طرابلس اليوم

السبت، 2 يوليو 2016

حكومة الوفاق الوطني الليبية تفقد بريقها

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر موقع قناة يورونيوز الإخبارية الأوروبية في نسختها الفرنسية في تقرير بعنوان: “حكومة الوفاق الليبية تفقد بريقها غداة ثلاثة أشهر من العمل من طرابلس” أن بعد مرور ثلاثة أشهر من انتقالها إلى طرابلس، تبدو حكومة الوفاق الوطني الليبية غير قادرة على دفع مشاريعها قدما، بسبب إخفاقها في بسط سلطتها على كل الأراضي الليبية.

وحدد رئيس هذه الحكومة، رجل الأعمال الطرابلسي فايز السراج -الذي وصل عن طريق البحر يوم 30 مارس الماضي إلى طرابلس-، هدفا يتمثل في تحقيق المصالحة بين الليبيين عبر إحلال الاستقرار في بلد، يعيش حالة فوضى على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني.

وكانت الأسابيع الأولى مشجعة، لأنه حصل على دعم المؤسسات الاقتصادية الكبرى ومدن الغرب الليبي والجماعات المسلحة هناك، كما تلقى دعم الأمم المتحدة والدول المجاورة وأوروبا عبر زيارة قام بها وزراء الخارجية الإيطالي والفرنسي والبريطاني.

وذكرت كريمة منير الخبيرة المستقلة في الشؤون الليبية أن السراج “يلتقي كافة أطياف الفاعلين السياسيين” و”يسهل التقارب” بين المؤسسات المتنافسة، مثل المصرفين المركزيين وفرعي شركة النفط الوطنية “العمود الفقري للاقتصاد الليبي”.

كما أمر الوزراء المعينين بتصريف الأعمال، على الرغم من قلة الموارد المتوفرة، وبدون انتظار تصويت الثقة في البرلمان المتمركز في طبرق مع أنه ضروري.

وكانت أبرز مبادرة قام بها تتمثل في شن عملية عسكرية يوم 12 مايو الماضي، تهدف إلى استعادة مدينة سرت، – 450 كلم شرق طرابلس-، من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وطوقت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني بسرعة الجهاديين داخل المدينة الساحلية، حيث تواجه مقاومة منذ ذلك الحين.

إخفاقات

على الصعيد السياسي، لم تتمكن حكومة الوفاق الوطني من الحصول على دعم السلطات الموازية في برقة شرق البلاد، التي ترفض التخلي عن سلطتها، وهي تعتمد على القوات الموالية لخليفة حفتر، الذي يوجه انتقادات حادة لحكومة الوفاق الوطني.

وقالت كريمة منير إن “الانقسام بين الشرق والغرب تعمق”، وأضافت “عند وصوله إلى طرابلس كان يفترض أن يواصل السراج الضغط على البرلمان لانتزاع تصويت” للحصول على الثقة.

من جهة أخرى، وعلى الرغم من الدعم الذي أعلنته دول عدة، لم تفتح أي منها سفارتها في طرابلس أو مجالها الجوي أمام الطائرات الليبية، كما لم تستأنف أي شركة للطيران رحلاتها إلى ليبيا.

ويرى العديد من الليبيين أن الوضع الأمني تدهور في ظل غياب قوات الأمن في الشوارع، بينما تنتشر الأسلحة بكثرة، وقد ارتفع عدد عمليات الخطف بشكل ملفت للحصول على فدية.

وتعتبر الحصيلة قاتمة على الصعيد الاقتصادي، لأن أسعار السلع الأساسية، تواصل ارتفاعها، بينما يتراجع سعر الدينار الليبي، وقد حدد سعر الدولار الرسمي بـ1,38 دينارا ليبيا، لكنه وصل في السوق الموازية إلى 4,55 دينارا، وفي نهاية فبراير الماضي، كان يبلغ سعره بين 3 و3,50 دينارا.

وصرح الخبير ماتيا توالدو من المجموعة الفكرية المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن “أزمة السيولة، هي على الأرجح أخطر إخفاق لحكومة الوفاق الوطني في السيطرة على الاقتصاد”.

ويسجل انقطاع في التيار الكهربائي باستمرار ولفترات طويلة، وبلا إنذار مسبق، ما يؤدي إلى قطع التزود بالمياه.

وذكرت كريمة منير أن الليبيين “لم تتدهور حياتهم اليومية فقط، بل يشعرون أنهم يستجدون ما هو حق لهم”.

وكان السراج قد صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية الأحد الماضي أن حكومته ورثت “مشاكل لا تحصى، بعضها عمره خمس سنوات، والبعض الآخر تراكم على امتداد أربعة عقود” منذ حكم القذافي، مضيفا “أينما اتجهنا، ومنذ وصولنا إلى طرابلس، نصطدم بمشاكل”.

أمل

ويرى السراج وهو مهندس معماري مولود في طرابلس عام 1960، أن ليبيا التي تبعد بضعة مئات من الكيلومترات عن أوروبا، قادرة رغم ذلك على أن تنهض “من هذه الكبوة”، مضيفا “إذا فقدت هذا الإيمان، لن أبقى دقيقة واحدة” على رأس الحكومة، وتابع “ليس لدينا مصباح سحري، لدينا جهدنا وهو مسخر لخدمة الوطن”.

ورأت كريمة منير أن جهود السراج ستذهب سدى، إذا لم يتحسن الوضع الأمني، لأن الجماعات المسلحة ما تزال تنتشر، وتفرض قانونها، حتى إن غيرت مسمياتها.

وقالت إن “السراج يحمل سلاحا ذو حدين: إنه بحاجة للمسلحين لضمان أمنه، لكنهم سبب غياب الأمن”.

وستشكل استعادة سرت نجاحا لحكومة الوفاق الوطني، يمكن أن يسمح لها بتعزيز مصداقيتها، لكن بالقضاء على تهديد عدو مشترك، سيصبح الشرق في مواجهة الغرب مع خطر حدوث مواجهة، إذا لم يطرح حل سياسي قابل للاستمرار.

التدوينة حكومة الوفاق الوطني الليبية تفقد بريقها ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حكومة الوفاق الوطني الليبية تفقد بريقها”

إرسال تعليق