اعتبر السفير المملكة المتحدة لدى ليبيا فرانك بيكر، أن ما يحصل في الهلال النفطي مأساة وكارثة لليبيا وشعبها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأنه ليس شيئا جيدا، على حد تعبيره.
وقال بيكر في كلمة له نشرتها المؤسسة الوطنية للنفط على صفحتها الرسمية في “فيسبوك” اليوم الأربعاء، إن رأي الحكومة البريطانية واضح بهذا الخصوص فهي تعارض بشدة كل ما يحصل في الهلال النفطي منذ الأيام القليلة الماضية، مؤكدا أن “هذه الموارد التي تدمر الآن من قبل إرهابي وأفراد آخرين من بينهم أجانب ملك للشعب الليبي”، حسب قوله.
وتحدث بيكر عن علاقة بلاده بقطاع النفط الليبي، مؤكدا أن لهم تاريخا طويلا مع ليبيا وخاصة مع قطاع النفط، منوها إلى أن هناك العديد من الشركات البريطانية التي عملت بشكل وثيق مع ليبيا في قطاع النفط من بينها شركتي “شل” و”بي بي”، وأنه توجد شركات أخرى كانت تنشط ضمن سلسلة الإمدادات، لافتا إلى أن كل هذه الشركات تهتم بمستقبل قطاع النفط في ليبيا بهدف العودة في مرحلة ما في المستقبل.
وأشاد بيكر، برئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله الذي وصفه بـ”نموذج للمواطن الليبي الذي يعمل بجد من أجل شعبه وبلده”، وأنه يحظى باحترام كبير من قبل الفاعلين في قطاع النفط في كافة أنحاء العالم بما في ذلك لندن، لافتا إلى أن هناك علاقة وطيدة تجمع بين بريطانيا والمؤسسة الوطنية للنفط، وأنهم يعملون معها جنبا إلى جنب.
وجدد بيكر، تأكيده على أن الشركات البريطانية ستعود إلى سالف نشاطها لمساعدة ليبيا على استخراج النفط واستغلال الموارد التي يتمتع بها هذا البلد بما يخدم مصالح شعبه، وذلك كما عملوا مع ليبيا على الصعيد السياسي والاقتصادي ومن منظور أمني مع الحكومتين الليبية والبريطانية والمؤسسات الليبية بما فيها المؤسسة الوطنية للنفط، وفق قوله.
وعبر السفير المملكة المتحدة لدى ليبيا، عن تطوقه للعمل مع كل الأطراف الليبية، والاستمرار في العمل الجاد حتى يستعيد قطاع النفط نشاطه السابق ويستمر في الإنتاج بما يضمن حياة أفضل لكل الليبيين.
وفي رد على سؤال حول ماذا يمكن أن تقدم الحكومة البريطانية من جهود ودعم من أجل إضافة أسماء أخرى إلى لجنة العقوبات الليبية التابعة لمجلس الأمن الدولي؟، أجاب فرانك بيكر موضحا أنهم في اتصال مع شركائهم الدوليين بما في ذلك أصدقائهم بمجلس الأمن الدولي لمناقشة الإجراءات التي من الممكن أن تتخذ بصورة جماعية لمساعدة ليبيا في هذا الخصوص.
وأشار بيكر، إلى بدء المناقشات بهذا الشأن، وأنه هناك مجموعة من الخيارات أمامهم التي لم يعلنوا عنها الآن، مشددا على أن لندن وأصدقائها حول العالم سيتعاملون مع هذا الموضوع بكل جدية، موضحا أن كل قضايا الإرهاب يتم معالجتها من قبل مجلس الأمن، حسب قوله.
وشنت قوات حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى بقيادة إبراهيم الجضران، هجوما على الموانئ النفطية الخميس الماضي، بهدف السيطرة عليها وتحريرها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تسيطر على منطقة الهلال النفطي منذ سبتمبر 2016.
وتتواصل الاشتباكات بشكل متقطع قرب مينائي السدرة ورأس لانوف في الهلال النفطي منذ فجر يوم الخميس الماضي، بعد أن سيطرت قوات حرس المنشآت فرع الوسطى على الميناءين النفطيين، ودحر قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي كانت تسيطر عليها.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، حالة القوة القاهرة ووقف عمليّات شحن النفط الخام من مينائي رأس لانوف والسدرة بمنطقة الهلال النفطي في ليبيا، ابتداء من يوم الخميس الماضي، بسبب هذه الاشتباكات.
وأكدت المؤسسة، انخفاض السعات التخزينية من 950 ألف برميل إلى 550 ألف برميل من النفط الخام، بسبب فقدان خزاني رقم (2) و(12)، في ميناء رأس لانوف النفطي بعد اشتعال النيران فيهما نتيجة للاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة الهلال النفطي مؤخرا، محذرة من وقوع كارثة بيئية.
وصرح رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، أن ليبيا فقدت نحو 400 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط الخام في الأيام القليلة الماضية بسبب المعارك في مرفأي رأس لانوف والسدرة النفطيين، وفقا لوكالة رويترز.
التدوينة السفير البريطاني بليبيا: ما يحصل بالهلال النفطي مأساة وكارثة لليبيا وشعبها ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.