طرابلس اليوم

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

 كيف سيستغل حفتر خطوة الموانئ؟

,

المرصد الليبي للإعلام

بين الكاتب آيدن لويس، في تحليل نشر على موقع “رويترز” أنه بعد أقل من أسبوعين من سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر (المعين من قبل مجلس النواب) على أربعة موانئ نفطية في ليبيا، تحمل ناقلات النفط الخام، فيما قفزت معدلات الإنتاج وتحول ميزان القوى نسبيا لصالح القائد العسكري المثير للجدل.

وقد كانت خطوة السيطرة على الموانئ النفطية بالنسبة لمعارضي حفتر والقوى الغربية أيضا مثيرة للقلق، حيث يخوض حفتر وأنصاره شرق ليبيا على مدى أشهر مواجهة مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، إذ تم منع أي تصويت برلماني في الشرق لمنح الثقة للحكومة، مع تحدي الاتفاق الذي تم بوساطة الأمم المتحدة لتوحيد ليبيا.

تهدئة

وأشار الكاتب إلى أنه لم يتضح بعد كيف سيستغل حفتر وحلفاؤه السيطرة على صادرات البلاد النفطية الضخمة، وهل سيوجهونها لحصد مكاسب سياسية في إطار اتفاق الأمم المتحدة، أم سيوسعون من سيطرتهم العسكرية في أنحاء ليبيا؟ لكن ما هو واضح هو التهديدات التي يشكلها ذلك على الاستقرار.

وعلق دبلوماسي غربي كبير على الأمر قائلا : “أعتقد أننا يجب أن ننظر إلى دوافع حفتر بكثير من الارتياب، وأن هناك مخاطر جمة على حكومة الوفاق الوطني والاتفاق السياسي بشكل عام، إذا ما تم السماح لهذا الأمر بالانزلاق في الاتجاه الخاطئ”، وفي الوقت الراهن، قد يكون الغرب مجبرا على قبول خطوة حفتر، وبعد إدانة في البداية للهجوم على الموانئ، ومطالبة قوات حفتر بالانسحاب، انضمت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لدول أخرى الخميس في “الترحيب بنقل إدارة المنشآت النفطية في الهلال النفطي إلى المؤسسة الوطنية للنفط، وبخطط زيادة الإنتاج والصادرات”.

ويرى البعض أن هذا الأمر قد يكون فرصة لتحقيق انفراجة بين معسكرين متنافسين، يتألف كل منهما من تحالفات هشة، أحدهما مع حفتر والآخر ضده، حيث يدور الصراع منذ عام 2014 بين المعسكرين، وأقام كل منهما مؤسسات متنافسة شرق وغرب ليبيا، ما عمق الاضطرابات التي تعاني منها البلاد، منذ الإطاحة بمعمر القذافي سنة 2011.

وبعد أن سلمت سريعا قوات حفتر إدارة العمليات في الموانئ للمؤسسة الوطنية للنفط، لم يتعطل عملها لإعادة الإنتاج لمعدلاته إلا لفترة وجيزة، بسبب هجوم مضاد تم صده في ذات اليوم.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، إنه يأمل في أن يؤدي التنازل عن السيطرة على الموانئ النفطية “إلى مرحلة جديدة من التعاون والتعايش بين الفصائل التي أدى تناحرها على السلطة لوقف أغلب الإنتاج النفطي الليبي”، من جهته، خفف حفتر من لهجته مع صعود شعبيته تدريجيا، فيما يخوض الجيش الوطني الليبي بقيادته حربا طويلة ودامية ضد الإسلاميين المتشددين ومعارضين آخرين في شرق ليبيا.

وقال حفتر في تصريحات نشرها الجيش الوطني الليبي على الإنترنت، إن خطوة السيطرة على الموانئ كانت تستهدف حماية الموارد الوطنية وإنهاء حصار أدى إلى حرمان ليبيا من العائدات، فضلا عن أزمة مالية، وأضاف أن القوى الغربية يمكنها أن تطمئن تماما إلى أن تلك العملية ليست ضد المصالحة، وليس لها أي أهداف سياسية.

