طرابلس اليوم

الجمعة، 1 مارس 2019

ليبيا: الرهانات وراء اتفاق أبوظبي بين فائز السراج وخليفة حفتر

,

مجلة جون أفريك الفرنسية

الكاتبة: أريانا بوليتي

 

خلال قمة للأمم المتحدة عُقدت في أبوظبي، توصّل طرفا النزاع في ليبيا يوم الأربعاء الموافق لتاريخ 27 شباط/ فبراير إلى اتفاق جديد من حيث المبدأ لإجراء الانتخابات. وبذلك يكون حفتر قد عبّد الطريق أمام حلفائه الإماراتيين بأن يلعبوا دور الوساطة. كما يعتزم حفتر “تحويل تقدمه العسكري إلى نصر دبلوماسي”.

لا يبدو أن تقدم جيش حفتر في فزان والمواجهات الأخيرة التي جدت بين رجال طرابلس تشجّع على تعزيز الحوار. ومع ذلك، اجتمع فايز السراج وخليفة حفتر يوم 28 شباط/ فبراير في أبوظبي وتوصّلا إلى اتفاق لتنظيم انتخابات برعاية الأمم المتحدة خلال صيف 2019. 

ورد في تغريدة نُشرت عن بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أن طرفي الصراع الليبي اتفقا على ما يبدو على “وضع حد للفترة الانتقالية”. ووفقا لوكالة الأنباء “أجنسيا نوفا”، من المنتظر أن يجمع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، الليبيين في مؤتمر وطني موسع في أواخر شهر آذار/ مارس قرب طرابلس.

إلى حد اللحظة، لم يتم بعد تسريب أي معلومة أخرى حول هذا المؤتمر الوطني. ومن جهته، أفاد جلال حرشاوي، المختص في الشأن الليبي وأستاذ العلوم الجيوسياسية في جامعة فيرساي سان كونتان في إيفيلين، بأنه “يجب أن يؤخذ في الحسبان أن اللقاء سيجمع بين من يقود حملة عسكرية (خليفة حفتر) ورجل ضعيف للغاية حتى في حكومته (فايز السراج)، ما يعني أن هذا المؤتمر هو في الحقيقة مؤتمر بين الحلفاء الفائزين، حفتر والإمارات”.

فترة النشوة

أولًا، لقد رفض خليفة حفتر مقابلة فائز السراج “لأنه لا يسيطر على الوضع في طرابلس وليس لديه ما يقدمه”، وذلك وفقا لموقع “ليبيان أدراس”. بالإضافة إلى ذلك، تحدثت العديد من وسائل الإعلام الليبية عن عودته المبكرة إلى بنغازي لأن “الدعوة الرسمية التي أرسلتها حكومة الإمارات إلى السراج لا تتضمن أصلا عقد لقاء معه”. وتحدثت قناة “ليبيا الأحرار” عن غياب بوادر عقد اجتماع بين كلا الطرفين. ووفقا للمتحدث باسم حفتر أحمد المسماري فإن “علاقة المشير مع حلفائه على أحسن ما يرام”.

في المقابل، إذا بدأت العديد من وسائل الإعلام في تسليط الضوء على الاتفاق، فإن الوضع على الجبهة لن يكون مشجعا بالتأكيد على إجراء انتخابات. كما أن خليفة حفتر يحتل الآن مركزا أفضل في المفاوضات مع طرابلس. ووفقا لجلال حرشاوي “يؤكد ذلك أن مؤتمر أبوظبي يجرى ضمن سياق ملائم تماما لحفتر”.

ووفقا للمختص في الشأن الليبي فإنه “مع تقدم خليفة حفتر منتصرا نحو غرب البلاد، فإنه بات يفكر مليا في تحويل تقدمه العسكري إلى نصر دبلوماسي. ويتمثل الهدف الثاني من مؤتمر أبوظبي في تقديم الإمارات على أنها جهاز عصبي مركزي لإيجاد حل في ليبيا، وبذلك لن يكون الحل بين يدي باريس أو موسكو أو روما”.

وحيال هذا الشأن، أفاد النائب عن مدينة بنغازي، زياد دغيم، بأن “الحاشية المحيطة بخليفة حفتر تمر حاليا بفترة نشوة، وهذه الاتفاقية ليست سوى البداية، وبالطبع هذا ما تريده الإمارات العربية المتحدة”.

النفط، عصب الحرب

لكن الهدف الرئيسي للمؤتمر هو إيجاد حل لحقل الشرارة النفطي المغلق، الذي لم يتدفق منه النفط منذ كانون الأول/ ديسمبر 2018. ولهذا السبب، من المنتظر أن يشارك إلى جانب الخصمين السياسيين، مصطفى صنع الله، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط.

ليس من المستغرب احتلال الذهب الأسود قلب المفاوضات، نظرا لأن الاستيلاء على الآبار يعد بمثابة خطوة أساسية نحو ضمان السيطرة السياسية والاقتصادية على ليبيا. وفي الجنوب الغربي، أصبح أكبر حقل نفطي، الذي ينتج أكثر من 300 ألف برميل يومياً قبل إغلاقه، مسرحًا للاشتباكات بين قوات حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.

وحسب بيان صادر عن حكومة طرابلس، يبدو أنه تم الاتفاق على أرضية مشتركة يوم الأربعاء 27 شباط/ فبراير بين حكومة الوفاق الوطني والمؤسسة الوطنية للنفط من أجل القضاء على منطق القوة القاهرة واستئناف الإنتاج في حقل الشرارة. لكن لم يأتي البيان على ذكر حفتر والجيش الوطني الليبي.

حسب صنع الله، تم إغلاق الحقل بسبب انتشار مجموعة من المدنيين وميليشيات مسلحة وعدة جنود. ويبدو أن البيان تغاضى عن ذكر أن خليفة حفتر أعلن قبل عدة أسابيع عن احتلاله جزءًا كبيرًا من حقل الشرارة خلال تقدمه في فزان. كما سيطر المشير مؤخرا على حقل الفيل، الذي يعد ثاني أكبر حقل نفطي. ويوم الأربعاء 27 شباط/ فبراير، كان المتحدث باسم حفتر واضحا عندما قال إن “العمليات في جنوب غرب البلاد لم تكتمل بعد”.

التدوينة ليبيا: الرهانات وراء اتفاق أبوظبي بين فائز السراج وخليفة حفتر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ليبيا: الرهانات وراء اتفاق أبوظبي بين فائز السراج وخليفة حفتر”

إرسال تعليق