عبد القادر فسوك/ صحفي ليبي
بدأت خطوط دفاعات تنظيم الدولة في سرت بالانهيار واحدا تلو الآخر، وكان أخر هذه الخطوط وأقواها كان خط دفاع حي السبعمائة، والذي سقط تحت سيطرة قوات البنيان المرصوص.
قد يفسر هذا الانهيار بافتقاد التنظيم إلى قياداته الكبيرة خاصة الميدانية منها، يعزز هذا الاحتمال قصة حصلت يوم الأمس عندما قتل أحد قادة التنظيم الميدانيين وكان بحوزته جهاز لاسلكي حيث كان بالإمكان سماع أحد أفراد التنظيم وهو يطلب الدعم لصد هجوم قوات البنيان المرصوص على حي السبعمائة، لكن الرد جاءه كالآتي “ليس هناك ما نفعله، ابقي في مكانك ولا تتحرك منه”.
لنرجع قليلا إلى الوراء، تحديدا إلى تاريخ الحادي عشر من مايو/أيار الماضي، عندما شن تنظيم الدولة هجوما ليليا على جسر “السدادة” غرب مدينة سرت في محاولة منه للسيطرة عليه، لكن هذا الهجوم باء بالفشل رغم أن مسلحي التنظيم استعانوا فيه بأقوى فرقة مقاتلة لديه وهي فرقة “الانغماسيين”.
بعد هذه المعركة بدأ التنظيم يتقهقر بشكل كبيرو واضح، ومع انتقال المعركة إلى سرت تغيرت أساليب قتال التنظيم بالاعتماد على “القناصين” و “التحرك بمجموعات صغيرة” وهي أساليب تدل على افتقاده المبادرة وافتقاده أيضا للعدد الكافي من المقاتلين لصد تقدم قوات البنيان المرصوص.
بالنتيجة ” بات افتقاد تنظيم الدولة في سرت إلى قياداته واضحا جدا في أساليب قتالهم وتحركاتهم الميدانية، إضافة إلى تراجعهم بشكل كبير وعدم قدرتهم على الصمود وميولهم إلى ترك مواقعهم والانسحاب منها رغم أن عقيدتهم القتالية تنادي بالموت والقتال حتى الرمق الأخير.
التدوينة قيادي بتنظيم الدولة: ليس هناك ما نفعله، مكانك ولا تتحرك منه ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.