طرابلس اليوم

الاثنين، 31 أغسطس 2015

داعش وأخواتها

,

عبد الله الكبير/ كاتب صحفي ليبي

مناصري حقوق الانسان على تبريرها أو الدفاع عنها، حتى رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي لم يعرف كيف يدافع عن جنوده، وقبل دقّائق من التحقيق معه بشأنها في الكونجرس سمح لممثلي منظمات حقوقية أمريكية بالدخول على لتوبيخه بشدة فيما كان جالسا مطأطئ الرأس. لو رأينا اعتماد هذا التقليد لن نجد لدي حكومة الأزمة وزيرا للدفاع، فآخر وزير دفاع أسقط بقرار غريب من رئيس مجلس النواب مفاده (يانا ياهو)، إذا موقع الوزير شاغر أما (يانا) فمعتكف في منزله احتجاجا !!

أتفهم صمت الكثير من النشطاء والإعلاميين عن الجرائم والانتهاكات خشية تعريض أنفسهم وعائلاتهم بل وحتى مناطقهم لرد فعل عنيف، ولكن لا مبرر أبدا لإنكارها أو محاولة تضليل المنظمات الدولية بالتستر عليها، ولا ينبغي لأي مناضل ضد أي انتهاك لحقوق الانسان أن يستغلها سياسيا لأنه سيخرج في الحالة من صف المدافعين عن حقوق الانسان إلى الصف السياسي بما فيه من انتهازية وتضليل بعيد عن القيم والمعاني السامية لحقوق الانسان.

إن حجم التضليل الإعلامي مخيف، خاصة في ملف جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان في ليبيا، فعن سبق اصرار، ولأسباب سياسية، يتم تضخيم جرائم التنظيمات المتشددة خاصة داعش، وهي جرائم حقيقية ولا ريب، وتهمل جرائم الأرتال المسلحة الأخرى التي تحمل صفات رسمية، ولما أجريت تعديلا علي تقارير العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، بحذف الوصف المعتمد من المنظمتين للأرتال المسلحة ووضعت مكانه “داعش”، وأرسلتها لصديق ليطالعها ويعلق عليها، رد بأنه متوقع منهم هذا وما خفي كان أفدح، ثم أعلمته بالتعديل الذي أجريته وقدمت له التقارير الأصلية، فقال مندهشا وهو يترنح من الصدمة: إذا لدينا أكثر من داعش. نعم، بالضبط تماما لدينا عدة دواعش، سنضعها كلها علي نفس الخارطة، بعضها يتم التركيز على جرائمه، وبعضها لا يكتفون بغض أبصارهم عنه، بل ويتسترون على جرائمه إلى حد نكرانها. لقد أسقطوا الضحايا من حساباتهم، ولكن حتى إذا أفلتوا من المحاسبة فإن لعنات الضحايا وعذاباتهم سوف تلاحقهم طوال حياتهم، لن ينعموا براحة الضمير أبدا.

التدوينة داعش وأخواتها ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “داعش وأخواتها”

إرسال تعليق