طرابلس اليوم

الثلاثاء، 1 مايو 2018

ماذا بعد رجوع حفتر؟ هل يعود الوضع كما كان أم أن سمعة الرجل تضررت؟

,

عودة خليفة حفتر إلى منطقة الرجمة في ضواحي مدينة بنغازي شرق ليبيا الخميس الماضي فنّدت الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام مختلفة حول تردي الحالة الصحية لقائد عملية الكرامة ووفاته، وتباينت آراء المحللين والمراقبين حول أثر عودة الرجل إلى مقر قيادة عملية الكرامة في منطقة الرجمة التي تبعد 15 كيلومترا عن مدينة بنغازي المعقل الرئيسي للمسلحين الموالين لخليفة حفتر.

وخلال الأيام الماضية تعالت أصوات المناصرين لقائد عملية الكرامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي واحتفل آخرون في شوارع المدن التي يسيطر عليها مسلحو الكرامة، بما اعتبروه “انتصارا لخليفة حفتر”، وبدأت القنوات الإعلامية الموالية للعملية في الترويج لعملية عسكرية يعد لها اللواء المتقاعد وتستهدف مدينة درنة شرق ليبيا والتي يسيطر عليها مسلحون يرفضون الانضمام لعملية الكرامة.

وعلى الرغم من تباين واختلاف النظريات التي يطرحها مؤيدو خليفة حفتر والمعارضون له خلال الأيام الماضية وصعوبة إثبات صحتها والمفاضلة بينها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه في الحقيقة، هو ماذا بعد انتشار خبر مرض حفتر وعودته؟ هل سيتغير المشهد السياسي والعسكري؟

سمعته تضررت

يرى الزميل المشارك في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بين فيشمان أن سمعة خليفة حفتر كقائد قوي وآماله بقيادة ليبيا ما بعد الحرب قد تضررت بعد تررد الشائعات حول مرضه في الأيام الماضية في تطور قد يؤثر على التوازن السياسي في البلاد، واستقرار مناطقها الشرقية.

وقال فيشمن في تقرير نشره معهد واشنطن إنه ومن أجل تجنب هذه السيناريوهات، على أمريكا العمل مع فرنسا وبريطانيا وحلفاء آخرين لصياغة استراتيجية شاملة لمرحلة ما بعد حفتر.

وأضاف أن الولايات المتحدة لم تكن راغبة في الانخراط في السياسة الليبية خلال إدارة ترامب، وقد ركزت عوضاً عن ذلك على شنّ ضربات جوية منتظمة ضد أهداف تابعة لتنظيمي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة». ولكن نظراً إلى النهاية المحتملة الوشيكة لحفتر، يتعين على واشنطن إعادة التركيز على قضايا الانتقال السياسي.

ودعا فيشمان واشنطن إلى إرسال مستشارين لدعم جهود “بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا” الرامية إلى دمج الميليشيات. إضافة إلى طلب مساعدة حلفائها لتمويل “صندوق تحقيق الاستقرار في ليبيا” التابع لـ”برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، ليكون لدى المجالس البلدية مشاريع جديدة لإطلاقها فور انتهاء الانتخابات المحلية.

وأضاف: يجب على الإدارة الأمريكية أن تضغط على الشركاء الأوروبيين والعرب من أجل زيادة دعمهم السياسي والمالي الأوسع للأمم المتحدة وتجنب استمالة خلفاء حفتر المحتملين، وهو خطأ على صعيد السياسة ساهم في الانقسامات التي تشهدها ليبيا في الوقت الحالي، حسب رأي فيشمان.

كسب الزخم

من جانب آخر يرى المحلل السياسي أشرف الشح أن غياب حفتر خلال فترة مرضه تزامن مع تحركات كانت ستغير المشهد السياسي و العسكري بتحالفات ومصالحات وصفقات و لكن عودته و الشكل الذي ظهر به أرجع الحالة إلى ما قبل غيابه و ربما أعطاه بعض الزخم الذي فقده خلال الأشهر الستة التي سبقت غيابه.

وأوضح الشح لموقع ليبيا الخبر أن هذا الزخم الذي صاحب عودة حفتر لن يستمر إلا ببدء معركة عسكرية قد تكون في درنة لمحاولة المحافظة على المشروع الذي أظهر غيابه لمناصريه قبل خصومه أنه قائم على شخص دون الاعتماد والاستناد إلى مؤسسة محترفة، حسب تعبيره.

ويرى الشح أن ظهور حفتر لن يغير شيئا في منطقة غرب ليبيا، حيث قال إن عودة الرجل لن تغير حركة تشكيل التحالفات بين أطرافها وربما أهمها مصراتة و الزنتان، مبينا أن المدينتين لن يكون في صالحهما توسع نفوذ خليفة حفتر.

وأشار أشرف الشح إلى أن حفتر، لن يقبل بالدعوة إلى الانتخابات بشكل عملي خاصة بعد اكتشافه أن كثيرا من داعميه كانوا أول من بدء البحث عن خليفة له عند غيابه.

أما المحلل السياسي السنوسي بسيكري فيرى أن مقاربة التفسير والتحليل للأحداث والفرضيات ترجح سيناريو مرض حفتر وتعافيه، وأن مرض حفتر عضال حتى في حال شفائه.

وأضاف بسيكري أن ما وقع سيكون له أثره على المشهد السياسي والعسكري في الشرق الليبي، مبينا أن الحادثة ستدفع إلى حراك ضاغط من عدة محاور في الداخل والخارج تتجه جميعها لتفادي سيناريو آخر مشابه يمكن أن يتكرر في أي لحظة.

لم يتغير شيء

من جانب آخر يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي أحمد العقوري أن عودة خليفة حفتر قائد جيش البرلمان أكدت أن الرجل قام ببناء مؤسسة عسكرية محترفة، كانت قادرة على التعاطي مع غياب قائدها عن المشهد العسكري والسياسي لقرابة أسبوعين.

وأوضح العقوري لموقع ليبيا الخبر أن خليفة حفتر قام ببناء إدارة تعمل بشكل صحيح وتحالفات اجتماعية وقبلية وعسكرية في شرق ليبيا بشكل جيد، مبينا أن المؤسسة العسكرية قائمة على الجنود وعلى قاعدة شعبية اجتماعية.

وأضاف العقوري أن الإعلام المناهض لخليفة حفتر فقد جزءا كبيرا من مصداقيته بعد عودة حفتر.

وعلى الرغم من ذلك يرى أحمد العقوري أن تغير المشهد العسكري، مرهون بالتحالفات الدولية والإقليمية، ومن ذلك المنطلق فلن تؤثر عودة خليفة حفتر وتفنيد أخبار وفاته إلى تغير كبير في المشهد العسكري أو السياسي.

أما رئيس الأركان الجوية في عملية الكرامة صقر الجروشي فيتفق مع الرواية الرسمية لعملية الكرامة، وقال لموقع ليبيا الخبر إن خليفة حفتر بصحة جيدة، وإنه كان يجري جولة عمل خارجية سرية، وإن ما جرى تداوله في الفترة الماضية غير صحيح، وإن المشهد بعد عودة حفتر عاد كما كان عليه قبل ظهور الإشاعات، إلا أن التغير الوحيد هو ما وصفه بتراجع مصداقية ما وصفه بالإعلام المناهض لعملية الكرامة.

التدوينة ماذا بعد رجوع حفتر؟ هل يعود الوضع كما كان أم أن سمعة الرجل تضررت؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ماذا بعد رجوع حفتر؟ هل يعود الوضع كما كان أم أن سمعة الرجل تضررت؟”

إرسال تعليق