طرابلس اليوم

الخميس، 27 أغسطس 2015

السعودية تجمد مشروع السيسي في ليبيا ؟!

,

جمال سلطان/ موقع المصريون

فجأة ، وقبل يوم واحد من موعد توقيع بروتوكول تشكيل القوة العربية المشتركة ، والمقرر غدا الخميس أعلنت الجامعة العربية عن تأجيل الموعد إلى أجل غير مسمى ، وأوضحت أن التأجيل جاء بطلب من المملكة العربية السعودية مشفوعا بموافقة دول خليجية أخرى منها قطر والكويت ، وقد جاء هذا الخبر كالصاعقة على القيادة المصرية وعلى حفتر وحلفائه في ليبيا ، لأن مشروع القوة العربية المشتركة كان شبه مفصل على مقاس الحالة الليبية ، حيث تقود مصر دعوة للتحرك العسكري لدعم قوات حفتر في مواجهة الجيش الموالي للحكومة الليبية المؤقتة في طرابلس العاصمة والمدعومة من المؤتمر الوطني الليبي والممثلة لقوى الثورة الليبية التي أطاحت بحكم القذافي ، وكان هذا المشروع الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل حوالي خمسة أشهر ، في نهاية مارس الماضي ، وأعلن عن حصوله على إجماع عربي على تشكيل هذه القوة ، هذا المشروع في حقيقة الأمر لم يكن يحظى بحماسة أو دعم أي جهة عربية أخرى باستثناء الإمارات وحكومة طبرق الليبية الراعية للجنرال المغامر خليفة حفتر ، وكانت السعودية مترددة تجاه المشروع ، ويبدو أن الديبلوماسية القطرية نجحت في إقناع المملكة بأن تشكيل القوة مخاطرة ، وأي تورط في ليبيا قد يتسبب في تفجير أكبر ويعقد الأمور أكثر ، كما أن الجزائر التي تدعم الحكومة المؤقتة في طرابلس لم تكن تشعر بالراحة تجاه الفكرة وأبدت تحفظا عليها ، وهي بشكل عام تتحفظ على التدخل المصري الداعم لحفتر ، وبالتالي فكان المشروع مقلقا لمراكز صنع القرار العربي “الثقيلة” في المشرق أو المغرب على حد سواء . خليفة حفتر والجناح الإماراتي في طبرق لم يكن يخفي ابتهاجه الشديد بتوقيع الاتفاقية غدا الخميس ، ووضح من التصريحات المتنوعة أنهم قد تأهلوا نفسيا لمرحلة تدخل القوة العسكرية العربية في ليبيا لدعم حكومة طبرق وقوات حفتر ، وخاصة أن شرعية برلمان طبرق تنتهي خلال شهر من الآن تقريبا ، وبالتالي تصبح حكومة طبرق منزوعة الشرعية دوليا ، وتصبح حكومة أمر واقع ، مثل حكومة طرابلس أيضا ، كما أن المبعوث الأممي “ليون” سارع من خطواته في الأسابيع الأخيرة ، وأعلن أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية أصبح وشيكا ، ومعروف أن تشكيل هذه الحكومة يعني انتهاء مشروع خليفة حفتر ، وسقوط المشروع الإماراتي ، وإنهاء كل احتمال أو فكرة للتدخل العسكري المصري أو العربي في النزاع الليبي ، لأنه لن يكون له مبرر ، ولا يوجد حكومة شرعية تستدعيه . العناد الذي تمارسه الديبلوماسية المصرية الآن في الملف الليبي سينعكس سلبيا على المصالح المصرية ، ليس فقط لوجود أكثر من نصف مليون عامل مصري في ليبيا حاليا ، بالإمكان أن يصلوا إلى مليونين في مرحلة إعادة البناء المنتظرة ، وكل ذلك يدعم الاقتصاد المصري بقوة ، بل أيضا باعتبار ليبيا قوة نفطية يمكن أن تقوي ظهر مصر ، كما أنها في حال إنقاذ الدولة وتشكيل حكومة وطنية وعودة السلام لربوعها يمكنها أن تحمي ظهر مصر من أي خطر لجماعات متشددة ، كل هذا تخسره مصر وتخسر مصالح تمس أمنها القومي ، لمجرد العناد والمكابرة والإصرار على مطاردة أي وجود لأحزاب سياسية إسلامية في دول الجوار ، وتحديدا أي أحزاب يكون لها أي وجه نسب بالإخوان المسلمين ، وهذا ما جعل مصر تعيش حال أشبه بالحصار السياسي ، شرقا من قطاع غزة وغربا من ليبيا وجنوبا من السودان ، وجعل حضورها السياسي والأمني هامشيا وغامضا جدا في سوريا والعراق واليمن وتونس ، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث ، كما أنها تتسبب في إرهاق الدبلوماسية المصرية وتشتتها في صراعات عبثية أضعفت ظهيرها الإقليمي ، مما تسبب في ضعف موقفها في ملفات أخرى تتعلق بحياة شعبها ومصيره ، كما هو الحال في “مسخرة” التعامل مع سد النهضة الأثيوبي .

التدوينة السعودية تجمد مشروع السيسي في ليبيا ؟! ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “السعودية تجمد مشروع السيسي في ليبيا ؟!”

إرسال تعليق