شكوك

وقبل أسبوعين من السيطرة على الموانئ، أنهى حليف لحفتر مقاطعته لقيادات حكومة الوفاق الوطني أو المجلس الرئاسي، مقترحا تشكيل مجلس عسكري مشترك كوسيلة لإنهاء أزمة مستقبل قيادة القوات المسلحة.

ويعمل المجلس في تلك الأثناء على تقديم قائمة جديدة من الوزراء، كما طلب حلفاء حفتر في برلمان الشرق، وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج إنه مستعد للقاء حفتر، ويقول محللون ودبلوماسيون إن “قوات” حفتر منهكة بعض الشيء وما تزال تعاني في تأمين مناطق بمدينة بنغازي شرق البلاد، حيث ظلت تتكبد خسائر ضخمة، وينسب النجاح في السيطرة على الموانئ في أغلبه للمفاوضات القبلية والتوقيت، إذ شنت العملية عشية عيد الأضحى.

من جهة أخرى، لم تطمئن أي من هذه النجاحات خصوم حفتر، الذين يرون الحليف القديم للقذافي -الذي قام مجلس النواب في طبرق بترقيته إلى رتبة مشير- “حاكما عسكريا مستبدا في مرحلة التكوين.”

وأبرز الكاتب أن حفتر حظي بدعم في الشرق، حيث ينظر له البعض على أنه “منقذ البلاد”، لكنه لم يحظ بعد بدعم كامل، وفي الغرب، خاصة في مدينة مصراتة الساحلية، يمقته كثيرون ويعتبرونه من بقايا النظام السابق و”حاكما مستبدا في المستقبل”، ويشير معارضون إلى إجراءات اتخذت في الآونة الأخيرة لتوسيع السيطرة في الشرق بتعيين عسكريين مكان رؤساء بلديات والتضييق على المعارضة، ويقولون إنهم بحاجة لحماية ثورة 2011 بالقوة إذا لزم الأمر.

فرص

وبعد السيطرة على الموانئ النفطية، تقدمت قوات حفتر حتى مسافة 150 كيلومترا من سرت، حيث توشك كتائب منافسة من مصراتة متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني على استكمال حملة لطرد تنظيم “الدولة” من المدينة، ويشعر خصوم حفتر بالخوف من احتمال أن يكون حلفاؤه في الغرب يستعدون للزحف إلى طرابلس.

وقد أصدر رئيس مجلس الدولة  -وهي هيئة استشارية شكلت في طرابلس بموجب اتفاق الأمم المتحدة- يوم الأربعاء بيانا أدان فيه تحرك حفتر بشأن الموانئ، وتوليه السلطة التشريعية من البرلمان الموجود في الشرق، وناشد البيان “كل شرفاء ليبيا وثوارها” مقاومة ما وصفه بـ”الانقلاب العسكري” لحفتر، ودعا أيضا وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني، وهو من خصوم حفتر، إلى تأمين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، خاصة العاصمة، والرد بحزم على أية محاولة لتقويض الأمن والاستقرار.

ولكن في ظل الانقسام بين فصائل مصراتة واستمرار معاناة حكومة الوفاق الوطني لبسط سلطتها على الجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة، ربما تكون فرصتها محدودة للرد، وقال مصدر دبلوماسي من شمال أفريقيا : “لا أعتقد أن المجلس الرئاسي لديه الكثير من البدائل أو يملك هامشا كبيرا للمناورة”، مضيفا “يبدو لي أنهم في وضع يفرض عليهم التحرك من أجل حل سلمي عبر المفاوضات، يقبله الشعب الذي نفد صبره تماما، ما لم يحدث ذلك، سيزيد أي تحرك مضاد من شعبية الطرف الآخر”.

التدوينة  كيف سيستغل حفتر خطوة الموانئ؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ كيف سيستغل حفتر خطوة الموانئ؟”

إرسال تعليق