في تقريرها عن الأزمة الليبية انتقدت صحيفة غارديان البريطانية عدم وجود سياسة أميركية متماسكة بشأنها، ووصفت نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيها بالمشتت، وأنه يوقع البلاد في مآزق، فبدلا من أن يحث على وقف إطلاق النار في طرابلس تحول إلى التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مثل هذه الدعوات في الأمم المتحدة.
وألمحت الصحيفة إلى الدور المصري والإماراتي في التأثير على السياسة الأميركية تجاه ليبيا، مشيرة إلى أن ذلك الدور ساهم في دفع البلاد نحو المزيد من الاقتتال.
وأوضحت أن التحول المفاجئ في السياسة الأميركية تجاه ليبيا حدث بعدما التقى الرئيس ترامب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن الشهر الماضي، وإثر مكالمة هاتفية لترامب مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن السيسي ومحمد بن زايد نجحا في إقناع ترامب بالاتصال بحفتر هاتفيا وإصدار بيان يمدحه فيه.
وتشير غارديان إلى أن البيت الأبيض أبقى على مضمون المكالمة الهاتفية بين ترامب وحفتر سرا، وقالت إن محمد بن زايد شجع ترامب على نشر تفاصيلها علنا لدعم الانشقاقات في صفوف الفصائل الليبية لصالح حفتر.
وقالت الصحيفة إن ليبيا هي الأحدث في قائمة طويلة من السياسة الخارجية وقضايا الأمن العالمي التي همشها ترامب لفترة طويلة، مع القليل أو بدون إشعار أو تشاور مع الحلفاء أو بقية إدارته.
وأفاد دبلوماسيون أوروبيون بأن ترامب تخلى عن الموقف الرسمي للولايات المتحدة في دعم الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وحث على وساطة من قبل الأمم المتحدة بهدف إرضاء الداعمين لحفتر في مصر والإمارات.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله المبعوث الأميركي الخاص السابق لليبيا جوناثان وينر إن التحول في سياسة أميركا بدعمها لحفتر اعتقادا بأنه سيكون حليفا موثوقا به لمكافحة الإرهاب ستكون له عواقب وخيمة.
وقال وينر “الخطر هنا هو أن تبدو ليبيا أكثر شبها بسوريا من خلال نزاع أهلي واسع النطاق يفر فيه عدد كبير من الناس وتحدث أزمة إنسانية وينشط الإرهاب، ونحن بحاجة إلى حل سياسي وليس حلا عسكريا”.
الجزيرة
التدوينة غارديان: أي دور لمصر والإمارات بشأن سياسة أميركا تجاه ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.