طرابلس اليوم

الأحد، 12 فبراير 2017

يا من تنحازون للشريعة الإسلامية لا تكذبوا على الله

,

 

صلاح الشلوي

عندما يقول الله عزوجل في محكم آيات الكتاب ” وأمرهم شورى بينهم” فلا تحدثونا عن التغلب على أمر الأمة وقهرها بقوة السلاح وولاية المتغلب، فما ولاية المتلغب إلا عبط وسفه لا حدود له.

 

لا تقولوا إن الله أمر من فوق سبع سموات رسوله صلى الله عليه وسلم أو أحد من خلقه بأن يتغلب على الأمة ويسلبها أمرها و شوراها، بحجة أنه أقرب إلى الله وأقدر على فهم دينه وشريعته وأكثر حرصا على تطبيق شريعة الله وتحكيمها بين الناس، هذا مجرد أوهام وخداع شياطين الإنس وما توحى به بعضها إلى بعض زخرفا من القول غرورا، وشهوة للتكبر في الأرض تحت غطاء شريعة الله ودعوى تحكيمها واستغلالها في إشباع شهو العلو والكبر.

 

يا سادتي قام الفقهاء بتحليل سياسي لواقع قائم في فترة أزمة وحالة استثناء خارج إطار القواعد الشرعية المحكمة الواضحة، حيث قام فيه بعض المغامرين من البغاة والمستبدين من أصحاب الشوكة من حكام، وقادة مليشيات وعسكر من أمراء وقادة جيوش وجيوش قبائلية بسلب حق الأمة في أن تختار لنفسها بشكل سلمي توافقي كيف تحكم ومن يحكمها، ووجد الفقهاء أنفسهم أمام حالة سياسية شاذة عن قواعد الشرع تحتاج لتقنين استثنائي خلافا للمستقر من القواعد السياسية التي جاءت بها الشريعة الاسلامية بشكل محكم، وخلاف روح القرآن وخلاف ما شرعه الله وأمر به في محكم التنزيل، ووجدوا أن أولئك القادة قد تسلطوا على الأمة بمليشيات مدججة بالسلاح ونصبوا أنفسهم على رقاب الناس، وكان لابد للناس من نظام عام وكان للناس تنازع يحتاجون فيه إلى التقاضي ولم يكن أمامهم سوى القضاة الذي ينصبهم لهم أولئك المتغلبين، فطرح الناس التساؤلات على الفقهاء والمفكرين الأصوليين هل يجوز التحاكم إلى أولئك القضاة واعتبار ما يصدر عنهم من احكام مقبولة شرعا؟

 

فأجابهم الفقهاء حتى لو تجاوز التغلب كل تصور وصدر حتى بسبب اجتياح العدو الخارجي غير المسلم وسيطر على أرض الإسلام وغلب الناس وقهرهم وكان هناك قاضى شرعي يقضي بينهم فيما يشجر بينهم من أمور فعليهم أولا تولى هذه المهمة كقضاة وقبول احكام القضاة إذا رفعوا إليهم مظالمهم وحكموا بينهم لحفظ الحقوق، فلا يمكن أن يقول عاقل في ضوء هذا القول أن الفقهاء يشرعنون الرضوخ للإستعمار الخارجي وأن الله يأمر الدوتشي الفاشي كي يحتل ليبيا ويعتبر أن ذلك أمرا شرعيا يحبه الله أو يرضاه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، كذا الأمر في الحاكم المتغلب من بني جلدة المسلمين ..

 

أما المغامرون ممن يخادعون الله والناس بدعوى أنهم أوصياء على تطبيق الشريعة وأن من ليس في عنقه بيعة لهم فقد مات ميته جاهلية فهو لعمر الحق خداع واباطيل ولا علاقة لها بشريعة الله المحكمة لا من قريب ولا من بعيد، ولا يمكن لعاقل أن يقول بأن الله يأمر أحد من خلقه بأن يتغلب على أمر الناس إذا كان الناس يريدوا أن يحلوا اشكال السلطة بالطرق السلمية.

 

إن محاولة التغلب على الناس من أبرز علامات الحكام البغاة ممن لبسوا لنا ورقة توت من شريعة الله عزوجل والله وشريعته ورسوله صلى الله عليه وسلم منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام.

التدوينة يا من تنحازون للشريعة الإسلامية لا تكذبوا على الله ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “يا من تنحازون للشريعة الإسلامية لا تكذبوا على الله”

إرسال تعليق