طرابلس اليوم

الاثنين، 21 أغسطس 2017

هل تنتهي مشاكلنا بعد رحيل معين شريم؟

,

 

عبد السلام الراجحي/ كاتب ليبي

نستطيع القول إنه خلال السبع سنوات الماضية  لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كانت السنوات الثلاثة الأخيرة  هي الأهم و الأقوى للبعثة.

و أعتقد أن بداية القوة كانت في الشهرين الأخيرين للمبعوث السابق طارق متري إلى يومنا هذا و بالتحديد عندما تحول الصراع السياسي الليبي إلى صراع مسلح.

ومن الأسباب التي ساهمت في إعطاء هذا الدور البارز واستمراره للبعثة الأممية في ليبيا هي أطراف الصراع الليبية فموظفي البعثة استمدوا قوتهم  من ضعف الأداء السياسي  لساستنا.

وأستغرب أن كثيرا من النخب و الساسة  سعداء باستبعاد أحد موظفي البعثة الأممية !!! فهل كان “معين شريم” هو العقبة و الصخرة التي تمنع اتفاق الأطراف الليبية ؟؟

هل “معين شريم”  كان وراء إقفال الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد و غربها (الوادي الحمر)  نهاية شهر يونيو 2012 قبيل أيام من أول تجربة ديمقراطية للشعب الليبي  بعد ثورة فبراير ؟؟ ليتم الضغط على المجلس الانتقالي فيضطر الأخير لتعديل الإعلان الدستوري و يتحول اختيار أعضاء هيئة صياغة الدستور من التعيين إلى الانتخابات !!.

وهل ” شريم ”  وراء اقتحامات مقر المؤتمر الوطني لأكثر من خمسين مره و تدمير مقره تدميرا شاملا، وكأن أعضائه جيء بهم بالتعيين و ليست أصوات القاعدة الشعبية الناخبة هي من جاءت بهم في ظل انتخابات شارك بها 1.7 مليون مواطن، وأشرف عليها العالم و أقر الجميع بأنها الأكثر  نزاهة في تاريخ بلادنا .

هل “شريم ” هو من اختار  أول حكومة منتخبة كان من أعظم إنجازاتها أنها خيبت أمل الليبيين و هي متهمة بإهدار المليارات؟

و هل “معين شريم ” هو المسؤول عن إغلاق تصدير النفط وسببا في خسائر فاقت 100 مليار دولار ؟ هل خرج ” شريم ” علينا عبر الإعلام وهو يقسم أيمانات الله على أن النفط يسرق و يتم تصديره بلا عدادات؟   وهل هو من طالب القبائل بالشرق الليبي بدعم فارس برقه و ثلبها  جالب حقوق المهمشين؟

هل جند “معين شريم “الإعلام و يوزع اليورهات على الإعلاميين لنصرة مشروع  “لا للتمديد ” للمؤتمر الوطني العام؟

هل شارك “معين شريم” في الانقلاب التلفزيوني  الفاشل أو  أشرف على عملية تدمير بنغازي و عودة حكم العسكر بتكليف عسكريين لإدارة البلديات،  و إسقاط المجالس البلدية المنتخبة ضاربا بعرض الحائط إرادة وخيارات القاعدة الشعبية الناخبة لهذه البلديات وشارك في تهجير ربع سكان بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية، وخصص بيوتهم لآخرين، وطالب أعضاء مجلس النواب بعدم احترام القضاء ورفض حكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا؟

هل ساهم “شريم “في انتهاك السيادة الليبية وطالب بتدخل الطيران الحربي الإماراتي و المصري لقصف  درنة و بنغازي و الجفرة وطرابلس وغريان ومصراتة وزوارة وفتح الطريق مرحبا بدخول المعارضة التشادية و السودانية المسلحة وتعاون معها واستخدمها كمرتزقة لقتل أبناء بلاده؟

وهل هو من ضرب طوقا من الحصار الخانق على الأسر الليبية في مدينتي درنه و الكفرة، وفتح ممرات آمنة لقوات تنظيم الدولة لتخرج آمنة مطمئنة بعدتها وعتادها من درنة وبنغازي؟

هل “معين ” هو المسؤول عن الانقسام بالمؤتمر الوطني و مجلس النواب و مسؤولا عن محاصرة أعضاء هيئة صياغة الدستور وهو الذي يحرم الشعب الليبي للذهاب إلى الاستفتاء على مشروع دستورهم؟

هل معين شريم  يقود قوة مسلحة تغلق الطريق الساحلي الرابط بين الزاوية و طرابلس و يخطف الأطفال و الشيوخ و الشباب مقابل دفع الفدية أو  يعمل في الاتجار بالبشر وتهريبهم في قوارب الموت إلى إيطاليا؟

هل “شريم” يقود العصابات التخريبية التي تمتهن سرقت كوابل الكهرباء و تهريب البنزين؟  هل معين شريم  هو من أحرق  بيوت و أرزاق أبناء و طنه أو انتشل الجثث من القبور ومثّل بها في جراءة تقشعر لها الأبدان؟ هل “شريم”  هو من تحصل على اعتمادات مصرفية من المصرف المركزي لجلب الطعام والدواء وجاء بدلها بحاويات فارغة لكي يبيع الدولار  بالسوق السوداء؟

هل قام “معين شريم”  بعمليات التزوير ليمنح الجنسية الليبية لغير الليبي مقابل حفنة من  المال؟

 

هل قال “معين شريم” إنه مع مصلحة  هيئة الأمم المتحدة حتى لو كانت ضد مصلحة ليبيا ؟.

هل “شريم “هو من أطلق البلطجية بقيادة  الحاج “فرج العبيدي ” على أعضاء مجلس النواب حتى لا تعتمد حكومة الوفاق؟ و هل هو من طرد أعضاء المجلس الأعلى للدولة من مقرهم بطرابلس؟

هل “معين شريم”  يدير أو يملك  تلك القنوات التي تعمل على بث  خطاب الكراهية والفتنة بين المدن و أبناء الشعب الليبي؟

إذا كان “معين شريم ” وراء كل هذه الأحداث و التصرفات والجرائم، سأكون أشد الليبين فرحا و سعادة وسوف ننام ونحن مطمئنون على بلدنا  ومستقبل أطفالنا .

 

لكن للأسف “معين شريم”  ليس له أي دور في هذه الاحداث و الكوارث. يمكن أن يكون لشريم دور سلبي لكنه لا يزيد عن نسبة  واحد في الألف.

و الكارثة هي أن مازالت عقلية الكثير من النخب و الساسة و الإعلاميين بليبيا لا تستطيع أو لا تريد أن تشخص أسباب المرض “فمعين شريم”  وغيره كثر ما هم إلا أعراض للمرض و ليسوا سببا فيه .

إن كنتم تريدون علاج أوضاع بلدنا  يجب علينا القضاء على الأمراض التي أصابت جسم الوطن  مثل الفساد و الفوضى و العنصرية و الجهوية والقبلية و عدم احترام القانون والقضاء وتعطيل استمرار المسار الديمقراطي المدني واحترام الآخر،  وأن الدم الليبي خط أحمر و مقدس، و أن تكون ليبيا للجميع و بالجميع  هكذا لن يكون لمعين شريم  و غيره أي مستقبل معنا و في بلدنا.

التدوينة هل تنتهي مشاكلنا بعد رحيل معين شريم؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “هل تنتهي مشاكلنا بعد رحيل معين شريم؟”

إرسال تعليق