المرصد الليبي للإعلام
بين الكاتب كونور غافي، على موقع “نيوزويك” أن مقتل ثلاثة جنود من القوات الخاصة الفرنسية في ليبيا، كان بمثابة مفاجأة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وقد طلبت هذه الأخيرة مؤخرا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الحصول على تفسير حول سبب عمل هذه القوات في شرق ليبيا، دون تنسيق معها.
وقد اعترفت فرنسا بأن لها قوات على الأرض في ليبيا، فيما تحدثت الشائعات عن وجود طائرة هيلكوبتر تقل جنودا فرنسيين، تم إسقاطها من قبل إحدى الجماعات الإسلامية الأحد، وفي بيان له، قال هولاند إن الجنود لقوا حتفهم بعد أن شاركوا في “عمليات استخباراتية خطيرة” في ليبيا.
مبالغة
وفي ظل عدم وجود تنسيق مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أثيرت التساؤلات حيال مع من يتعامل الفرنسيون على الأرض في ليبيا، ويبدو أن الجواب له علاقة بقائد الجيش الوطني الليبي (المعين من قبل مجلس النواب) خليفة حفتر، المثير للجدل شرق البلاد، وهو الذي أصبح شخصية مثيرة للانقسام في ظل الفراغ السياسي والصراع الذي تعيشه البلاد منذ عام 2011. وبالنسبة للبعض، لحفتر دور حاسم في تنسيق المعركة ضد تنظيم “الدولة”، وبالنسبة للبعض الآخر، يمثل عقبة رئيسية لوحدة البلاد ومحاولات حل الأزمة السياسية.
وبين الكاتب أن صحيفة “لوموند” الفرنسية كانت الأولى في الحديث عن وجود القوات الخاصة الفرنسية في شهر فبراير الماضي، تتمركز شرق البلاد للمشاركة في عمليات سرية ضد تنظيم “الدولة”، وأفادت الأنباء بأن القوات الفرنسية تقدم المشورة لقوات “الجيش الوطني الليبي”، وأنها لم تشارك فعليا في المعركة.
ولكن المحلل لدى مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فريدريك واهري، يقول إنه لا يجب المبالغة في إعطاء أهمية لعلاقة حفتر بالقوى الغربية في المعركة ضد تنظيم “الدولة”، معتبرا أن قوات “الجيش الوطني الليبي” مشتتة ومتنوعة جدا، مبينا أن القوات الفرنسية تساند القوة العسكرية التي تقع تحت قيادة حفتر، ولكنها لا ترى أنه شخص يقود المعركة فعليا، ويمكن أن يلعب دورا في مستقبل ليبيا.
مخاوف
وأضاف واهري أن النقطة الرئيسية للصراع ضد تنظيم “الدولة” في ليبيا هي سرت، وأن حفتر لا يلعب دورا رئيسيا في المعركة، وفيما كان لقوات حفتر دور في مواجهة التنظيم في درنة ومقاومة أي نمو له في بنغازي، تبدو هذه المعارك عرضية مقارنة بالمعركة الحقيقية لطرد التنظيم من سرت، ويبرز تعقيد المعركة في ليبيا حقيقة مفادها أن قوات حفتر تقوم حاليا بقصف قوات “مجلس شورى المجاهدين في درنة”، وهي إحدى القوات التي تعمل على الأرض من أجل مواجهة تنظيم “الدولة”، ونجحت في طرد التنظيم خلال فبراير الماضي من درنة.
وأبرز الكاتب أن إلى جاب المبالغة في تصوير دور حفتر في المعركة، أصبح مشهورا برفضه التعامل مع حكومة الوفاق الوطني، وقد اتهمها بتعاملها مع الجماعات المسلحة، الإسلامية في معظمها، في جهودها لاستعادة السيطرة على سرت، وقال في مقابلة مع وسيلة إعلام فرنسية في شهر مايو الماضي إنه لا يمكن لأي جيش أن يتوحد مع “الميليشيات”، لذلك يجب حل هذه الأخيرة، حسب قوله.
ولكن السبب الحقيقي لرفضه العمل مع حكومة الوفاق الوطني هو أن ذلك قد يعني نهاية نفوذه في شرق ليبيا، وفقا للخبيرة في الشؤون الليبية لدى مؤسسة “روسي”، أليسون بارجيتر، وأضافت أن حفتر غير مستعد لذلك، لأنه يعني انتهاء قوته ونفوذه، ما يجعل منه أكبر عقبة أمام السلام في ليبيا.
التدوينة حفتر أكبر عقبة أمام السلام في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.