المرصد الليبي للإعلام
بين الكاتب ساندرسان راغافان، في تقدير موقف على موقع “ذي واشنطن بوست” أن الكتائب الليبية تمكنت من تطهير معقل تنظيم “الدولة” في ليبيا، وهي هزيمة قد تعني تراجع طموحات التنظيم في شمال أفريقيا، لكن ما تزال البلاد غير مستقرة، وسط صراعات متواصلة بين الكتائب المتناحرة، وما تبقى من المسلحين، ما قد يعيق حكومة الوفاق الوطني.
واعتبر الكاتب أن آمال التنظيم بتعزيز ما يسمى “الخلافة” خارج سوريا والعراق إلى ليبيا، قد دحضت، على الأقل حتى الآن، لكن في الوقت الذي ضعفت فيه جهوده الدعائية وحملاته لتجنيد المقاتلين، يقول المحللون إنه ما يزال ناشطا في أجزاء أخرى من البلاد، وتواجه ليبيا حاليا شبح الخلايا السرية والهجمات الإرهابية، مثلما هو الحال في العراق وسوريا وأفغانستان.
ضربة
وتقول كبيرة المحللين لدى منظمة “انترناشيونال كرايزس غروب”، إن استعادة السيطرة على سرت هي بالتأكيد ضربة لفروع “داعش” في ليبيا، لأنه لن يكون لهم معقلا إقليميا في البلاد، وهو أمر مهم، لأنه لن يكون بإمكانهم العمل بشكل علني وتجنيد المقاتلين وجمع الضرائب بشكل مباشر، لكن على الرغم من ذلك، بينت المحللة أنه لا يمكن استبعاد شن التنظيم لهجمات في أجزاء أخرى من البلاد.
وقد كان التنظيم ينظر إلى سرت على أنها تعويض عن التراجع المحتمل بمعقله في مدينة الرقة السورية، وقد تدفق العديد من المجندين من أفريقيا والشرق الأوسط إلى سرت.
وأبرز المحلل فريدريك واهري، من مركز كارنيغي للسلام الدولي، أن من الناحية العملية، كانت سرت قاعدة مهمة ومحورا لوجستيا لجبهات التنظيم الأخرى في ليبيا.
ولكن سقوط سرت، يأتي في مرحلة متوترة في ليبيا، فالكتائب المتناحرة تتصارع من أجل السيطرة على الأرض وتحقيق المكاسب الاقتصادية في طرابلس، وتجري اشتباكات حاليا في بنغازي بين الإسلاميين والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر (المعين من قبل مجلس النواب).
ويمثل العنف تحديا كبيرا لسلطة حكومة الوفاق الوطني، التي تسعى منذ وصولها إلى طرابلس في مارس الماضي جاهدة لبسط سيطرتها، وهي تحديات أصبحت أكثر تعقيدا مع احتمال استعداد التنظيم للتخطيط لخطواته المقبلة، وبين واهري أن التنظيم سيسعى لإيجاد منطقة تعاني من التهميش، يمكن أن تستقبله ولها خلفية جهادية أيضا.
مخاطر
حاليا، يقاتل بعض مقاتلي التنظيم في بنغازي، ويقول المحللون إن البعض الآخر فر من سرت إلى جنوب ليبيا، بما في ذلك مدينة سبها، ويقدم الجنوب ملاذا آمنا للتنظيم، ولكن موقعه النائي يجعل الأمر أكثر صعوبة، بالنسبة لجذب المجندين وهجمات المرحلة.
وهناك تقارير أيضا عن نشاط التنظيم في غرب ليبيا، بما في ذلك مدينة بني وليد، حيث وفرت بعض القبائل بيوتا آمنة للمقاتلين، وفي صبراتة أين يحظى التنظيم بصلات قوية بشبكات التهريب والإجرام.
ويقول المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، إن من الصعب التنبؤ بما إذا كان ما يزال هناك قيادة قادرة على التفكير في الخطوات المقبلة، مبينا أن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان الجهاديون المنفردون سيجدون “وطنا” جديدا في صفوف الجماعات الجهادية الأخرى؟.
وبين الكاتب أن طرابلس قد تكون الهدف التالي للمتشددين، فالعنف في العاصمة يضعف سلطة الحكومة، ويثني الأجانب عن العودة، حيث تتزايد أيضا التوترات بين الكتائب الإسلامية في المدينة، وأي اندلاع للقتال، يمكن أن يساعد خلايا التنظيم، وأبرزت غازيني أن أي صدام مباشر بين هذه المجموعات، قد يعمق حالة الفوضى في طرابلس، ما يفتح المجال أمام الجماعات المتطرفة.
وعلى الرغم من أن حكومة الوفاق الوطني تسعى للاستفادة من تحرير سرت، وتعزيز شرعيتها الدولية، إلا أن الكثير من مؤيديها غير راضين عنها بشكل متزايد، فالكتائب التي حاربت التنظيم في سرت معظمها من مصراتة، والكثير منها يعتقد أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس تعد محاولة من قبل منافسيها للسيطرة على العاصمة، ما قد يدفعها لمحاولة حشد قواتها في الأسابيع المقبلة إلى طرابلس، حسب غازيني، أو أن ينتهي الأمر بقتال قوات حفتر، حسب توالدو.
واعتبر الكاتب أن عدم الاستقرار يعزز فرص تنظيم “داعش” من أجل تنظيم صفوفه، فضلا عن الجماعات المتطرفة الأخرى أيضا.
التدوينة ليبيا تواجه اليوم خلايا “داعش” السرية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.