أن يمتثل في نهاية المطاف للمسار الانتقالي، ما يمثل حماقة، حسب الكاتب، لأنه ليس لحفتر أي سبب للتعاون، ما يفرض على حلفاء ليبيا القيام بما هو أفضل.

رفض

وأشار الكاتب إلى أن رفض حفتر للتعاون يعود إلى ما قبل حكومة الوفاق الوطني، ففي سنة 2014، عندما اندلع الصراع بين تحالف “عملية الكرامة” وقوات “فجر ليبيا”، لم يرفض حفتر فقط المفاوضات مع خصومه، بل  نعتهم بـ”المرض الخبيث”، وعندما حاولت الأمم المتحدة إجراء محادثات بين الحكومتين المتنافستين، واصل حفتر هجماته، واستهدف المطارات المدنية والموانئ.

كما استمر حفتر في معارضة مسار السلام حتى بعد أن تم إمضاء الاتفاق السياسي الليبي في ديسمبر 2015، وبموجب الاتفاق، يجب على مجلس النواب في طبرق المصادقة على الحكومة الجديدة في غضون عشرة أيام، ولكن مضت أكثر من ستة أشهر دون إجراء التصويت، وفشل المجلس في تحقيق النصاب القانوني، وفي المرات القليلة التي تحقق فيها ذلك، استخدم الأعضاء الموالون لحفتر العنف الجسدي لمنع التصويت.

من جهة أخرى، ينص الاتفاق السياسي الليبي على أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني له الصلاحية الوحيدة في تعيين رؤساء الأجهزة العسكرية في ليبيا، وهذا أمر ضروري للحكومة، من أجل أن يكون لها سلطة حقيقية في البلاد.

عزل

وفيما لا يمكن توقع تعاون حفتر، يبقى السماح له بأن يكون دكتاتورا جديدا ليس الحل، وقد يرحب البعض بالقبضة الحديدية لحفتر، خاصة بفضل شعبيته شرق البلاد، لكن في محاولته من أجل فرض السيطرة على غرب ليبيا و”تحرير” طرابلس، سيكون الصراع مع كتائب مصراتة دمويا أكثر من السنوات السابقة، وقد يخسره حفتر، وإذا احتفظ بسيطرته على شرق ليبيا، ستخسر طرابلس العائدات النفطية، وسيظهر الصراع بين الفصائل المسلحة في الشرق، على خلفية أن ولاءاتها لحفتر تبقى هشة أصلا.

ويبدو عزل حفتر هو الطريق الصحيح للعمل، ولكنه ليس سهلا، وعلى الرغم من أن بعض الموالين له انشقوا بالفعل، من الصعب توقع أن يبتعد الليبيون عنه بسبب مكانته القوية والدعم القوي الذي يحظى به من قبل مصر والإمارات العربية المتحدة، ويجب على الغرب أن يعمل على عزل حفتر من خلال فرض تطبيق أكثر صرامة لحظر الأسلحة، وسن عقوبات جديدة عليه وعلى أتباعه، بما في ذلك قائد قواته الجوية، صقر الجروشي، حيث عارضت روسيا والصين فرض عقوبات في الماضي، ولكن على أقل تقدير، يمكن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يفرضا عقوباتهما الخاصة.

واعتبر الكاتب أن إضعاف حفتر سيساهم في إبعاد المقاتلين عنه وانضمامهم إلى الحكومة الجديدة، هذا ويجب الانتظار لمعرفة ما إذا كان بالإمكان عزله، ولكن تجاهل المشكلة لا يساعد في ذلك، وحتى يتم التعامل معها، يمكن أن يبقى حفتر “شوكة في خاصرة ليبيا، وتبقى ليبيا دولة فاشلة، وفق تقدير ديسينا.

التدوينة ويبقى حفتر العقبة الأكبر أمام استقرار ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ويبقى حفتر العقبة الأكبر أمام استقرار ليبيا”

إرسال تعليق