رفض حزب العدالة والبناء، التصريحات والاتهامات المتكررة من مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني بخصوص الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية.
وكان الشيخ الغرياني، قد تحدث يوم الأربعاء الماضي عن الاتفاق السياسي وداعميه في حلقة لبرنامج “الإسلام والحياة” الذي يبث عبر قناة التناصح الفضائية، واصفا الموقّعين على الاتفاق، بـ”العمالة وبائعي الوطن”، ودعاهم للتوبة عن اجتهادهم.
واعتبر الحزب في بيانه، تصريحات الشيخ غير مسؤولة وهي تحريض صريح واستباحة لدماء من انتهج الوفاق الوطني ودعم الاتفاق السياسي، وقد يؤدي ذلك إلى الاعتداء عليهم وانتهاك حقوقهم تحت مبرر فتوى المفتي خاصة في ظل انتشار السلاح، مؤكدا أن هذه الاتهامات مردودة على من أطلقها.
كما اعتبر الحزب أيضا أن تصريحات الشيخ الصادق رأيا سياسيا لا علاقة له بالفتوى، ويختلف تماما مع رؤية حزب العدالة والبناء واجتهاده لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، مع الاحتفاظ بحق الشيخ في الاختلاف مع هذا الاجتهاد دون وصف من قاموا به بالأوصاف التي يطلقها في كل حين، محذرا من توظيف الفتوى لتمرير الآراء السياسية ولتحشيد الرأي العام خلفها.
وقال حزب العدالة والبناء، إنه وقَّع على الاتفاق السياسي ودعمه، حرصا منه على القيام بمسؤولياته الوطنية، وسعيا مع شركاء الوطن لإنهاء الصراع المسلح وحقن الدماء وإحلال الأمن والاستقرار والبدء في التحول الديمقراطي نحو تأسيس دولة القانون والمؤسسات، وفق البيان.
ورأى الحزب، أنه لم يدّعِ أحد أن الاتفاق خالٍ من القصور فهو انبثق عن فترة انقسام حاد، كما لا يدّعي أحد أن الأوضاع السائدة الآن مرضية خاصة ما يتعلق بمعاناة المواطن والأزمات التي تثقل كاهله، ورغم ذلك لا ينبغي إنكار ما تحقق في ظل الاتفاق فقد وضعت الحرب أوزارها في أغلب ربوع ليبيا.
إضافة إلى القضاء على تنظيم الدولة وخاصة في أكبر معاقله بمدينة سرت برعاية حكومة الوفاق الوطني ودعمها وبغطاء دولي داعم لها، كذلك الزيادة التدريجية لمعدلات إنتاج النفط، فضلا عن إعادة الاستقرار بشكل نسبي للعاصمة، وانتقال الخلاف من السلاح إلى طاولة الحوار بشكل تدريجي، على أمل أن تساهم هذه الجوانب في تحسين الأوضاع المعيشية والأمنية.
وأوضح العدالة والبناء، أن الجميع يعلم أن الاتفاق السياسي عبارة عن نصوص حال المعرقلون من الطرفين دون تطبيقها على الواقع ومن ورائهم دول تريد إفشال الاتفاق السياسي وتسعى لاستمرار الأزمة، ويظل الاتفاق رغم كل ذلك الإطار الوحيد الآن القابل للبناء عليه لإخراج الوطن من هذه الأزمة.
ودعا الحزب، الجميع إلى التسامي عن كافة الخلافات وجمع الصف تحت مشروع التوافق الوطني في إطار الاتفاق، وإن كان لا يحقق كل الرغبات بدلا من رفع شعارات رص الصفوف دون تقديم مشروع سياسي قابل للحياة، والإصرار على الاستمرار في عرقلة تنفيذ الاتفاق بمختلف الوسائل والأساليب.
وأكد البيان، أن حزب العدالة والبناء ما زلنا وسيظل يعمل بكل جهد وعلى كل المستويات مع شركاء الوطن لإنجاح العملية السياسية، رغم اتهامنا من قبل المتشددين من الطرفين والذين افترقوا عن الوطن والعمل في سبيله واجتمعوا على النقد وعرقلة أي تسوية تخرج الوطن من أزمته الراهنة.
التدوينة العدالة والبناء يرفض تصريحات الغرياني بشأن الاتفاق السياسي واتهام داعميه ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.