قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إن حكومة الوفاق الوطني لا تزال تفتقر إلى التفسير الرسمي من إدارة ترمب، للسبب الذي من أجله أجرى مكالمة هاتفية مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، واعترف بدوره في مكافحة الإرهاب، وناقش معه رؤيةً مشتركة لانتقال ليبيا نحو نظام سياسي ديمقراطي مستقر.
وأضاف المشري في لقاء صحفي أجرته معه جريدة واشنطن بوست الأمريكية، أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تفتقر إلى الوضوح، وأنهم في المجلس الأعلى وحكومة الوفاق يبحثون عن توضيح.
وأوضح رئيس الأعلى للدولة أن الحكومة الأمريكية دعمت بشكل كامل الاتفاق السياسي الموقع في عام 2015، والذي أدى إلى قيام حكومة الوفاق الوطني كحكومة شرعية وحيدة في طرابلس.
وبين المشري أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حث حفتر على إيقاف عدوانه على العاصمة طرابلس، وهو ما يشير إلى تباين في الرأي بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لافتا إلى أنهم يحاولون التحدث مع أصدقائهم في واشنطن للحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الأمر.
وأشار رئيس المجلس الأعلى أن عددا من المسؤولين قد أبلغوه بأن مكالمة ترمب لحفتر، كانت مبادرة شخصية من مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي هاتف حفتر بنفسه قبل ذلك بأيام قليلة.
وأكد المشري أن مسؤولين أمريكيين أبلغوه بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، قد ناقشا بدورهما فحوى المكالمة مع ترمب.
ولفت رئيس الأعلى للدولة إلى أن ما يقوم به حفتر ليس محاربة الإرهاب، بل الحرب ضد جميع خصومه السياسيين تحت شعار مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من قوات حفتر هم إرهابيون ومتطرفون، يقترفون اليوم أعمالاً وحشية ضد المدنيين.
وحذر المشري من أنه إذا سُمح لهجوم حفتر على طرابلس أن يتقدم، فإن النتيجة ستكون كارثة أمنية واقتصادية في طرابلس، وسيمتد تأثيرها ليشمل المنطقة والعالم.
وتابع رئيس المجلس الأعلى أن الحرب داخل طرابلس ستدمر الاقتصاد الليبي، وستتسبب في أزمة مهاجرين جديدة وستعرض المصالح الدولية هناك للخطر، وتعرقل أسواق النفط، إضافة إلى أنها ستشجع داعش التي تنتعش في البيئات غير المستقرة.
ونوه المشري إلى أن لدى الولايات المتحدة دوراً واحداً لتلعبه، لأنها الدولة الوحيدة التي يمكن أن تؤثر في اللاعبين الإقليمين جميعاً، موضحا أنه يأمل في أن تقنعهم بإيقاف دعمهم لعدوان حفتر.
وشدد رئيس المجلس الأعلى على أن القوات الداعمة لحكومة الوفاق في طرابلس ستدافع عن المدينة، لأنهم يؤمنون بالعملية المدعومة من قبل الأمم المتحدة، والتي وفرت لليبيا قدراً من الاستقرار، وسبيلاً إلى الديمقراطية.
التدوينة المشري: سياسة أمريكا تجاهنا تفتقر إلى الوضوح ونحتاج تفسيرا لمكالمة ترمب مع حفتر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.