طرابلس اليوم

الجمعة، 26 يناير 2018

انتهاكات ضد المهاجرين بليبيا.. من يتحمل المسؤولية؟

,

لم تعد ليبيا محطة لانطلاق قوافل المهاجرين غير النظاميين القادمين من جنوب الصحراء والشمال الأفريقي، إذ تحولت لبؤرة ارتكاب انتهاكات وصفتها منظمات حقوقية بالجسيمة ضد هؤلاء المهاجرين، تمثلت أبرز صورها في بيعهم وتعذيبهم للحصول على فدية من ذويهم.

وكان آخر هذه الانتهاكات ما نشره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من صور لتعذيب عمال سودانيين على أيدي عصابة ليبية؛ ضربا وحرقا بالنار لإجبار ذويهم على دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم.

وأعلنت قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الليبية أنها اعتقلت أربعة ليبيين، وحررت ثمانية عمال سودانيين كانوا محتجزين في منطقة القداحية (جنوب مدينة سرت).

انتهاكات متعددة

ويعتقد مدير مركز اسطرلاب للدراسات عبد السلام الراجحي أن الانتهاكات ضد المهاجرين غير النظاميين لا يرتكبها ليبيون فقط، بل أفارقة أيضا من جنسيات مختلفة، خاصة السودانية والتشادية-حسب تعبيره- حيث لهم وجود مسلح بمناطق تازربو وسوكنة والقطرون وأم الأرانب وبعض أجزاء من سبها (جنوب ليبيا).

ويقول الراجحي للجزيرة نت إن أغلب هذه المناطق تابعة لعملية الكرامة التي يتزعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإن الجرائم تتنوع بين جرائم جنسية وتعذيب، وتسهيل نقل المهاجرين القادمين عبر الحدود السودانية جنوب شرق البلاد، أو القادمين من النيجر في الجنوب الغربي.

ويتهم الراجحي حكومة الوفاق الوطني بالتقاعس عن تكليف آمر عسكري لمناطق الجنوب الليبي، وإنشاء قوة مسلحة قادرة على التخفيف من حدة قوافل المهاجرين القادمين من أفريقيا إلى ليبيا، ومكافحة عصابات الاتجار وبيع المهاجرين.

حالة فوضى

لكن المحلل السياسي الليبي وليد ارتيمة يرى أن الفوضى التي تعرفها ليبيا منذ سبع سنوات هي السبب في الانتهاكات ضد المهاجرين، إذ إن الانقسام السياسي والاحتراب الداخلي وتوزع مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية بين أكثر من حكومة في شرق وغرب البلاد، والإفلات التام من العقاب؛ انعكس سلبا على ملف الهجرة.

ويؤكد ارتيمة للجزيرة نت أن غياب رؤية موحدة للاتحاد الأوروبي وتضارب مصالح دوله، وقوانين الهجرة غير الإنسانية؛ ضاعفت أزمة هذا الملف، إذ باتت ليبيا أحد ضحاياه وليست السبب فيه.

ويطالب المحلل السياسي بحلول جذرية بدول المنشأ، تتمثل في عدم النظر إلى المشكلة من زاوية أمنية صرفة، وتنمية اقتصاد بلدان المنشأ، وتوفير الحريات التي من شأنها أن تكفل للأفارقة العيش ببلدانهم، وعدم اللجوء للهجرة بطرق غير قانونية.

في الخفاء

الصحفي عبد المنعم الجهيمي -من جهته- يوضح أن عمليات التعذيب التي تقع ضد المهاجرين غير ممنهجة، لأن النظام السياسي القائم حاليا غير راض عنها، ولا يدعمها رغم ضعفه وقلة إمكانياته المتعلقة بمحاربتها، إذ إن قوة عصابات التهريب تفوق الدولة في كثير من الأحيان.

ويستدل الجهيمي -من سبها (جنوب ليبيا)- على رأيه بأن الجرائم ضد المهاجرين لا تقع في وضح النهار وأمام أعين الليبيين، الذين عبروا عن رفضهم هذه الممارسات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض المظاهرات، مؤكدا أن هذه الأفعال تلقى استنكارا واسعا.

ويؤكد الصحفي أن سجون المهربين والعصابات والمليشيات المسلحة مليئة بالمهاجرين الأفارقة والليبيين ضحايا ممارسات هذه العصابات، مشيرا إلى أن هذه العمليات الإجرامية ليست خاصة بليبيا وحدها، بل هي منظومة عالمية، حسب تعبيره.

وكانت قناة “سي إن إن” الأميركية بثت تقريرا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يكشف عن مزاد علني لبيع شابين أفريقيين مقابل نحو ثمانمئة دولار أميركي.

المصدر : الجزيرة نت

التدوينة انتهاكات ضد المهاجرين بليبيا.. من يتحمل المسؤولية؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “انتهاكات ضد المهاجرين بليبيا.. من يتحمل المسؤولية؟”

إرسال تعليق