طرابلس اليوم

الخميس، 22 ديسمبر 2016

أنصار القذافي يعودون إلى الواجهة في ليبيا

,

نقل موقع مجلة لو كوريي انترناسيونال الفرنسية، تحليلا للصحفي الفرنسي المهتم بالشأن الليبي ماتيو غالتيي، بعنوان: “أزلام القذافي يحضرون لعودتهم إلى الساحة” أن أزلام معمر القذافي، أو الذين يحنون للاستقرار في عهده، بدؤوا يعودون تدريجيا إلى الساحة السياسة الليبي.

ويؤكد غالتيي أن استمرار الفوضى في ليبيا جعل الكثير يشبهونها بما حدث في منطقة البلقان خلال تسعينات القرن الماضي، على غرار تفكك الدولة، وتكون عدة مناطق ذات حكم ذاتي، أمام وهن الحكومة في مواجهة الكتائب المسلحة، حيث تملك ليبيا الآن ثلاث حكومات، بالرغم من تنظيم انتخابات في سنتي 2012 و2014، بالإضافة إلى اختراق تنظيم “الدولة” في سنة 2014 البلاد، وتواصل الصراعات الاثنية، ما جعل أصواتا تدعو للعودة إلى “الجماهيرية” تتصاعد.

ويقول الفرنسي فرانك بوكياريلي المستقر في تونس والناطق باسم جماعات من أزلام القذافي: “نريد تحرير “الجماهيرية”، التي عانت من انقلاب نفذه “الناتو” في سنة 2011″.

ويقول بوكياريلي أن القوات الليبية المعارضة لسقوط القذافي، تعمل منذ سنة 2012 خارج البلاد، حيث تضم الآن أكثر من 20 ألف شخص في ليبيا، وما بين 15 وعشرين ألفا من المنفيين في الخارج، حيث يقول: “نحن لوحدنا قادرون على تنظيم انتفاضة شعبية، وإذا كانت الفوضى قائمة في ليبيا، فإنها بفضل تحركاتها”.

ويقول أحمد الإطار السابق في وزارة الخارجية الليبية – يعيش الآن في تونس-: “لقد استفدنا من انعدام الاستقرار للعودة إلى الساحة، لكننا لم نساهم فيها، وقد فهم الليبيون والمجتمع الليبي أن ليبيا لا يمكن أن تحكم إلا بنظام جماهيري”.

ويأمل أحمد من خلال التنظيم السياسي المشكل من قبل أزلام القذافي في العودة إلى السلطة من خلال تنظيم استفتاء على عودة النظام الجماهيري، مع حضور مراقبين دوليين لمراقبة نزاهته، واقتراح تشكيل برلمان مشكل من القبائل الليبية وصياغة دستور جديد.

ويسخر مدير المركز المغاربي للدراسات حول ليبيا رشيد خشانة من هذا المقترح قائلا: “هذا الحنين إلى الجماهيرية مرده فشل مرحلة ما بعد الثورة، ما تريد الأيديولوجيا القذافية الاستفادة منه للعودة إلى اللعبة السياسية، ولكنه لا يقدم بديلا حقيقيا، أزلام القذافي لن يعودوا أبدا إلى السلطة، لكن وزنهم يبقى مهما من خلال عقدهم لتحالفات إستراتيجية”.

ويقول الباحث في مجلس أوروبا للعلاقات الدولية ماتيا توالدو أن هناك ثلاثة أنواع من أزلام القذافي وهم : أنصار سيف الإسلام، وداعمو خليفة حفتر و”الأرثدوكسيون” الجماهيريون من بينهم بوكياريلي وأحمد.

وقد استفاد من تحالف مع حفتر من قانون العفو العام، -الذي صادق عليه برلمان طبرق-، وهو نص يهدف إلى إرجاع المنفيين في الخارج، والذين يتراوح عددهم بين 1.5 إلى 3 مليون ليبي، معظمهم من أزلام القذافي.

ويبقى معسكر أنصار سيف الإسلام الأكثر تنظيما، خاصة وأنه يستفيد من ظروف سجن مخففة في الرنتان، بالرغم من صدور حكم الإعدام ضده، ويتصل كثيرا بالناس عبر تطبيق فايبر ويتجول بسلاسة في المدينة.

ويقول توالدو أن سيف الإسلام لا يطمح للعودة إلى السلطة، لكنه يأمل في إعادة تشكيل المشهد السياسي.

ويقدر غالتيي أن كثيرا من قبائل غرب ليبيا تخشى تقدم حفتر غربا، بما فيها مدينة الزنتان، بالرغم من أنها متحالفة معه.

أما طرابلس فتعيش انقساما بين الكتائب الإسلامية وحكومة الوفاق الضعيفة المدعومة من قبل المجتمع الدولي، وهنا يمكن أن يلعب سيف الإسلام عامل وحدة غرب ليبيا في مواجهة حفتر المنتشي بانتصاراته الأخيرة شرقا.

تحالفات

وكان مجلس قبائل ليبيا قد اختار في سنة 2015 سيف الإسلام ممثلا شرعيا لليبيا، حيث يجمع هذا المجلس القبائل الموالية للقذافي، بالرغم من أنه لا يملك أي وزن رسمي، فقط يملك سلطة رمزية.

جنوبا في فزان، يعمل القائد السابق لجيش القذافي علي قانة على تشكيل قوة مسلحة في المنقطة، لكن عدد قواته مازال غير معروف، حيث أعلن أنه لن يتحالف لا مع طبرق ولا مع طرابلس، وسيكون مع أي قوة تعيد نظام الجماهيرية.

وكانت الأمم المتحدة قد استدعت في أغسطس الماضي للمرة الأولى مسؤولين سامين في نظام القذافي، بينهم رئيس البرلمان في عهده للمشاركة في ندوة حول الحلول السياسية والاقتصادية للأزمة.

كما بدأ عامة الليبيين في المقارنة بين الحاضر الثوري والماضي القذافي، حيث يقول محمود الرجل الأربعيني -الذي كان يقف في طابور أمام مصرف في طرابلس وينتظر لساعتين لسحب 500 دينار-: “هذا البلد أصبح مسخرة، الحرب الأهلية في كل مكان، ولا وجود لسيولة، وأحسن خيار هو الانضمام إلى الكتائب”.

ويقر محمود أن الثورة منحت الحرية لليبيين، لكنه يشدد على أن الأمن مخير على الحرية، وقد فهمت الكتائب الثورية في طرابلس خطر الحنين إلى عهد القذافي، وقامت باغتيال 12 من المناصرين للجماهيرية، بعد إنهاء مدة سجنهم بسبب جرائم إبان ثورة 2011.

التدوينة أنصار القذافي يعودون إلى الواجهة في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “أنصار القذافي يعودون إلى الواجهة في ليبيا”

إرسال تعليق