طالب شباب قبيلة العواقير، بضبط النفس والتروي والالتجاء إلى الحلول السلمية في منطقة الهلال النفطي، حقنا للدماء التي لم تتوقف منذ العام 2011، مستهجنين الاستخدام المفرط للقوة في منطقة استراتيجية تشكل المصدر الرئيس لقوات البلاد وشعبها.
وأكد شباب القبيلة في بيانهم أمس الثلاثاء، استعدادهم ليكونوا وسطاء بين الأطراف المتحاربة لحقن دماء شباب لايزالون في ربيع أعمارهم، مؤكدين على حق شباب قبيلة المغاربة في العودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها ظلما وبهتانا، داعيين إلى تحكيم العقل والتهدئة وإبداء المزيد من حسن النية.
ورحب شباب القبيلة، بإطلاق سراح الأسرى من قبل آمر حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى إبراهيم الجضران، معتبرين إياها بادرة جيدة تشكل منطلقا للحوار للوصول إلى حل يرضي الجميع، مستنكرين ما تقوم به بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي التي “تؤجج الفتن وتختلق الأكاذيب وتدق طبول الحرب”.
ودعا شباب قبيلة العواقير، جميع الأطراف إلى تقديم التنازلات عوضا عن تحشيد السلاح والذخائر، مناشدين جميع الحكماء والعقلاء للتدخل لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، بحسب ما ذكر البيان.
وطالب شباب العواقير، حكمائهم وولاة أمورهم بمعالجة الاحتقان بالنظر في المطالب المشروعة بالإسراع في إطلاق سراح جميع المعتقلين قسرا منذ مدة، وبدون توجيه تهم واضحة أو محاكمات عادلة، سواء كانوا من المغاربة أو العواقير أو من أي مكون أو جهة أخرى، مذكّرين إياهم بأن “الظلم يولد الاحتقان والاحتقان يولد العنف”، حسب تعبيرهم.
وقال شباب القبيلة: إن “التجربة التي مررنا بها في بنغازي، والتي دفعنا فيها ضريبة علية من أبنائنا دماء وأطرافا في سبيل بناء جيش وطني محترف، قد غيرت خيارتنا وجعلتنا نقدم السلم على الحرب، ونقدم حقن الدماء على أزهاقها”، وفق نص البيان.
وشنت قوات حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى بقيادة إبراهيم الجضران، الخميس الماضي هجوما مسلحا على الموانئ النفطية بهدف السيطرة عليها وتحريرها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تسيطر على منطقة الهلال النفطي منذ سبتمبر 2016.
وخلفت هذه الاشتباكات المسلحة وقوع قتلى وجرحى بينهم مدنيين، إضافة إلى اشتعال النيران في خزني نفط في ميناء رأس لانوف النفطي.
وتسلّم فريق الطوارئ بالهلال الأحمر بإجدابيا، مساء الجمعة الماضية، 28 جثة من المركز رأس لانوف الطبي في منطقة الهلال النفطي الذي يشهد اشتباكات مسلحة، والذي بدوره سلمها فريق الطوارئ إلى مستشفى الشهيد أمحمد المقريف بمدينة إجدابيا.
وكانت شبكة تلفزيون الصين الدولية، قد نقلت عن ضابط مسؤول، قوله: إن حصيلة الاشتباكات في منطقة الهلال النفطي خلال الـ48 ساعة الأولى من انطلاق المعارك بين قوات حفتر وحرس منشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، بلغت 34 قتيلا.
أشار الضابط، إلى سقوط 14 قتيلا في صفوف قوات خليفة حفتر، ومقتل 20 شخصا من قوات جهاز حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى، بحسب ما نشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية.
وسلّم جهاز حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى، الأحد الماضي، للهلال الأحمر الليبي فرع إجدابيا 17 أسيرا وثلاثة جرحى من قوات حفتر التي كانت متمركزة في الهلال النفطي، إضافة إلى تسلمه جثتين لامرأتين لقتا مصرعهن ليلة البارحة بسبب القصف العشوائي لطائرات تابعة لحفتر على المنطقة السكنية برأس لانوف.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، حالة القوة القاهرة ووقف عمليّات شحن النفط الخام من مينائي رأس لانوف والسدرة بمنطقة الهلال النفطي في ليبيا، ابتداء من يوم الخميس الماضي، بسبب هذه الاشتباكات.
وأكدت المؤسسة، انخفاض السعات التخزينية من 950 ألف برميل إلى 550 ألف برميل من النفط الخام، بسبب فقدان خزاني رقم (2) و(12)، في ميناء رأس لانوف النفطي بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة الهلال النفطي مؤخرا، محذرة من وقوع كارثة بيئية.
وصرح رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، أن ليبيا فقدت نحو 400 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط الخام في الأيام القليلة الماضية بسبب الاشتباكات في مرفأي رأس لانوف والسدرة النفطيين، وفقا لوكالة رويترز.
التدوينة شباب العواقير يطالبون بضبط النفس والتروي واللجوء إلى الحلول السلمية بالهلال النفطي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.