احميد اعويدات/ كاتب من جنوب ليبيا
ربنا لا تؤاخذنا بما فعله الكهنة منّا، يبدو أنّ الخطب الوردية للحلال والحرام لا تنطبق على من يتكلمون باسم الدين والله، بل يبدو أن أحكام الدين في الحلال والحرام لا تنطبق عليهم فهم ليسوا من العامة إن صح التعبير.
أكثر من 5000 متستّر بمنابر المساجد ودموع الخشية، أظهرتهم قوائم ديوان المحاسبة في ازدواجية الرواتب وأثبت تلاعبهم وحصولهم على أكثر من راتب من خزانة الدولة، هل يمكن يا ترى أن يعطونا الحكم في مثل هذه المواقف وهل سوف ينفذ في حقهم القصاص الديني الذين يتحدثون بلسانه في كلّ جمعة.
لم يقتصر دور هؤلاء على تسييس الخطب والبكاء أمام الجموع في كل جمعة، بل كان لهم الدور الأهم في تفريغ خزانة الدولة من رصيدها من الأموال أيضاً، رغم تلك الخطب وكل الأحكام والقوانين المتبعة في الإسلام والتي حفظها النّاس عن ظهر قلب وهم يتلونها كلّ جمعة أصبحت هباءً منثوراً، فهل يا ترى سيتكّلم أحد هؤلاء الكهنة عن تقرير الديوان بأنهم أمرُ دبّر بليل أم أنها مؤامرة صهيوأمريكية ضد الإسلام تستهدفهم لكونهم حماة هذا الدين الذي هو براء منهم ومن على شاكلتهم.
ببساطة هم لا يختلفون عن أي من تلك العصابات التي تقوم بأعمال الخطف والسرقة والحرابة بجميع أنواعها، بل يمكن أيضا أن نصفهم بدواعش المال العام كذلك، نسبة لمن كانوا يصفونهم بحدثاء الأسنان يمكن أن نسميهم بكبار البطون، هم فقط يتسترون بسنّة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، هذه العصابة التي تتكلم باسم الدين من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، أصبحت ثلة مثيرة للقرف من بعد ما كان أغلب الناس ينظر إليهم بعين ملؤها الوقار والاحترام.
هذا كله قليل من كثير، فكما أظهرت التقارير الأولية حجم الفساد والتلاعب من قبل حماة دين الله على الأرض في بنود الرواتب، سيظهر لهم المزيد، وهل يا ترى سيتم إقامة الحد عليهم وقطع أيديهم كما كانوا يحدثوننا في كل جمعة، أم أنهم سيمرون من هذا الحكم مرور السهم في الطريدة؟!
إنهم مجموعة لصوص، كما أسلفت سابقاً مارسوا النهب والسرقة في كل البلاد، ومارسوه في الخارج أيضاً، يستخدمون الدين غطاء يدارون به إجرامهم لملء جيوبهم، بينما الحقيقة الناصعة تكمن في كونهم مجرد عصابات لا يختلف هدفها عن هدف أي عصابات أخرى للسرقة أوترويج المخدرات أوالقتل، جميعهم ينشدون المال، وجميعهم يسرقونه من جيوب الفقراء والمعدومين أما هؤلاء فقد تطوروا قليلاً فأصبحوا يستهدفون خزينة الدولة (أي الجمل بما حمل) .
ما ينتظره الكل الآن هوالتشهير بمثل هذه الأسماء، كما قال أحدهم سابقاً في جعلهم عبرة للبقية من النّاس .
فأين أصبحت تلك الأحاديث الوردية عن أنّ الفقراء هم أقرب الناس إلى الله، و عن حث الناس عن الابتعاد عن الشبهات والريبة في أموالهم، بل وأن الأموال غير المحلّلة شرعاً على صاحبها لا تثمر في ذريّة آكلها.
بل وأين تلك القصص التي أصدحوا مسامع النّاس بها عن قطع الأيدي، وتشهّدهم بكون النبي الكريم أقسم لوأن ابنته سرقت لقطع يدها، وتلك الأحاديث عن الويل والعقاب والحريق في السعير.
فكما تم التشهير بمن قبلهم يلزم على المسؤولين في ديوان المحاسبة الإعلان عنهم ، وأظن بأنه في مثل هذه الحالة، يحق للشعب أن يطالب القضاء بأن يقيم عليهم ذلك الحد الذي كانوا ينادون به.
أوإنه في الجمعة القادمة ستكون لهم فيها فتوى تنزّههم عن فعلتهم، أوتعلق شمّاعتها على مؤامرة من خارج البلاد تستهدفهم، سنرى..!
التدوينة باسم الله يملأون البطون ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.