طرابلس اليوم

الأحد، 3 سبتمبر 2017

الحزبية بين الحظر والإباحة (2)

,

شكري الحاسي/ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

إنَّ قضية التَّحزب اليوم ، والتي أصَّل لها الغرب في ممارسة الحياة السياسية هي من المسائل الاجتهادية المسكوت عنها في تراثنا الإسلامي . من باب آخر .الحكمة ضالة المؤمن هو أحقُّ بها أنى وجدها .. ولكن أستطيع أن أقوال ؛ أنَّ مسألة الحظر من عدمها  هي مسألة  سياسية لا غير  . بل هي فتاوى  للحفاظ على الكراسي ، والعروش ، والكروش ، ولا علاقة لها بالحل ، والحرمة . فهي نصوص وقائية للحفاظ على الباطل ، وأهله كما قال القذافي : من تحزب خان . أي خائناً  له دون غيره . وهو الوحيد الذي له الحق في أن يتحزب في لجانه الثورية . والمغفلون يُصفِقون.!!!  وأصبح فلان مُستقل ؛ شرف لا يُعادله شرف أما التكتل ويد الجماعة حزبية مقيتة.!!!!!!!!!!؟؟؟

والعجيب أنَّ جُل الدول المتقدمة ؛ هي دول تُؤمن بالتَّعددية الحزبية ، والدول الفاشلة هي دول شمولية فردية تُجرِم التَّعددية الحزبية وتُمجد الأصنام وتسبح بحمدهم وتطوف حول قبورهم .

إنَّ كل المشاريع العاملة في الساحة الدولية من شيوعية ، وعلمانية ، وصهيونية لا تعمل إلا في أحزاب ، وجماعات ، ومؤسسات ، والتي من خلالها استطاعوا الوصول إلى أهدافهم  وبناء مخططاتهم . وما الدولة الصهيونية المزعومة اليوم إلا  نتيجة لمشروع (هرتزل) المؤسس الأول للصهيونية . والحمقى والمغفلون من أمتنا سواءً  كانوا علماء أو وجهاء يُحرِّمونها ، ويُجرِّمونها .!!!؟

ولعلَّ الدليل على التناقض العجيب  في  تلك الفتاوى التي صدرت عن الهئيآت العلمية نفسها سابقاً والتي انقلبت أقوالها وفتاواها وتغيرت بتغير درجات الحرارة من حيث البرودة والسخونة .!!! فهذه فتوى هيئة اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة السعودية تُجيز التحزب والعمل الجماعي قبل حظره تقول الفتاوى :    في إجابة عن سؤال : ما حكم الإسلام في الأحزاب، وهل تجوز الأحزاب بالإسلام مثل حزب التحرير وحزب الإخوان المسلمين؟

الجواب  :  أما إن كان ولي أمر المسلمين هو الذي نظمهم ووزع بينهم أعمال الحياة ، ومرافقها الدينية ، والدنيوية ليقوم كل بواجبه في جانب من جوانب الدِّين ، والدنيا فهذا مشروع ، بل واجب على ولي أمر المسلمين أن يوزع رعيته على واجبات الدِّين ، والدنيا على اختلاف أنواعها ، فيجعل جماعة لخدمة علم الحديث من جهة نقله ، وتدوينه ، وتمييز صحيحه من سقيمه…إلخ، وجماعة أخرى لخدمة فقه متونه تدوينا ، وتعليما ، وثالثة لخدمة اللغة العربية قواعدها ، ومفرداتها ، وبيان أساليبها ، والكشف عن أسرارها ، وإعداد جماعة رابعة للجهاد ، وللدفاع عن بلاد الإسلام ، وفتح الفتوح ، وتذليل العقبات لنشر الإسلام ، وأخرى للإنتاج صناعة ، وزراعة ، وتجارة .. إلخ .

فهذا من ضرورات الحياة الَّتي لا تقوم للأمة قائمة إلا بها ولا يُحفظ الإسلام ولا ينتشر إلا عن طريقه ، هذا مع اعتصام الجميع بكتاب الله ، وهدي رسوله () .  المجموعة الأولى : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . الرئيس. ابن باز .. آخرون . (2/210-212) . فتوى رقم : (1674).الشاملة.

وفي إجابة عن سؤال آخر . ما هي أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق

في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق ، وطرق الصوفية مثلا: هناك جماعة التبليغ ، الإخوان المسلمين ، السنيين ، الشيعة ، فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله () . ؟

أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة : وهم أهل الحديث ، وجماعة أنصار السنة ، ثم الإخوان المسلمون . وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء وغيرهم فيها خطأ وصواب ، فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب ، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء ، مع التناصح ، والتعاون على البر والتقوى .المجموعة الأولى: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس. بن باز وعضوية آخرون . (2/237-238) . فتوى رقم: ( 6250 ). الشاملة .  لعلَّ القارئ يستغرب ، ويتعجب حينما يرى الفارق بين الإباحة والجواز.. وبين التَّحريم والتَّجريم والتَّخوين . بل والتَّبديع والتَّضليل ، والخروج من السنة والجماعة!؟

وفي إجابة آخرى عن سؤال  : ما هي الجماعات ، والفرق الموجودة الآن أقصد بها جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ ، وجماعة أنصار السنة المحمدية ، والجمعية الشرعية ، والسلفيين ، ومن يسمونهم التكفير والهجرة .

الإجابة : كل من هذه الفرق فيها حق وباطل ، وخطأ ، وصواب ، وبعضها أقرب إلى الحق ، والصواب ، وأكثر خيراً ، وأعم نفعاً من بعض ، فعليك أن تتعاون مع كل منها على ما معها من الحق ، وتنصح لها فيما تراه خطأ ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك . المجموعة الأولى: للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. الرئيس. ابن باز . وعضوية آخرون . (2/238-239) . فتوى رقم: (6280) .الشاملة .

هذا غيض من فيض من الفتاوى الَّتي تم اغفالها ، ولو استطاعوا حذفها  لفعلوا. وقد قِيل : لكل زمان رجاله… وأنا أقول : لكل زمان فتاواه و أحكامه.!!!!!؟  نعم ! الخطاب الإسلامي أصل الداء.

التدوينة الحزبية بين الحظر والإباحة (2) ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الحزبية بين الحظر والإباحة (2)”

إرسال تعليق