المرصد الليبي للإعلام
ذكر الصحفي الإيطالي لورينزو كريمونيزي على الصحيفة الإيطالية إيل كورياري ديلا سيرا أن تنظيم “الدولة” كان يخطط لاغتيال رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، فضلا عن المستشار العسكري الجنرال باولو سيرا.
وأضاف أن التنظيم يعتبر أن ليبيا بوابة الوصول إلى روما واجتياح كامل أوروبا، مشيرا إلى أن هذه الاعترافات جاءت على لسان عناصر من تنظيم “الدولة”، تم الإلقاء القبض عليهم من قبل قوات الأمن في طرابلس.
مخططات
وأفاد الصحفي الإيطالي أنه التقى، بالعضو في تنظيم “الدولة” محمود إبراهيم” قبل يومين عند الساعة الخامسة صباحا بمقر الاستخبارات الليبية، موضحا أن هذا الأخير قد تم إلقاء القبض عليه مؤخرا، وما يزال قيد التحقيق، وأفاد أن رئيس الاستخبارات الليبية مصطفى نوح، كان يبدو عليه الارتياح بإظهار ” العنصر ” في التنظيم لصحفي إيطالي، وقال نوح:” إن بلدينا لديهما تقليد طويل في التقارب، حاليا، لدينا عدو مشترك، وهو “داعش”، ونعلم أن من ليبيا، تسيطر خلاياه على تهريب المهاجرين وتستخدمه أيضا لإرسال المقاتلين نحو شواطئكم، نحن نريد المزيد من التعاون بين بلدينا، وإذا لم نتعاون، لن تكون الهزيمة من نصيب ليبيا فقط، بل أيضا إيطاليا.”
وأضاف، مبينا أهمية الدور الذي تلعبه الاستخبارات الليبية والجهود المبذولة من قبلها،” لقد ألقينا القبض على العديد من المجرمين والإرهابيين، الذين يمثلون أهمية كبرى بالنسبة للاستخبارات الإيطالية، هم أشخاص كانوا يتحركون دون مشاكل، بين ميلانو وروما وصبراتة وسرت وواحات فزان.”
ومن بين هؤلاء محمود إبراهيم، الذي اعترف قائلا :” كان هدفنا تصفية فايز السراج ومارتن كوبلر، وباولو سيرا. أنا، وإخوتي حسن (30 سنة) وأبو بكر (32 سنة) كنا على وشك إنجاز المهمة بنجاح، كان كل شيء جاهز، أبو بكر كان يعمل في صفوف قوات الأمن التابعة لحكومة السراج، في القاعدة البحرية أبو ستة، وأنا وحسن كنا على اتصال برفاقنا من تنظيم “الدولة” في سرت وصبراتة، الذين قدموا لنا المتفجرات.”
وأضاف أن ” الخطة تتمثل في أن يسمح لنا أبو بكر بالدخول مع سيارة مفخخة واثنين من الأحزمة الناسفة خلال اجتماع بين سيرا والسراج وكوبلر، يتوقع انعقاده خلال الأسابيع القادمة.” وعن كيفية القبض عليه، أوضح إبراهيم أنه ” كان يأتي إلى الموقع لالتقاط صور، يمكن أن تفيدنا في العملية، وعلى ما يبدو أنه تم رصد تحركاتي، ثم ألقي علي القبض،” مؤكدا أن ” هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا على استعداد للقيام بتلك المهمة.”
أجانب
وحول ما إذا كان يشعر بالندم، وما إذا كان يمكنه أن يفعلها مرة أخرى، إذا ما تسنت له فرصة أخرى، أوضح أنه غير نادم على ذلك، ولكنه لا يعرف إذا كان سيفعل ذلك مرة أخرى إذا ما أتيحت له الفرصة، كما ذكر أن لديه زوجة تدعى بسمة، تبلغ من العمر 29 سنة، وهي حامل في الشهر الثالث، وبشأن ما إذا كانت زوجته على علم بنواياه، أفاد إبراهيم :” نعم، لكن لم تكن توافقني في ذلك، وقد تحدثنا حول ذلك عديد المرات، هي تعرف أفكاري وأصدقائي في سبها. وهي تعلم أنني شاركت في الثورة ضد القذافي مع الكتائب الإسلامية في سنة 2011، وكنت بعد ذلك في سنة 2014 بالنوفلية تلميذا لأبي عبد الله، الإمام البالغ من العمر 26 سنة، والمنتمي لتنظيم “الدولة، وتعلم أنني حاربت في العراق وسوريا، وأخيرا في سرت”، وأفاد هذا الأخير أن تنظيم “الدولة” يعتبر ليبيا بوابة الوصول إلى روما، ثم اجتياح كامل أوروبا، حيث سيكون ” أمام الغرب ثلاثة خيارات هي : الدخول إلى الإسلام، أو دفع الجزية أو القتل .”
ولفت كاتب المقال أنه قد التقى أيضا مع عنصر آخر من تنظيم “الدولة” بمقر الاستخبارات الليبية، ويدعى عاطف الذوادي، يبلغ من العمر 34 سنة، تونسي أصيل مدينة بنزرت، وله ثلاثة أطفال، وتتهمه الاستخبارات في تونس وطرابلس بأنه أحد القيادات في “داعش”، ويشتبه به أنه من المخططين للهجوم على متحف باردو -الذي قتل خلاله عدد من السياح الإيطاليين-، مشيرا إلى أن هذا الأخير لم يعترف بأشياء كثيرة، سوى أنه نجح في تحويل مواطنان إيطاليان إلى الدين الإسلامي، قائلا إنه كان يتحدث معهما على مدى أشهر عديدة عبر الإنترنت حتى أقنعهم باعتناق الإسلام،” معترفا في نفس الوقت قد جاء بالفعل إلى سرت، نافيا انتماءه لتنظيم “الدولة”، مؤكدا أنه بريء من الاتهامات الموجهة إليه.
في المقابل يؤكد الضباط الليبيون أن من أصدقائه المقربين معاذ بن عبد القادر الفيزاني، المعروف باسم أبو نسيم، وهو عنصر خطير، أنشأ خلية تابعة لتنظيم “الدولة” في إيطاليا، وتحديدا في ميلانو، لذلك فهو في قائمة المطلوبين من قبل الاستخبارات الإيطالية، كما كان قد قاتل مع مجموعات إسلامية مسلحة في البوسنة وأفغانستان.
التدوينة هل خطط داعش لاغتيال السراج وكوبلر؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.